ما ذا تعنى ازاحة البشير لنائبه على عثمان ؟

Quote: المؤتمر الوطني: الخوف سيد الموقف .. بقلم: د. الطيب سليمان ابنوعوف - هلسنكي الاثنين, 05 أكتوبر 2009 22:25 http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-14-27&Itemid=55 Tayeb Abounauof [ [email protected] بداء واضحا من خلال وقائع المؤتمر العام الثالث لحزب المؤتمر الوطني الذي انعقد الاسبوع المنصرم، الخوف الداخلي الذي يجتاح قياداته ويجعلها تهمهم بتصريحات لا تفقه معناها ولا مغزاها عند الاخرين. واكثر ما ينطبق علي هذه التصريحات قوله تعالي ( الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر)... زعم قادة الحزب ان عدد اعضائه فاق الخمس مليون عضو.. وكنا نحسب ان التصريحات السابقه لقيادة الحزب بانضمام القبيله الفلانيه والمجموعه الفرتكانيه بانه من قبيل الدعايه السياسيه التي لا طائل منها إلا التضليل وتضخيم الذات، في بلد ظل يعزف فيه المؤتمر الوطني لوحده لاكثر من عشرين عاما. إلا ان الاحداث اثبتت خطل ظنوننا ومجافاتها للحقيقه و الواقع حيث اثبت هذا الحزب انه انجح حزب في إطلاق الاشاعه وتصديقها. ولكن دعنا ايضا ان نتقدم بالشكر لهذه القياده الواعيه التي استوخت الموضوعيه في حساب اعضاء الحزب، فلم تعلن ان الاربعين مليون سوداني اعضاء في الحزب. اذ لو انني احكم بالحديد والنار والقتل والسحل والتعذيب والسجن والمحاربه في الرزق والفصل من الخدمه وحرق القري وابادة السكان لاعلنت ان جميع من في البلاد عضوا في الحزب وإلا لما بقي علي قيد الحياه. والرقم الذي قدمه الحزب يستوجب علي الاحزاب الاخري،- ولكي نستوخي نحن الدقه ايضا نقول ( احزاب مؤتمر جوبا) - التي لا تأثير لها-، ان تحتفل وتعقد مؤتمر صحفيا وتوزع الحلوي علي مناصيرها اذ اعترف المؤتمر الوطني ان حوالي 35 مليون سوداني يعارضونه ان لم يكن يناصبونه العداء وبعضهم ينازله علنا بالكفاح المسلح. وكانت الامانه تقتضي علي الحزب بعد هذا الاعتراف ان يجعل نصيبه من السلطه معادلا لما صرح به اي حوالي 12.5%، هذه هي نسبته التي تعطيها له عضويته ( المسجله) حسب اعترافه. بمعني اخر ان الحزب وحسب اعترافه سطي علي 39.5% من نصيب الاحزاب الاخري من خلال اتفاقيات السلام. وفي اسوأ الفروض هذه هي النسبه التي سيخسرها الحزب في الانتخابات القادمه وهي كفيله بأن تطيح به من السلطه ليذهب حيث ذهب السابقون من شاكلته حيث لا بواكي عليهم. إذن هذا هو مكمن الخوف الذي طغي علي مؤتمر الحزب وحوله الي مؤتمر للمزايده والتكاثر الاميبي. جاء مؤتمر (الحزب) اذن وظلال الخوف تظلله والشكوك تحف بقياداته من جميع الاتجاهات وكان التوتر - الذي هو جزء من طبعهم - باديا عليهم في مؤتمرهم العقيم. لم يأت هذا المؤتمر رغم الحشد باموالنا ورغم استغلال اجهزة الدوله، بجديد. فترشيح البشير امر معروف من قبل حتي توقيع اتفاقيات السلام وهو امر كان قد اشترطه الرجل علي نائبه لكي يقبل بالاتفاقيات. اذن لا جديد في هذا الامر. وخلافا لهذه يجد المراقب مثلي صعوبه بالغه في معرفة مخرجات المؤتمر. وحتي بعد طباعتها ومراجعهتا لايجد الانسان شيئا يستحق التعليق. دون شك كانت النتيجه الهامه غير المعلنه والتي لم يشار لها في المخرجات، هي انشقاق الحزب من جديد. فقد عصف التشكيل القبلي الذي تبنته قيادة الحزب كمنهج للمحاصصه، عصف بالتركيبه والموازنه الداخليه بين المكونات القبليه التي استصعب علي القياده التأليف بينها. وكان نتيجة ذلك ان انغمس الجعليون من اعضاء الحزب بقيادة نافع في خلق تحالفات قبليه ضد غرمائمهم من الشايقيه بقيادة علي عثمان. وقد نجح نافع في اقصاء خصمه اللدود ورفاقه من قيادة الحزب وتم استبعادهم بعد ان اطيح برئيس جهاز الامن من قبل. والحال كذلك لم نر اثرا لعلي عثمان او عوض الجاز او امين حسن عمر او المتعافي او غيرهم من مجموعة نائب الرئيس. اما كيف ستتصرف هذه المجموعه في مقبل الايام فعلمه عند الله، وقد تسعفنا التغييرات القادمه في فهم بعض المآلات. ان مجوعة نائب الرئيس وفي اغلبها هي المجموعه التي قادت التفاوض في نيفاشا، تعلم ان الاتفاق قد تم علي ايجاد مخرج سلمي لتحول السلطه من الانقاذ الي سلطه منتخبه. وهي تفعل ذلك وتتحوط. ولم يكن مستغربا ان يقول دكتور نافع اثناء مؤتمره الصحفي بأنه ( كان يجلس علي هامش نيفاشا). ومن نافلة القول ان الدكتور نافع من الرافضين لنيفاشا وما قدم فيها من تنازلات لصالح السلام. اذن فخوف قيادة الحزب من المصير المحتوم له ما يبرره. فخسارة الانتخابات تعني نهاية الحزب وتعني المحاسبه وفقدان الثروه ومصادرة ما تم نهبه منذ عشرين عاما، وقد ازف الميعاد ودنت ساعة الحساب ولكل اجل كتاب.

(عدل بواسطة abubakr on 10-06-2009, 08:06 AM)