|
Re: WHTS GOING ON مارفن غاى (Re: Osman Musa)
|
-قليلة هي الأعمال التي تتجاوز محيط فنانها الشخصي، تبحث عن معنى أشمل تحتويه حياته بكل معانيها، قضية تخص أمته وقيمه التي يعيش من أجلها، ومن هنا نجده يتساءل في حال أزمة تكاد تعصف بشخصه وأسرته ومجتمعه، ما الذي يحدث؟.
مسجلاً تغيراً ملفتاً للانتباه من أسلوب بوب الستينات، ومتحرراً من حركة الموتاون التي أثرت كثيراً في حركة غناء الأمريكيين الأفارقة، قام "غاي مارفن" بتسجيل ألبومه الشخصي الأول، "ما الذي يحدث؟" عام 1971م، بنجاح أثبت فيه قدرته على تحقيق ذاته دون الاعتماد على الحركة، مما قاد آخرين إلى التحرر من الموتاون، مثل ستيفي وندر ومايكل جاكسون.
كتب الأغنية ولحنها، كل من أوبي بنسون، وآل كليفلاند، بالاشتراك مع مارفن غاي، وفرقة فنك بروذرز، التي شاركته في تحقيق أعمال ألبومه السول الأول كاملة، والتي كانت مختلفة عن أعمال الألبومات السابقة، والتي تنازعتها موجة البوب الأبيض وأسلوب الجاز الإفريقي، مما جعله ينطلق لتحقيق ألبوم لاحق، يعتبر مفصلياً هو الآخر في مسيرته الفنية، أقصد به ألبوم "دعنا نحصل عليه" عام 1973م.
ابتدأ بنسون كتابة الكلمات جراء معاناته من شروط مزعجة أثناء جولته في أوروبا، عندما عاد من رحلته اجتمع مع كليفلاند، وقاما بتهيئة نسخة أولى بنمط جاز متجهم ومتوتر للغاية، تم دعوة غاي لاحقاً، والذي كان يعاني من اكتئاب جعله يفكر بالتقاعد من الغناء بسبب وفاة شريكته "تامي تيريل"، وافق غاي على المشاركة بإنتاج الألبوم لفرقة "ذي أورجينالز" لكن بنسون وكليفلاند أصرا أن يقدم غاي الأغنية بنفسه وهو ما تحقق فيما بعد.
تتميز الأغنية باستخدام غير معتاد للكورد السابع الرئيسي والثانوي، غاي يؤدي دور الصوت الرئيسي والكورال الخلفي، نموذج آخر غير معتاد في ذلك الوقت، لكن الأمر المميز هو تلاعبه بطبقات صوته، الأمر الذي أصبح ماركة مسجلة عرف بها لاحقاً.
تتحدث الأغنية عن تساؤلات رجل تقلقه الصراعات والحروب، الإضرابات وردود أفعال رجال السياسة ومن تحت نفوذهم من أفراد الشرطة، الشعب ومطالباته الحقوقية مقابل سلطات حكومية تخرس تلك المطالبات بالعنف، عنف الطبقات ضد بعضهم البعض، جرائم المجتمع الأسود الذي يعيش فيه، إنه يسأل الأم الثكلى، والأخ المدفوع إلى شباك الموت ضمن مسيرة كثيرين سبقوه، يرجو الأب ألا يصعد الأمور، يؤكد له أنه في غنى عن الحرب، لو أنه حاول أن يحب ويتفهم، لو أنه أغفل عينيه عن شعر الشاب الطويل، وركز على جوهر ذاته، التي تحتاج إلى حوار واحتواء، وليس نبذاً وإقصاء.
غاي مارفن كان معروفاً قبل صدور الألبوم، لكنه مع هذه الأغنية، انطلق عالياً في فضاء الأغنية الأمريكية محققاً مراتب عليا في كثير من قوائم التصنيفات مثل البيلبورد والكاش بوكس، ثم لاحقاً المرتبة الرابعة في قائمة الرولينغ ستون للأعمال الخالدة في تاريخ الغناء الحديث. هناك الكثير من إعادة التسجيل والتوزيع، للعديد من الفنانين، لكن أشهرها كان نسخة سيدني لوبر، في ألبومها "ألوان حقيقية" عام 1987م، والذي قامت بإضافة أصوات أسلحة نارية في خلفية الأغنية كرمز لحرب فيتنام، وبسبب نسختها المصورة التي كانت تعرض باستمرار على قناة الإم تي في الأمريكية، رشحت لتفوز بجائزة الإم تي في للأغاني المصورة.
جريدة الرياض .
|
|
|
|
|
|
|
|
|