من فضلكن وفضلكم ما هو "الوطن"؟

Quote: تجربة الانتماء لوطن تجربة مهمة لاكمال دائرة تحقيق الذات في هرم ماسلو للحاجات الانسانية. المشكلة في الاوطان الناقصة - كالسودان - حيث ان الانتماء يكون للاهل و مكان مساكنهم بدون تحقق - العقد الاجتماعي - تنازل من حقوق و قيام بواجبات مقابل الحصول على خدمات. تجربة - الانتماء - لوطن ناقص المواطنة - تفرز تناقضاً هداماً لمفهوم الوطن ذاته حيث يحس الفرد بحنين - و انتماء - للوطن ، و لكن في المقابل تصرفات اهل الوطن - حكوماته و سلطته - من انعدام حرية التعبير وعدم العدل و التهميش و الظلم و عدم توفر الخدمات و سبل كسب العيش و بالتالي المقدرة على الحصول على الضروريات - الاكل و الشرب و المسكن و الزواج و الامن ، في مقابل وفاء الانسان بمطلبات - العقد الاجتماعي - دفع الضرائب ، اداء الخدمة العسكرية ، واجبات المواطنة ، تؤدي بالانسان الى السقوط في فخ حالة تناقضية بين كره الوطن - اللاشئ بحسابات المواطنة - و حب الوطن الخيالي المرسوم في الاناشيد الوطنية و كتب المطالعة و حكايا الاباء و الجدات و كتب التاريخ. و مهما هاجر و تغرب الانسان - و نال الاحترام و المعاملة الانسانية و العدالة الاجتماعية - في اوطان "بديلة" ، يظل الاحساس بللا انتماء مسيطراً على الحالة الفكرية - النفسية - للانسان كما ان الانتماء للاوطان - البديلة و التي قد يحمل البعض جوازات سفررها و جنسيتها - يكون منقوصاً لتقلص حلقة مهمة في هرم ماسلو و هي الانتماء لمجموع بشري اولي هو الاهل و الاصدقاء و الاحباب - العشيرة القبيلة-و على نطاق اصغر - الاسرة. كما انه من أسوأ التناقضات التي - قد يمر بها الانسان - داخل وطنه تناقض الهوية ، حيث يكون - جنسك قبيلتك لونك لغتك لهجتك ملامحك - موضع احتقار و سخرية من بقية مكونات الوطن ، هنا يصاب الانسان في مقتل ، فهو يطمح لتحقيق ذاته داخل الوطن لكنه يجد ان المكون الأدنى في هرم حاجاته - الانتماء لمجموعة - ينزل من قدره بشدة وسط المجموع الاكبر - الوطن- مما يقدح بشدة حتى الحصول على الاحترام و التقدير الحاجة الاهم في الانتماء لمجموع و هي العتبة الاهم في اطار تحقيق الذات ، فلا الانسان حقق ذاته و لا هو يستطيع الفخر بمكونه الذاتي مجموعته الاثنية او العرقية - اهلو يعني بالعامية. خارج السودان - المواطنة تقييم على درجتة وطنيتك - بمعنى ما تنال من حقوق يرتبط وثيقاً بما تقوم به من واجبات. هناك سودانييون كثيرون في المنافي و الغربة نالوا درجات اعلى من الاحترام و التقدير لما قاموا به من جهود مخلصة لتطوير تلك الاوطان - البديلة - و من اجل الانسانية جمعاء علماء شعراء ادباء مفكرون ، بينما وطنهم الام - السودان - لا يحتفي بهم الا عندما يعودون اليه في توابيت مقفولة.