|
وماذا يريد الشماليون؟
|
كتب دندرا في مقاله المنشور بسودان نايل: الجنوبيون لا يرضيهم في الوقت الراهن إلا الشراكة الحقيقية، بأن يتخلي المؤتمر الوطني عن فكرة الهيمنة والتمكين وفرض الراي بالقوة وإلا فاليفضوها سيرة وكل واحد يروح لحال سبيله ويا دار ما دخلك شر. كإجابة مكثفة لسؤال الجنوبيين عايزين شنو الذي عنون به مقاله.
ومن الواضح انه خلال الأعوام السابقة اتضحت جيداً هذه الرؤية ويمكننا هذا الحد علي الأقل أن ننتظر نتائج الاستفتاء المرتقب لمعرفة خيار الجنوبيين في الطريق الذي يودون سلوكه من أجل إنجاز مشروعهم. ولنتركهم مع حلمهم بأن ذلك يمكن تحقيقه خلال عامين ولنتساءل حول ما يريده الشماليون.
الحركة الإسلامية سيطرت علي مقاليد الدولة لمدة تقارب العشرين عاماً وإذا تساءلنا عما أرادته في الأساس من الانقلاب علي السلطة لما استطعنا إيجاد إجابة مناسبة إذا اعتمدنا علي ما يقولون به ... فكلم انقضت عدة سنوات كان للحركة الإسلامية مشاريع جديدة وأهداف جديدة قائمة علي إنهيار المشاريع السابقة بدءاً بالمشروع الحضاري نهاية ببناء القنبلة النووية، ومروراً من خلال ذلك علي كل أنواع الخطط الاقتصادية والعسكرية والسياسية مشروع التوالي السياسي علي أنقاض الانقلاب العسكري ومشروع العاصمة العلمانية علي أنقاض الشريعة الإسلامية ومشروع الوحدة الجاذبة علي مشاريع الدفاع الشعبي تجييش الأمة لمحاربة الكفر مشاريع التعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب علي أنقاض عالمية المشروع الحضاري واحتضان كل ارهابيي العالم وتصدير الثورات، سياسيات التحرير والخصخصة الاتفاقيات الثناية علي انقاض حرب دارفور ...
وفي النهاية انقسام ثنائي بسيط تماماً كالأميبا وتشظي الي عدد من التيارات والأحزاب ... كل له رؤية جديدة وأهداف جديدة مختلفة عن أهداف الحركة الموحدة لما قبل عام الرمادة أو الثلاثين من يونيو ...
المعارضة الشمالية والأحزاب القومية والحركات المسلحة في دارفور بدأت كذلك من نقطة التقاء ضد كيان الجبهة الاسلامية وانتهت الي التصالح معه أو التواطؤ وكلا الموقفين لم يؤدي الي رؤية واضحة تجاه المسار الذي تفترضه هذه التيارات والحركات.
كما ان هذا الموقف مكرر تاريخيا كانما هذه الحركات تسير وعلي عيونها عصابة لتظل تدور في حلقات شيطانية لا تنتهي الا لتبدأ مرة اخري وهكذا تفقد بوصلتها ولا تدري الي اين تذهب وبالتالي ماذا تريد وسيظل الوضع كما هو عليه طالما لم يتم كسر هذه الدائرة الشريرة ذاتيا أو خارجيا.
أو ربما تتضح الرؤية جيداً بعد الانتخابات. رؤية الشماليين حكومة معارضة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|