كروجر مدرب المريخ القادم و عصاره تجربته السابقه بقلم د جار النبي.

Quote: لكم ان تتصورا ان لاعبي المريخ وهم يؤدون ودون تعب او ارهاق حصة صباحية وحصة مسائية ويتخلل ذلك عمل تدريبي تكتيكي من مستر كروقر ,,,ولكن كما اسلفت ان عمل الجهازالطبي لم يقصر اذ يخضع كل اللاعبين وبالاوامر لتدليك صباحي ومسائي لازالة المخلفات وتحسين الدورة الدموية,,,, بالطبع كانت تحدث اصابات يومية وهذه اصابات طبيعية نتيجة التدريب ,, وكانت تجد منا الاهتمام اللازم بحيث ان الاصابة تجد الاسعافات الاولية والتشخيص الفوري ومن ثم العمل علي العلاج والتأهيل ....................................................................... معسكر عين دراهم التونسية كان مثالا للانضباط,, كان معسكرا مثاليا ,, اولا كان عدد الاداريين قليل جدا وفي اعتقادي الشخصي انه كلما كان الربان واحد او اثنين , كان الابحار هادئا ,,لذا كنا مع الاخ حسن يوسف رئيس البعثة ومدير الفريق في تفاهم ,,وهو موجود معنا في غرفنا وفي العيادة وفي المطعم وفي الملعب ,و ما ان نطالب بشيء الا وسهله علينا,, اذكر ان الكابتن حافظ حارس المرمي كان يعاني من ألم حاد في الساق اليمني ,, والطبيب رأي ان يخضع للتصوير بالاشعة, كان المستشفي يبعد حوالي 50 كيلو متر,,وهنا اتخذ الاخ حسن يوسف قرارا بتأجير تاكسي ذهابا وايابا للمستشفي,, حيث اكتشفنا من الاشعة وجود كسر اجهادي stress fracture حيث خضع بعد ذلك للراحة حتي اتم الله له الشفاء وعاد حارسا لعرين المريخ العظيم.....الاصابات التي قضينا عليها في المعسكر مع العمل الجاد مع المستر ويلي في اللياقة البدنية ,اكسبا اللاعبين مناعة من الاصابات بحمد الله موسما طيبا,, جنينا من وراءه الدوري الذي عاد بعد سنين عجاف ,واردفناه بكأس السودان,, ولذلك العمل المؤسس هو الذي يؤدي للنجاح هذا النجاح وراءه رجال خدموا المريخ بكل اخلاص ونكران ذات,, لم اسمع يوما منهم انهم من وراء هذا الانجاز.. ادارة نادي المريخ وقفت ودعمت هذا الفريق دون ضوضاء حتي جنت ثمار غرسها,, الذي كنت اود ان يستمر ويستمر المستر كروقر,,الذي كان يحب عمله جدا لكنه كثير المطالب واثارت القلاقل,, ولكنه كان مدربا من طراز فريد تعلمنا منه الانضباط والدقة وتحمل المسئولية,, تعلمنا منه عدم المجاملة ,, كان لايجامل علي حساب العمل مره سألته عن هذه الشده في التعامل مع الآخرين ؟؟ قال المجاملة في العمل الرياضي تعني الفشل في الاداء والفشل في النتائج والفشل في الحياة والفشل في الصداقة,,حتي تمنيت ان يسكت,, وعندما سكت قال لي( جار) ليه انت تشتغل في النادي بدون اجر؟؟ قلت له انا متطوع واحب ان اخدم فريقي,, سكت برهة وقال لي: دي مجاملة غير حميدة منك ويجب ان تغير من اسلوبك حتي نحاسبك اذا اخطاءت في العمل معنا,, ذلك هو كروقر يظل يصرخ ويظل يعمل ويشغل الدنيا حوله ولكنه مدرب ناجح ونجح مع المريخ كثيرا,, وكان يمكن ان يضيف كثيرا للمريخ,, برغم اختلافه مع الكثيرين لكن يبقي الاختلاف في العمل فقط,, اذا صبرنا عليه كان يمكن ان يتخرج علي يديه اكثر من مدرب واكثر من اداري واكثر من طبيب واكثر من معالج واكثر من مدرب لياقة ,, ولكننا نحب التغيير,والملل حبيبنا ويلازمنا كظلنا,, وعندما نملل نحب ان نغير كما نغير جلابيبنا ,, كان عندنا مدرسة شعارها الصرامة والنجاح,, تركنا تلك المدرسة لنذهب لمدرسة اخري ,, لاننا نحب التجريب طالما نملك المال,,ولكننا ننسي الوقت... المستر كروقر لايحتاج مني لشهادة ولكنها شهادتي للتاريخ حتي يقف من كان بعيدا هذا الالماني علي تجربة نجاح بايدينا وليس بغيرها كتبنا لها النهاية المرة ,,, مشفوعة بالآف اللعنات ما كان يستحقها ابو برمودا الله يديه العافية.. شهادتي في الاخ حسن يوسف مجروحة,, وارجو ان تحافظوا علي صحه هذا المريد الذي لن اجد من الكلمات التي توفيه حقه ,, كنت اعتبر نفسي محبا جدا للمريخ ولكني وجدته اكثر حبا وعطاء وتمني,, الله يحفظه... شهادتي في الاخ سليمان مسئول المهمات,,شهادتي لنفسي حيث اننا نتشابه في كل الاشياء اهمها الطموح الذي اوصلني اليكم,, بدائنا من الصفر لنجد انفسنا مع خيار من أخيار اهل المريخ الصفوة,, اشكر الظروف التي جمعتني بكم ... الظروف التي قادتني ان اكون معروفا لديكم ,,, المريخ هو الذي يصنع الاسماء ,ويصنع التاريخ ,,ويصنع الفرح,, ويصنع الرجال. عندما كنا في خريبكة ونحن نستعد للمبارة التاريخية التي تعادل فيها المريخ مع خريبكة,,,كان الاخ كمال ( ودالعمدة ) حضورا من عاصمة الضباب,وكان مهموما بالمباراة التي ستقام,,وكان كثير السؤال عن الحالة العامة للاعبين,,, يعني (رجفه عجيبة) قبل المباراة اتيحت له الفرصة للجلوس مع كروقر وجها لوجه,,,وطربق الانجليزي علي رأس كروقر,, والخواجة لاول مره يفقد المنطق,, حيث جائني كروقر ليسأل عن دور ودالعمدة في نادي المريخ,,قلت له انه واحد من محبي المريخ,,اتي من لندن لمتابعة اللقاء,,قال لي: لماذا لايستعين المريخ بمثل كمال ,,حيث انه شاب مثقف وعارف كثير في امور الكرة.. وهكذا المريخ مليئ بالاكفاء من ابنائه داخل وخارج السودان..يبادلهم المريخ حبا بحب.... الفرح القادم باذن الله,,يجب تتوفر له مثل تلك الظروف,,ادارة قبل اللاعبين وقبل الجهاز الفني,,لن يكتب النجاح لاي عمل دون الادارة الواعية التي تأخذ قرارتها بعيدا عن الانفعال وبعيدا المصلحة الذاتية وبعيدا عن الشوفونية وبعيدا عن النظرة الضيقة وبعيدا عن المجاملة,, وبعيدا عن الاحلام والجري وراء السراب.. النجاح يأتي بالعلم والتعلم والخبرة ونكران الذات والمحبة ,,دون هضم لحقوق الآخرين,,دون تكبر واستعلاء,,دون اقصاء الآخر,, دون الاتكال علي الظروف,, يأتي النجاح بالمحاسبة,, محاسبة كل مقصر اول بأول,, وليس بانتظار النهاية المرة.... ولاضرب مثلا بالمدرب ميخا ,, عندما شكا اللاعبين من طريقة تدريبه,,الادارة اتخذت قرارا بتغيره,,لكن المدرب رادان اصر عليه,,لتكون الكارثة اصابات بالجملة في صفوف الفريق مازال الفريق يدفع فاتورتها,,,ولذلك يجب وضع شروط قاسية للمدرب الجديد عند استجلاب طاقم من بلاده,,مرات يكون المدرب علي علاقه خاصه بهم,, او ربما مصلحة شخصية يجني من وراءها مالا,, في الخليج مثلا كثير من هذه الامثلة,,ولذلك يجب وضع شروط مثل ان يكون الطاقم المساعد تحت الاختبار لمدة يتفق عليها حتي نقف علي عمله,, وهل يفيد ام يدمركما دمرنا العسكري ميخا.... ومثالا اخر عندما عملت مع كروقرفترة شهرين,,وحان موعد رجوعي لعملي بالامارات,,اتي كروقر بمعالج من المانيا ووضعه تحت الاختبار,,وعندما ترآي له انه غير مفيد,,ارجعه لبلده,,واتحدي ان نجد مدرب بمثل كروقرفي اخلاصه,,لم يجامل ابن بلده كا فعل السيد رادان....مع ميخا,,,,,.... علي المرء السعي ولكن ليس عليه ادراك النجاح,,مقومات النجاح تبدأ بالانضباط في حياه اللاعب اليومية,,,ملبسه,, اكله,,سهره,,تقديره للمسئولية,,تدريبه,, راحته,, احترامه لوقته واحترامه لغيره.