|
Re: لـوحة عـلى النـافِـذة .. ! (Re: هشام الطيب)
|
[3] أكون أنـا مشدوهاً لبُرهة .. واقفاً خلف نافذتي ، بجـواري بعضُ أمنياتٍ مُنتشرة على سَاحة القَلب وكماً من الآلام تمددت على أرصفة الروح تُغَني . الآن هـاهي صاحبة الظل الجميل تستعيد حيويتها لمُجَرد أن يختم ذلك المذيع نَعيقه بـجملته الفضلى في البرنامج: - نستمع الآن إلى أغنية المساء ثم نعود لنستقبل اتصالاتكم .. - أتنفسُ الصعداء . ثم أبتسم على نافذتي .. وأرى ابتسامتها تزينُ لوحتي .. فتعاودني نشوتي .. هاهي لوحتي تعاود الشروق إذاً.. أراها في أبهى حُللها الآن .. أرى ظلها بوضوح ، تنهض ، تُحرك الكُرسي ، تَبحثُ عن مساحة ، تطوّحُ رأسها بحركةٍ شبه دائرية ، تنشرُ شعرها خطوطاً سوداء على أطراف اللوحة ، أراها وقد طوَّت باقة معطفها ببطء وأهدته للكُرسي ثم زادت من مستوى صوت المذياع درجة ؛ الموسيقى في هذا الشتاء دافئة تُخفف عبء النار ، والأوتار مضبوطة ومُحكمة على درجة الدفء الذي نحتاجه ذات شتاء وذات عواصف قلبية ، أرى ظِلها بوضوح ، وصوت موسيقى المذياع يأتيني عالياً . يا للهول ؛ إنها ترقص ، والرقص في هذا المساء يقيكِ شر الحُزن ، الحُزن لابُد أنه كائن ضخم كان يعبث في الدواخل لكنه يوشك اليوم على الانقراض . إكليل الورد بجانبها يتلألأ ، تتفتح الأزهار عند غرفتها في المساء لكأنها سقيت بماء موسيقى المذياع العذبة . مشدوه أنا أراقب في صمت . وظِلها يرقُص على أنغام موسيقى المساء خلف ستارة بيضاء ناصعة لم تُسدل إلا في أيـام الصيف وفي أحلامي السعيدة قديماً مرةً أو مرتين .. يا إلهي .. لوحتي" على النافذة تفصح عن معانيها اليـوم ، الإضاءة خافتة ، وكُلٌ بألوان الظلال ، أقفُ أنا خلف نافذتي وبجواري أمنياتي المبعثرة على أرصفة القلب وبيدي فنجاناً يزيد من ضغط سريان العشق في دمي ! قلم الرصاص تَحت طاولتي ، تناولته مسرعاً لأكتب على جدران "الغرفة" الذي تصدع وأمتلأ من كثرة ملاحظاتي المسائية عن اللوحة .. - " مساء الجمعة الساعة التاسعة والصف كانت لوحتي ترقُص !". ثُم أضحكُ بصوت عـالٍ ، أسخرُ من نفسي ، أنا الشخص الذي يؤرخ أيامه بحركات ظِلها عند المساء . الآن أتمنى ان تُصبح كُل الأيام يوم الجمعة . لكن قلبي يَجرُّ كماً من الأُمنيات تَعرفني وأعرفهـا ، وليلُ أعمى يَبتلعُ أحلامي في كُل يـوم ومَازال يَتخبط حتى بزوغ الفجر ..!
|
|
|
|
|
|
|
|
|