|
ما هذذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح
|
Quote:
اليسار السودانى فى المهجر يعلم الديمقراطية على الطريقة الاستالينية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
بعد ما اشتد الصراع فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى فى الاتحاد السوفيتى السابق بين ستالين و تروتسكى و اشتد الضغط على الاخير و اصبح مطاردا من قبل " كى جى بى" جهاز المخابرات للاتحاد السوفتى السابق الامر الذى جعله يهرب الى اوروبا الغربية و لكن ظلت ظلال افكاره وسط النخبة السياسية و تروتسكى هو صاحب دعوة الثورة الدائمة و كان يعتقد ان الاتحادى السوفيتى يجب ان لا ينكفى على نفسه بعد نجاح الثورة البلشفية و التى كان من احد اثارها الصراع بين المنشفيك و البلشفيك و تبنى العمل السرى خوفا من القمع و التنكيل و التصفية الجسدية التى كان يمارسها النظام الجديد و الثورة المضادةله الامر الذى ادى الى اعلاء الهاجس الامنى بصورة اقرب الى المرض منها الى الحذر.
عندما شعر تروتسكى ان الخطر مازال محدقا به و ان عناصر المخابرات تتابع تحركاته قرر الهجرة سرا الى منطقة بعيدة و ذهب الى امريكا اللاتينية حيث لقى حتفه هناك من قبل العناصر التى كانت تطارده و بعد اقتيال تروتسكى شعر استالين بالراحة النفسية وغياب المنافسة و ممارسة النقد تجاه سياساته و لكن ظل اتباع تروتسكى يمارسون نشاطهم سريا و التعبئة ضد نظام استالين و الذى كلما كانت تذكر الديمقراطية امامه اعتقل مزيدا من المواطنيين.
و تروتسكى عندما ذهب الى امريكا اللاتينية لم يذهب بمفرده انما هاجرقبله اتباع له هم الذين ساعدوا على نشر الفكر الماركسى و لكن تبنوا العمل السرى و الحذر الشديد خوفا من مطاردة عناصر الكى جى بى لهم و كانت امريكا اللاتينية هى نقطة الانطلاق الى عدد من الجزر القريبة حتى وصل بعضهم الى استراليا و عدد من دول المحيط الباسفيكى و لكن ظل هولاء يختزنون الخوف من استالين فى الا شعور ثم يورثونه الى الاجيال الاحقة جيلا بعد جيل حتى بعد موت استالين و كان هاجس الامن عند هولاء كبيرا جدا و يقول بعض المؤرخين اليساريين فى اسرائيل ان الدولة العبرية بدا يعلوا الحس الامنى فيها بشكل كبير جدا عندما بدات تهاجر مجموعات كبيرة من اليهود الروس الى اسرائيل و ربما يكونوا هم انفسهم من اتباع تروتسكى.
وظل التاثير التروتسكى يخف بعض الشىء و يضعف بعد ظهور الماركسية الجديدة فى اوروبا الغربية حيث تبنت مجموعة من الاحزاب الشيوعية التنافس الديمقراطى اساسا للحكم و التبادل السلمى واسقطت دكتاتورية البوليتاريا و اصبحت اقرب الى احزاب الاشتركية الاجتماعية منها الى الكرملين و هولاء فضلوا حتى تبديل اثوابهم القديمة المهترئة و انخرطوا فى احزاب الخضر فى الدول التى يقيمون فيها و فى استراليا تتركز مجموعة حزب الخضر فى ولاية تسمانيا و هى الجزيرة التى تقع جنوب استراليا حيث يفوز جماعة الخضر بمقاعدهم فى البرلمان الفدرالى فى تلك الولاية و يعد حزب الخضر هو البديل للتروتسكيين الاوائل اما المجموعة التى ظلت محافظة على منهجها و اسلوبها و طريقة تفكيرها ظلت تمارس نشاطها سرا و قد وجدت المتنفس بعد انفتاح باب الهجرة الى استراليا لمجموعات من افريقيا و خاصة السودانيين حيث كان التقارب بين المجموعة التروتسكية و مجموعة اليسار السودانى فى استراليا سهلا لم تواجهه اية تعقيدات لان هاجس الامن عند المجموعتين عالى و يشكل قرابة 75% من تفكيرهم.
و كان يظهر الهاجس الامنى مرة و يختفى مرة و لكنه كان عالى الحساسية عندما تحاول اية مجموعة فى تكوين منظمة او تأسيس مؤسسة تحاول ان تخدم بها قضاياها حيث تجد المجموعة المكونة هجوما عنيفا من التروتسكيين الجدد على الطريقة الاستالينية التى كانوا يرفضونها على غابر الايام و يستمر الهجوم حتى تترك المجموعة المؤسسة او المنظمة التى انشأتها. ولكن بعد اتفاقية نيفاشة عام 2005 ورجوع المعارضة الى السودان و اعترافها و تأييدها باتفاقية السلام الشامل و المشاركة فى البرلمان و حكومة الوحدة الوطنية و اصبح هناك هامشا كبيرا من الديمقراطية و بدات القوى السياسية توسيعه بعدد من الوسائل بعيدا عن العنف و الحرب حسب ما تنص عليه الاتفاقية و لكن ظلت حالات التشكيك و الهاجس الامنى مستمرة و اصبحت حالة تحتاج الى معالجات نفسية منها الى معالجة ديمقراطية.
بعد ظهور قضية الانتخابات و اشتداد الصراع بين المؤتمر الوطنى و الاحزاب المتحالفة معه و الحركة الشعبية و القوى السياسية التى تدور فى فلكها حول العديد من القضايا و اخرها عملية التسجيل للانتخابات كان هناك حوارا بين المجموعات السودانية فى المهاجر حول هل يحق لهم التسجيل ام لا يحق لهم باعتبار انهم مواطنيين فى البلاد التى يقيمون فيها ثم لا يساهمون كغيرهم من المواطنين الذين يدفعون الضرائب و ما تقول نصوص قانون الانتخابات فى ذلك و فجأة بدات تظهر دعوات فى الولايات عن طريق رسائل "اس ام اس" تحدد اشخاص بعينهم لاجتماعات مقلقة فى كل من ملبورن و سدنى و كان الغرض من تلك الدعوات ارسال رسائل ممهورة بالتوقيعات للسلطة فى السودان تطالب ان يشمل التسجيل السودانيين فى استراليا و لكن الطغوس التى تجرى بها الدعوات مضحكة تماما و اعتقد ان استالين نفسه اذا كان حاضرا فى هذا الزمن لتهكم منها ثم ظهرت عندنا فى برزبن عاصمة ولاية كوينزلاند دعوة لا تحمل اية توقيع او تعريف بالجهة الداعية لذلك الاجتماع الامر الذى جعل الاغلبية ترفض حضور الاجتماع و عللت ذلك اذا كانت المجموعة خائفة ان تعلن عن نفسها لا تستحق الحضور و الغريب نفس الشىء حدث فى كل الاجتماعات لان الجهة غير معروفة.
حقيقة نحن فى المهاجر كل يوم نتعلم من مجموعة التروتسكيين الجد دروس للديمقراطية على الطريقة الاستالينية مع نثر غبار كثيف من التشكيك و الرسائل الامنية و كلها الاساليب التى كانت تمارس فى القرن الماضى و من المعروف من يدعو الى الديمقراطية لا يتخوف منها و لكن ان يرفع الناس شعارات الديمقراطية و يتخوفون من ممارستها اضافة لممارسة الحجر على الاخرين هذه حالة تحتاج لدراسة و بحث.
من الاشارات الجميلة التى ظهرت اصبح هناك وعيا كبيرا عند الناس بحقوقهم وواجباتهم و الفصل بين العمل فى منظمات المجتمع المدنى و الالتزام بالوائح و القوانين التى تحكمها و العمل السياسى المباشر و الذى يجب ان تقوم به الاحزاب السياسية و فى استراليا هناك فروع للاحزاب السياسية السودانية و كان من المفترض ان تطرح مثل هذه القضايا داخل المؤسسات السياسية باعتبار انها الجهة المنوط بها تبنى مثل هذه القضايا ولكن " الطبع يغلب التطبع" و مازالت هناك مجموعات تحاول تمارس عمليات "الخم " و ان الناس لا يستطيعون كشف تلك الاساليب و لا يتحققون و لا يتابعون اهدافها و من خلال تلك التوقيعات تمارس اشياء كثيرة اصحابها لا يرغبون فيها.
و فى الختام نقول ان هروب تروتسكى من جحيم استالين قد اضر بحركة اليسار المهاجرة و بدلا من ان تفكر فى تحليل و اقع شعوبها و تقدم دراسات تفيد الديمقراطية و الحرية ثم تستفيد من واقعها فى استراليا و كيف نجحت الديمقراطية فيها انها رفضت كل ذلك و تمسكت ان استراليا دولة متعددة الثقافة و لكل شخص يحق له بالاحتفاظ بثقافته و تمسكت بالتروتسكية على طريق الديمقراطية الاستالينية.
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ما هذذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-02-09, 05:55 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-02-09, 07:15 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | خالد العبيد | 12-03-09, 02:36 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | saadeldin abdelrahman | 12-03-09, 03:48 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | saadeldin abdelrahman | 12-03-09, 03:50 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | Elsiddig A. Ahmed | 12-03-09, 01:32 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | saadeldin abdelrahman | 12-04-09, 06:13 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:36 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:33 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | محمود زكريا عز الدين | 12-04-09, 09:27 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عمر دفع الله | 12-04-09, 11:36 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 05:15 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | Elbagir Osman | 12-05-09, 06:28 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:24 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:29 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | محمود زكريا عز الدين | 12-05-09, 06:32 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:48 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-05-09, 11:40 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | محمود زكريا عز الدين | 12-05-09, 06:53 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | محمد الجزولي | 12-07-09, 11:36 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-08-09, 04:47 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-09-09, 01:36 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-09-09, 11:58 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | ABUKHALID | 12-10-09, 05:37 PM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-14-09, 02:31 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-14-09, 05:39 AM |
Re: ما هذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | عادل فيصل راسخ | 12-15-09, 01:09 AM |
Re: ما هذذه الخطرفة يا زين العابدين العابدين صالح | محمود زكريا عز الدين | 12-27-09, 02:31 PM |
|
|
|