رفاعة سفيرة كرم الجزيرة.

Quote: الثلاثاء, 20 أكتوبر 2009 07:55 مررت في حياتي بمدينة رفاعة مرتين فقط ، وفي كل مرة لم تتعد فترة بقائي فيها أكثر من ساعتين إذ كنت أذهب إلى هناك لقضاء غرض متعلق بمتابعة أمر دراسة في المرة الأولى لشقيقي وفي المرة الثانية لاختي،ومع ذلك فانا لم ادرس هناك ورغم ذلك فممتن جداً لهذه المدينة ولا اخفيه عندما التقي شخصاً من هذه المدينة واعبر عن فضل هذه المدينة صراحةً بصفة عامة أحمل للجزيرة مكانة عالية بنفس القدر الذي احمله لمدينة الخرطوم إذ أكملت مراحلي الدراسية في كلاهما ، لكن أعبر عن امتناني للجزيرة بصفة خاصة أكثر من الخرطوم لأن الخرطوم لدي الفائدة الشخصية المباشرة بينما تعبيري عن حالة الجزيرة تأتي عن إستفادة عدد كبير من إخوتي من الجنوب من ولاية الجزيرة وبالتحديد فإن مدينة رفاعة تستحق أن تكون منارة عالية في تاريخ السودان الحديث ومساهمتها المستمرة ضد الجهل... وفي رفاعة يبرز إسم مدرسة الشيخ لطفي الثانوية جرس في الآذان يطرد غفوة الجهل كل يوم. لقد كثر في الآونة الأخيرة ،سواء كان من الجنوبيين أو الشماليين ،الحديث عن الإنفصال وما ادراك ما الإنفصال ولكل متحدث حق التعبير عما يريح باله وفق رأيي الشخصي.على نفس القدر فهؤلاء الذين يعبرون عن آرائهم قبول آراء أخرى قد لا تتفق مع اهوائهم. فإذا كان الزمن قد جعله المتباكون القاصدون وضع الناس في هذه الحالة ..... إذا كان الزمن قد صار زمن البكاء ،فلن اكون مع المتباكين سواء الوحدة المزعومة وكذلك لست فرحاً بالإنفصال الموهوم لكني أفعل اقل ما يمكن تقديمه للتأريخ وهو شهادة حق لصالح من يستحقه. عندما اشتدت الحرب ونزح الكثير من الجنوبيين إلى المدن الوسطية والشمالية والغرب والشرق ، تم إنشاء مدارس للنازحين في عدد من الاقاليم. كانت هذه المدارس تشرف عليها لجان مشتركة بين وزارة التربية والتعليم المركزية ومعلمين من اقاليم الجنوب الثلاثة (بحر الغزال،الاستوائية ،اعالي النيل) فنشأت المدارس المتوسطة ثم الثانوية وكان الدعم في تسيير هذه المدارس تقوم به المنظمات وحكومات اقاليم الجنوب ووزارة التربية والتعليم. ما يهمني في هذا الموضوع هو اماكن انشاء المدارس فقد كانت الاقاليم تنال عدداً سنوياً من طلاب الجنوب خاصة المدارس القومية قبل ان تقوم حكومة الانقاذ بالغائها ، وهذه المدارس القومية استوعبت الكثير من طلاب الجنوب النازحين بل ان الأمر تعدى النازحين وتم ادخال ابناء الجنوبيين الذين كانوا اصلاً في الشمال قبل الحرب ونالوا فرصة تعليم جيد الى نوع ما خاصة عندما تم الغاء التعليم المجاني ...كان الطالب النازح يتعلم مجاناً بل أنه كان ينال مصروفاً شهرياً طوال العام الدراسي.هذه المصاريف ساعدت الكثير من الطلاب في مواصلة تعليمهم لأنهم لم يكن لهم من يؤولونهم بل ليس لهم معارف في الشمال والبعض الآخر جاء اول مرة للشمال والمدرسة هي بيته ..بينما نفس المصاريف دمرت بعض الطلاب وهذا ليس موضوعنا. يتبع