|
مجرمون بلا حدود
|
يعود الامر الى القرن الثامن عشر، والرأسمالية فى عنفوان شبابها، حين خرج على الناس الاقتصادى الانكليزى توماس روبرت مالتوس (1766- 1834) بنظريته العجيبة فى ايجاد حلول جذرية لمشكلة الغذاء فى العالم.
يرى مالتوس - كما تعرفون – ان البشر يتكاثرون فى العالم على شكل متوالية هندسية (( 8،6،4،2..الخ )) بينما ينمو الغذاء فى شكل متوالية عددية(( 5،4،3،2،1...الخ )) وبالتالى فان مستقبل البشر سيكون مهددا بنقص حاد فى الغذاء!! حيث سيصل العالم الى مرحلة يطارد فيها مئات الناس قطعة خبز واحدة!!
ولما كان الناس عنده ينقسمون الى قسمين، خيار الناس من ناحية و( العواليق) من الناحية الاخرى فقد مضى السيد مالتوس فى دراسته تلك الى اقتراح حلول عملية جدا وبسيطة جدا وغير مكلفة!! على الاطلاق وهى ان تنتشر الاوبئة والكوارث الطبيعية بين ( العواليق) فتموت اعداد كبيرة من الذين لايحتاجهم العالم!! وتتكفل الحروب بابادة بقية الحشرات البشرية الذين يحتمل ان ينافسوا ( خيار الناس) فى قليل الغذاء المتاح.
تلك خلاصة لنظرية مالتوس التى تعرف بين اهل الاقتصاد السياسى ب ( نظرية مالتوس المبغضة للبشر). وفى بدايات القرن العشرين جرت محاولات يائسة لنشر ثقافة تحديد النسل بين الناس(( العواليق )) تحديدا. ثم تبعتها محاولات التعقيم القسرى!! والتى انتشرت تجاربها الاولية فى ارياف مصر والهند وبعض افريقيا. وفشلت تماما وسط تلكم الارانب البشرية والتى ( بقدرة قادر) تضاعفت سعتها الانجابية، بشكل وبائى حتى باتت الهند وحدها تنشر مايزيد على المليار بنى ادم فى مساحة 3 مليون كيلومتر مربع من اليايسة (( يعنى 3متر مربع للبنى ادم !!))
لعب السلاح الامريكى ( السرى ) دورا حاسما فى وضع نهاية للحرب العالمية الثانية. واصيب العالم بحمى الاستقطاب والاسنقطاب المضاد، او مايعرف فى التاريخ - الان - بالحرب الباردة،وقد تأكد الجميع ان قتالا تقليديا سوف لن يعطى الفرصة لاحد كى ينتصر على الاخر. وسعى الناس الى الاسواق العالمية يتزودون منها بكل ماهو غير تقليدى!! فى سباق تسلح عبثى، فما ان تصنع امريكا قنبلة (ذرية) الا ويصنع الاتحاد السوفيتى قنبلة ( ازرّ ) منها !! ثم انفجرت بالونة اختبارات الحرب و( هاك) يااسلحة دمارشامل، وقنبلة خبيثة وقنبلة قذرة ( كأنما هنالك قنبلة غير قذرة) وكيماويات و....لكن كل ذلك سيهدد الثروة والتى قامت كل هذه القيامة لاجل الاستحواز عليها!!!
هنا طهر البايولوجى كسلاح. يقضى على البشر ويترك الثروات كما هى !!
دخل السباق الان ابعادا جديدة. ليس هنالك اعمال تخصيب يورانيوم يمكن لمجسات لجان التفتيش الدولى العثور عليها. وليس هنالك ماء ثقيل او ماء خفيف او صواريخ او اعيرة نارية ولايحتاج الامر الى مساحات ضخمة قد يصعب تأمينها أواخفاء الانشطة التى تدور خلفها. كل الذى يحتاجونه منزل منزو مجهز على شكل معمل وقنينة اصغر من فتيل الريحة ....وهوب ... تصاب البلاد بالجدرى او الجمرة الخبيثة او التايفويد او اى وباء متاح حسب مزاج الطباخ.
فى غمار سلوكياتها اللااخلاقية، استطاعت عدة دول ادخال نتائج ابحاثها الى مراحل التجارب العملية على عواليق العالم الثالث من أمثالنا. فانتشرت بشكل وبائى ومفاجئ امراض مثل الايبولا والجمرة الخبيثة والايدز ثم اخيرا انفلونزا الطيور!!
|
|
|
|
|
|