|
Re: آفاق للتوفيق بين تقرير المصير والوحدة في السودان ... يقدمها: فرانسيس م. دينق (Re: احمد حامد صالح)
|
Quote: 2. رأي المشارك – المراقب
أ. من أجل وضع آرائي في السياق، قد يكون من المفيد أن أُسلِّط الضوء على بعض مواقفي الشخصية فيما يتعلق بدوري كالمشارك – المراقب في التاريخ المؤلِم لسودان ما بعد الاستعمار الذي قضيتُ فيه حياتي الراشدة.
ب. ومنذ أن أصبحتُ ذا وعيٍ سياسيٍ، وكما يشهد على هذا الذين قد قرأوا مؤلفاتي أو استمعوا إلى محاضراتي منكم، كنتُ داعماً قوياً للوحدة، ولكن على أساس المساواة التامة والشعور المشترك بانتمائنا كمواطنين إلى هذه الأمة بفخرٍ وكرامةٍ. وأيضاً قد دعمتُ حق تقرير المصير للجنوب لا من أجل أن ينفصل الجنوب وإنما من أجل تحفيز القيادة الوطنية، خاصةً في الشمال لإيجاد ظروفٍ مناسبةٍ تجعلُ الوحدة جذَّابةً للجنوبيين في استفتاء تقرير المصير.
ج. في عام 1989، وبعد مرور ثلاثة أشهر تقريباً على استيلاء ثورة الانقاذ الوطني على الحكم أتيتُ إلى الخرطوم بعد زيارةٍ قمتُ بها أنا وبونا ملوال إلى أديس أبابا للإلتقاء مع قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان عملاً بالمبدأ الذي تبنيته منذ وقتٍ طويل ألا وهو الحفاظ على التواصل مع جميع أطراف النزاع في بلادنا. لقد أُستُقبلتُ بحفاوةٍ وسُمِحَ لي بزيارة أعضاء الحكومة السابقة المعتقلين وتشرفتُ بمخاطبة الحوار الوطني في قضايا السلام التي أوشكتْ على البدء. وقريباً قرأتُ ما كتبتُ آنذاك وقد تعجبتُ كيف يتواءم ما كتبته مع التحدّيات التي تواجه بلادَنا اليوم.
د. إنَّ موقفي الخاص بالوحدة المشروطة له جذورٌ عميقة في خلفيتي في القضية الحساسة الخاصة بالحدود بين الشمال والجنوب في منطقة أبيي التي يعترف بها ويدعمها بروتوكول أبيي المنبثق من اتفاق السلام الشامل. في الحقيقة إنه لأمر مضحك أن منطقة أدّت دورًا مهمًّا متمثلا في التقريب بين الجنوب والشمال والمصالخة بينهما قد أصبحت نقطة المواجهة، ونأمل أن يكون هذا قد حُلَّ بقرار محكمة التحكيم.
ه. بهذه الخلفية قد تشرفتُ بالمشاركة في عديدٍ من المنتديات المعنية بدعم السلام والوحدة عبر السنوات داخل السودان وخارجه. وقد كانت بعض جهودي مع قادة العالم من أمثال الرئيس النيجيري السابق، أولوشيغن أوباسانجو والرئيس الأمريكي السابق، جيمي كاتر، وبعض المؤسّسسات من أمثال وزارة الخارجية الأمريكيّة والمعهد الأمريكي للسلام ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية. كما كنتُ عضوًا مجموعة الموارد (غير الرسمية) التي عقدتها المجموعة الإفريقية المعنية بالمبادرة من أجل السلام في السودان والتي تعرف باسم "الهيئة الحكومية للتنمية" (الإيقاد).
6. ركّز مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية على وضع سياسة سودانية أمريكية استرشدت بها الوساطة التي قامت به إدارة بوش في نهاية الأمر في شراكة مع آخرين لإنهاء الصراع بين الشمال والجنوب من خلال اتفاق السلام الشامل.
7. بوصفي رئيسا مشاركا لمجموعة عمل مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية والسوداني الوحيد فيها، قمت بدور واعٍ لوضعي غير المألوف كسوداني يساهم في تشكيل السياسة السودانية الأمريكية ودور استراتيجي تبصيري أدى في نهاية الأمر إلى تقرير متوازن في رأي الشخصي.
8. وهناك عنصر حساس في ذلك التقرير وهو الحاجة إلى التوفيق ما بين رؤيتين متباينتين في شمال البلاد وجنوبه من خلال صيغة "بلد واحد بنظامين" التي تم تبنيها لاحقا في اتفاق السلام الشامل والتي شكلت حجر الزاوية فيه. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|