|
الخديعة (Re: Mustafa Mahmoud)
|
ظلت الأحزاب السودانية أمام المواطن السوداني مدعاة للرثاء تفتقد البوصلة والتخطيط والعلمية والمنهجية والمؤسسية لقيادة قاطرة الدولة وتؤمن بالديمقراطية الخطابية الإعلامية اثر الافتقاد الحقيقي للديمقراطية داخل مؤسساتها الحزبية التي اما تقبع في إطار ماهو موروث في شكل القيادة كما هو موجود في حزبي الأمة والاتحادي وماهو مستحدث ووافد وأسير لأجندة الأيدولوجية الأصلية مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الناصري وماهو متخبي خلف الثوب الروحاني الالهي كالحركة الإسلامية والأخوان المسلمون وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي.
وما هو مبني علي مطالب الاقاليم الملحة وأصبح واقعاً حزبياً بقوة السلاح كالحركات التحريرية في جنوب السودان ودارفور.
لذا فقد ظلت القيادة مرتبطة بتوفر الكاريزما والنجومية الجماهيرية والقدرة على الجذب والأتباع والمحبين والمريدين والمعجبين بشخصية القائد التي لا تنفك تدور حول مفاهيم الإلهام والانقاذ والوصاية والحماية .
من رحم هذه الاوجاع التي أصابت المواطن السوداني باليأس والملل أثناء مشاهدته الإفراز السياسي علي أرض الواقع السياسي السوداني, والمخيلة الحزبية التي لم تنتج ما يجعل المواطن السوداني بالأعتزاز حتى وهو داخل وطنه. هذه المنظومات السياسية أنجبت حلولاً لصالحها أستغلت فيها افراداً من عامة الشعب كل بما يلزم كي يكون معهم وأستغلت فيه موارد الدولة للإقتواء على المنظومات السياسية الأخرى متي ما توفرت لها الفرصة للفوز بالسلطة أنتخاباً او أنقلاباً, وكان التحالف مع العسكر حيث المؤسسة العامة للقوة المنفلتة عن أرادة الشعب وهي قوة تؤسس من الميزانية التي يدفعها المواطن السوداني لذا كانت اللعبة في كثير من الاحيان تخرج من بوتقة مصلحة الحزب الي النظم العسكرية التي عملت الاحزاب علي التخطيط والتدبير والتمويل والتوجيه لها باستلام السلطة (الامة وعبود) و(الشيوعيين ونميري) و(الاسلامويون والبشير) .
الذهنية الخصوصية المستندة على الانانية الايدولوجية للاحزاب السودانية,أضافة للذهنية العسكرية القاصرة والمحدودة والمؤتلفة على الاحتكام أولاً وأخيراً للقانون العسكري الغير قابل للتعديل أفضت بالوطن أحقيةً أولى لمن يصحو مبكراً وهو بعتاد أفضل.وكانت زراعة العضوية الحزبية داخل المؤسسات العسكرية المسئولة عن أمن المواطن وسلامته مدعاة لطابور طويل في إنتظار موعد انقلاب عسكري مؤجل.
لا اطالب الناس هنا بالتخلي عن أثوابهم وأفكارهم وأهوائهم ولكن اطالب الافكار والاهواء بالسجود في محراب الوطن..فكرةً تتألق بكافة بنيه وروية واضحة لاتمنع أحداً من أن يقف عزيزاً في وطنه ووسط اهله.
لا يمكن الإدعاء بأن هناك حلولاً جاهزة للاتباع ولكن ننتظر الافكار المفترض أن تكون قد أنطلقت من المخيلة السودانية وترتبت على طاولة النقاش الصفوي وتحاول ابتكار حلولاً للمقاومة باسلوب أكثر قدرة على الافتكاك من الوصاية والتحرر من الاتباع. وكون احزابنا تقوم على الناس من فوق تلة الخطايا ليس معنى هذا أنها عرضةً للأقصاء والقذف بها خارج المخيلة السودانية ولكن ترتيب الاحزاب وأولوياتها على حساب المزاج الوطني يجعل التنافس بينها أمراً مقبولاً ومشروعاً وجاذباً .
ومن مبدأ التشارك المفتوح بين كل قطاعات الشعب السوداني لإحداث تغيير مناسب ونسبة للحوجة الملحة لكل فئات الشعب السوداني بمنظوماته الجغرافية والفئوية للخروج من دائرة الحل المفروض إثر عملية مخاض فكري عسير لمنظومة الحزب الفكرية من خلال ايدلوجيتها.مبدأ اللاتشاركية هذا أفقد مايو في بدايتها الثورية البوصلة وخرجت عندها مبادئ أخلاقية كثيرة من الواقع السياسي السوداني ولم تعد حتى الأن وذهب بالاسلامويون(الثوريين) الى مكان يشتهون فيه فقط الإتكاءة على أيدولوجيتهم المضاعة, ولم يخلق التقارب المطلوب بين الطائفية المتفقة على كل الأشياء ..عدا السيادة..وهذا يبدو جلياً مع انتفاخ (العائلة الحاكمة) وراثياً إثر استمرار إنجاب النخب التي يمكن أن تحكم ونشوء تيارات تتمتع بالوعي المعرفي لهزيمة فكرة (البابا) داخل الاحزاب ذات الطبيعة العقائدية...وحقيقة في ظل النظام القائم الأن في السودان أنهزمت الدولة وكل ما هو مؤسس لها وخلعت الحركة الإسلامية جميع أثوابها ولبست ثوب التشبث بالسلطة..فقط.
هذا كما اعتقد هو الواقع الفكري المطروح, وبدأت الاحزاب جميعها تشكل للواقع السياسي القادم أفكاراً يقبع الوطن حيثما كان في الصف الأخير من قائمة المهام..فكان النهم المتبادل من كل المنظومات السياسية على السلطة والنسب الهزيلة والرضوخ لما يحفظ ماء الوجه.
الحكومة الأن تحكمنا بالقوة القهرية ,المؤسسة العسكرية والقوانين التي شرعتها والشرطة التي تنفذها وجهاز الأمن والمخابرات النشط جداً محلياً والذي يضع أي مواطن ضد الحكومة في خانة العدو.
والحكومة الأن مسلط عليها بفقه القوة الذي تعشقه ممن لا قبل لها به من منطق القوة وأفتقادها القواعد الجماهيرية وخصوصاً بعد تململ اطراف الدولة بنفس ما تجيده القوة القهرية والاحزاب جدل وخبل وعناد مبتكر وأوصال مفككة وإرضاءات بالداخل لصالح العرق والقبيلة والجهة أو لصالح (الحرس القديم).
الاجيال التي شبت على الطوق لا تأبه بما هو موروث سياسي وأصابها التعود على النظام القائم بالخواء واللامبالا ة واللاجدوى وإن لا تزال الفرصة قائمةً للبحث عن حلول لإفتقادها غير الولاء للمصلحة الفردية النابعة عن إنجازها الشخصي.
الشعب تحت ويل الدولة التي تسيطر عليها المصالح الشخصانية بالنكهة (الإسلاموية).وهو يحتاج من يقول له تعال إلى حضن دافئ بعيداً عن نهم الدولة وقلة حيلة الاحزاب وهذا الفراغ يمكن أن تشغله منظومات المجتمع المدني من خلال أي نقطة إرتكاز واعتقد أن الحوجةلمحور ارتكاز لأن الفراغ يمكن أن يكون مدعاة لسقوط الدولة (المتوشحة بكل سوءاتها) والاحزاب (المستلقية بكل علاتها) والدولة هنا مطلقاً لا تعني النظام الحاكم.
الحكومة في حاجة للقاعدة الجماهيرية التي تقاوم بها المهددات التي صنعتها لتكون مسألة زوالها تهديد مباشر لكيان الدولة والشعب , وهو الذي لا يثق بها بتاتاً ويتمنى زوالها اليوم قبل الغد .
الاحزاب في حوجة للشعب وهو ايضاً لم يعد يثق بها ولم يعد يؤمل في ما يمكن أن ينجب رحمها من أحداث.
داخل دائرة الجذب نحو الطرفين يجب أن نحاول ان ننشئ قوة إرتدادية للضغط على الحكومة ومعاونة الاحزاب ومحاولة ملء أكبر قدر من هذا الفراغ.
ملحوظة.. بخصوص القط إن المقصود أن من ينقلب علي التعددية لن يأتي الأن ليسوقها لنا كفكرة مستحدثة من صنعه ...
نحاول الرد بما هو موضوعي ونحتاج لتعليقاتكم
ودمتم ........
مهندس/ نزار عبد الماجد محمد العوضً
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-25-06, 00:52 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-25-06, 00:55 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | kabashi | 09-26-06, 05:44 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | Nazar Elawad | 09-26-06, 04:17 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | Elmosley | 09-26-06, 09:19 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-26-06, 05:41 PM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | عبدالأله زمراوي | 09-26-06, 06:02 PM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-26-06, 09:28 PM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-28-06, 03:54 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صباح احمد | 09-28-06, 04:34 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | Elmosley | 10-06-06, 02:35 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | أبوبكر حامد الأمين | 09-28-06, 05:18 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | فتحي الصديق | 09-28-06, 06:56 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-29-06, 01:30 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | Hassan Osman | 09-29-06, 05:13 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | altahir_2 | 09-30-06, 00:00 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-30-06, 01:44 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 09-30-06, 02:03 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | صلاح شعيب | 10-04-06, 01:45 AM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | برير اسماعيل يوسف | 10-04-06, 12:19 PM |
Re: الاسلاميون ينقذون أنفسهم بسوار الذهب وأحمد عبدالرحمن وخلف الله الرشيد..ويجثمون علي كتف ألير | Mustafa Mahmoud | 10-04-06, 12:27 PM |
الخديعة | Nazar Elawad | 10-05-06, 05:09 AM |
Re: الخديعة | صلاح شعيب | 10-06-06, 02:23 AM |
|
|
|