|
Re: مسارب الضي ........الحاج وراق ( الشيخ أزرق طيبة شيوعيآ!!!) (Re: HAYDER GASIM)
|
أخي وسميى ... د. حيدر بدوي
تطيب ... وكل العافية
تبديت بمناظيرك الآلقة , فأحرز الحوار تقدما نوعيا , آلقا كذلك .
ما أودعته فى ثنايا هذا الحوار , حول كلية الماركسية وشمولها , فكنت أعتقد فى هذا بعض وفاء لإلتزام آفل , فهذه هي الماركسية كما عهدتها , كل يتصل ويتناغم , إذا إشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى . لم أكن أرى فى هذا عيبا , وإن إستقصيته الآن , لكن , تظل الماركسية فى مقاديرها الفكرية والتاريخية هي الماركسية , يد سلفت ودين مستحق , محمول نظري واضح وناجز , لكن تداخلت فى خضم التحربة العملية الفلسفة بالسياسة , والاقتصاد بالمجتمع , والمجتمع بالفلسفة , والفلسفة بالاقتصاد , وقد حدث هذا كله لما تقتضيه ظرفية الالتزام الكامل بالماركسية , واجهة لمريدها , ومنهجا لحياته فى كلياتها وفى حواشي تفاصيلها , وردنا الماركسية مواردها , من إرشيف الحزب , من دار التقدم فى موسكو , من أدبيات الشيوعيين العرب والافارقة , من تراجم الشيوعيين فى نطاقات العالم الاخر , توالينا مع الرديف الثوري فى حقل الادب , فأحببنا , تولستوس وماكسيم جوركي , وقد كانت روايته ( الام ) مورد عاطفتنا الثورية ومرقد شجونها , أحببت فى الاثر وعلى المستوى الشخصي ناظم حكمت وأورثت إسمه لإبني الاكبر , وتعلقت بأمجاد المقاومة الثورية للإحتلال الاسرائيلي , فإخترقت سهى فواز بشارة وهي فدائية إنتحارية لبنانية , محيطي الخاص فأورثت إسمها لإبنتي , عسى تتواصل الركاب الثورية , وإفتتنت بمحمود درويش , فكانت ( ريتا ) صغيرتي وأخيرتي بين عينيه والبندقية . أحببنا كل الثوريين فى كل العالم , طفنا بأحلام الشباب الشيوعي فى مهرجاناته العالمية , من موسكو إلى براغ , إلى برلين , إلى كوبا . كان لوننا المفضل الاحمر , وكان فنانينا المفضلين وردي وود اللمين ومصطفى سيد أحمد , كان شعراؤنا محجوب شريف وحميد , وكان شهداءنا من صلاح قرشى إلى علي فضل ومن إلتحق فى الاثر , كنا نبتدر إجتماعاتنا بإسم الثورة الوطنية الديمقراطية , بديلا للموروث الديني والتاريخي السوداني , كان مؤرخينا عبدالله علي إبراهيم ( سابقا ) ومحمد سعيد القدال , كان ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية ) إنجيلنا , كان كارل ماركس إلهنا الخفي , كان لينين رسوله وإنجلز أنعم الصحابى .
فهذه على وجه التقريب كانت هي الاجواء الحزبية والثقافية التى يتربى الشيوعي فى إسارها , وهي وكما يتبدى ذات مضمون كلي , وذات بعد شمولي , كنا فى واقع الامر نستحضر مجتمعا جديدا , وقد أوليناه من عنايتنا كل المستطاع , وإن سألت عن القوة الدافعة والتي تستمطر على الشيوعيين كل هذا العزم , فلا أظنه أزرق طيبة ( وطيبة هذه هي حلتي بالمناسبة ) , كما لا أظنه المهدي , ولا الميرغني , ولا سواد عيون الرابضين فى الورش والمصانع , ولا حيث يتأخر الانسان عن الحيوان فى العمليات الزراعية البدائية , فقط هي الماركسية , لكن بكامل مؤثراتها ودواعيها الفكرية والسياسية .
إطلعت على الماركسية , وإلتزمت تجاهها فكريا , ثم إنتميت لحزبها سياسيا وتنظيميا , وخضت غمار التجربة بصدق , أوفيتها ما إستحقت من عزم , وإنفذتها كل ميسوري من البصيرة , لهذا أظن أنني أتحدث عنها بضدق أكثر ممن ما يزالون يتعلقون بها وإلى الآن , أو هكذا يدعون .
لهذا عزيزي حيدر أعتقد فى صحة ما زعمت حول الماركسية , نهج متكامل يستدعي آليات بعينها , لإصابة أهداف تعتقد الماركسية فى حتمية إنتصارها وإلى الابد . كان فى الاثر , وعبر المطالعة والتجربة سواء , حكمي المتواضع , بأن الماركسية كل لا يحتمل التجزئة , إما أن تأخده كله أو تتركه كله . لكن ما إستقام الامر للماركسية كما شاءت , وتبدلت كثير من الاحوال ومن الموازين , إنفرط العقد الماركسي , ووقتها ظهر مفهوم التجزئة والانتقاء , ... لا أمانع من حيث المبدأ ... لكن لي عودة .
سلامى إليك ... وكل من يتابعون هذا الحوار .
|
|
|
|
|
|