|
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير (Re: سمندلاوى)
|
ملابسات تعيين غردون:
السلوك العادي للدول المتحضّرة عند التدخل في شئون الآخرين تبرير ذلك التدخل بمحاولة تنظيم الفوضي. شاهدت الحكومة البريطانيّة لذلك بقلق مجهودات مصر الفاشلة لإجلاء السودان و إحضار الحاميات بأمان الي مصر، ورفضت الحكومة البريطانية تقديم أي مساعدة عسكريّة لكنها كانت كريمة في تقديم النصائح. لكن كان الجميع في ذلك الوقت يرتاب في قدرات المصريّين و هنالك اعتقاد إنّ الإجلاء يمكن إنجازه فقط إذا عُهِدَ إلى رجال أقوى وأكثر أمانة من الذين ترُبِّوا علي ضفاف النّيل. تفحّص الوزراء بعضهم البعض يتساءلون كيف يمكن أن يساعدوا الحكومة المصريّة بدون مخاطر أو تكلفة، و بسبب سوء الحظّ همس احدهم كلمة غوردن . وفورًا أرسلوا برقية إلي القاهرة: "هل يمكن أن يكون الجنرال شارلز غوردن ذو فائدة إلى الحكومة المصريّة، لو كان كذلك، ماهو المطلوب ؟" أجابت الحكومة المصريّة عن طريق السير إيفلين بارينق" بأن الحركة التي في السودان حركة دينيّةً، لذلك هم غير مقتنعين بفكرة تعيين مسيحيّ في القيادة العليا" وكانت أنظار من امتلكوا معرفة بالسودان تحولت إلى شخص مختلف. كان هناك رجل واحد في تقديرهم قد يضع حدًّا لما يحدث و يستعيد الأملاك الزائلة لمصر، وعلى الأقلّ قد ينقذ حاميات السودان. في حوجتهم ويأسهم بدا لمستشاري الخديوي هذا الخيار هو العلاج للازمة، (الزبير باشا) الرّجل الذي قد حدّوا من حرّيّته، وصادروا أملاكه، وقتلوا ولده.
كان الزبير باشا هو الوكيل الذي تلعثمت حكومة مصر بسببه. الفكرة سُونِدَتْ من جميعً الّذين اطّلعوا على الظّروف المحلّيّة . بعد أسبوع من رفض السّيّد إيفلين بارينق خدمات الجنرال غوردن وكتب: "مهما تكون أخطاء الزبير فيُقَال أنه رجلا له طاقة كبيرة واصرار، و تعتبر الحكومة المصريّة أن خدماته قد تكون مفيدة جدًّا . . . . بيكر باشا متلهّف أن يستغلّ خدمات الزبير باشا .[ السّيّد إيفلين بارينق الخطاب من 9 ديسمبر, 1883 .]" لكان مؤكدا إن كانت الحكومة المصريّة حرّه، لارسلت الزبير َ إلى السودان كسلطان، وتمت مساعدته بالأسلحة والمال و ربّما بالرّجال و لعمل ضدّ المهديّ، ومن المحتمل في تلك الفترة إن المهديّ كان سينهار لو قوبل برّجل ذو شّهرة مساوية تقريبًا له، و له موارد أكبر، لكنّ الحكومة البريطانيّة لم تؤيّد أيّ معاملات مع مثل هذا الرّجل . فاستبعدوا فكرة الزبير ولذا كان عليهم تقديم البديل. رُفض الزبير، وتبقي خيار غوردن، و ليس من الممكن عقد مقارنة بين الرجلين فهنالك تناقضً كبير بينهما كأنها وثبةً من خطّ الاستواء إلى القطب الشّماليّ.
عندما تحيّر الصّعوبات و الأخطار كلّ العقول و قد حدث هذا كثيرًا في التّاريخ أنّ رجال كثيرون من اتّجاهات فكرية مختلفة يصلون إلى نفس النّتيجة . لم يُنْشَر حتّى الآن أيّ سجلّ كامل للتّلغرافات التي كانت بين الحكومة و وكيلهم في مصر في هذه الفترة . وتحفظ التّقارير الرّسميّة تقيما خبيثًا و لكن عُرِفَ منذ البداية ان السّير إيفلين بارينق كان معترضًا بشدّة علي تعيين الجنرال غوردن .
لا صداقة شخصيّة توجد بين الرجلين والسير يارينق كان خائف من عودة التعقيدات المحمومة للسياسة المصريّة، بعودة الرّجل الذي اقترن اسمه َ بالثورات و الارتجال و الازعاج دائمًا. لكن كان الضّغط شديد عليه فلم يستطع المقاومة . الجمهور البريطانيّ، نبار باشا، وزارة الخارجيّة الجميع يطالب بالتعيين. لو اصر بارينق علي عدم الموافقة لتم تجاوزه، و بمجرد أن نالت الحكومة علي موافقته التفتت بالبهجة إلى غوردن . وفي السّابع عشر من يناير لورد ولزلي طالب غوردون أن يأتي إلى إنجلترا، وفي الثّامن عشر قابل مجلس الوزراء وفي ذلك المساء بدأ رّحلته الطّويلة التي لم يعد منها ابدا.
وينستون شيرشيل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سقوط الخرطوم , 26 يناير | سمندلاوى | 01-26-04, 01:30 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | حمزاوي | 01-26-04, 02:19 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | أحمد أمين | 01-26-04, 06:17 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | سمندلاوى | 01-26-04, 08:10 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | Abdel Aati | 01-26-04, 08:48 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | سمندلاوى | 01-26-04, 10:13 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | الفاتح يسن | 01-26-04, 11:26 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | سمندلاوى | 01-26-04, 11:38 PM |
Re: سقوط الخرطوم , 26 يناير | أحمد أمين | 01-27-04, 03:01 PM |
|
|
|