وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2009, 12:58 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب (Re: معاوية الزبير)

    الزميل
    معتصم
    الجبلابي

    سلام وعيد مبارك

    هذا هو الحوار كاملا، ولك الشكر
    والتحية للدكتور صديق بولادعلى تفضله في الاجابة على الاسئلة.

    منتدى الأحداث
    د. صديق بولاد: (1ـ2)
    فرض هوية عربية أو افريقية أو اسلامية سيعمق الخلاف وتزيد التوتر
    قياداتنا السياسية منشغلة بشرعية بقائها في مواقعها لأكثر من نصف قرن
    أي سلام في دارفور يفلت منه المجرمون من العدالة لا يمكن أن يدوم.
    الاستفتاء على تقرير المصير في ظل سياسات النظام نتيجته واضحة للعيان
    قضية وحدة البلاد أكبر من أن تترك ليقرر المؤتمر الوطني في مصيرها

    حوار: صلاح شعيب
    الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية التي تهم القراء. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور صديق بولاد، على أسئلة (منتدى الأحداث):
    تخرج بولاد من كلية البيطرة جامعة الخرطم عام 1985، ثم حصل أيضا على بكلاريوس الحقوق من جامعة بيروت العربية، وفي عام 2006 حصل على ماجستير العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية بجامعة بروك كاثرييس بأونتاريو/كندا حيث يقيم.
    تقلد د. صديق بولاد منصب رئيس تحرير صحيفة (صوت الأمة) في الفترة الديمقراطية الأخيرة، وكان مقررا لأمانة الإعلام بالحزب وعضو المكتب السياسي، وهو من مؤسسي التجمع الديمقراطي في الخارج ومدير مكتب حزب الامة بأثيوبيا 1990ـ1991 وأسس في ذات الفترة إذاعة التجمع الوطني الديمقراطي التي كانت تبث بالعاصمة الاثيوبية وشغل منصب مدير مكتب حزب الامة بكينيا عام 1991، كما مثل حزب الامة في اللجنة التحضيرية التي قامت بإعداد وثائق القضايا المصيرية يونيو 1995 وشارك ضمن وفد حزب الامة للمؤتمر. كما كان عضوا بلجنة إذاعة التجمع الوطني الديمقراطي والتي كانت تبث من العاصمة الاريترية 1995 ـ 1996.

    هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
    الهوية كانت ولا زالت من أبرز القضايا الأساسية التي شغلت السياسة السودانية، والفصل فيها شرط هام لنجاح الوحدة وإمكانيتها. والنخب المتعلمة ليست لديها أزمة في فهم الهوية السودانية، ولكنها إختلفت حولها وتعددت الرؤى والتيارات المتصارعة مما عمق أزمة الوطن وهكذا أثرت الهوية بصورة مباشرة على مشروع الدولة السودانية. وإذا جاز لنا القول إن الهوية وعاء يملأؤه التراث القومي بكل مكوناته، اللغة، الدين، الثقافة، العادات والتقاليد، والتاريخ المشترك بعصوره المختلفة وحضاراته المتعددة في أعماق الماضي يجعل الهوية السودانية متميزة وكأنها كائن حي متناسق في وظائفه العضوية ليجسد مفهوم الشخصية السودانية الوطنية حين يندمج فيها الفكر بالشعور والماضي بالحاضر، مستشرفا مستقبلا يسوده الوئام والإتفاق. والمجتمع السوداني متعدد الاعراق والثقافات والديانات وأن أي وحدة فيه يجب أن تعترف بأن هذا التنوع فيه إثراء لحياة المجتمع ويؤثر مباشرة في عملية بناء الامة السودانية ومحاولة أي مجموعة داخل السودان فرض هوية معينة عربية، أو افريقية، أو اسلامية ستعمق الخلاف وتزيد التوتر. فالسودان وحدته في تنوعه. وعدم الإعتراف بهذا التنوع هو أحد الاسباب الرئيسية للحروب والنزاعات.
    والسودان ليس إستثناء في هذا الخصوص فمثلا يوغسلافيا كانت مستقرة حين كانت هناك دولة تتعامل مع كل الاثنيات والمجموعات بدرجة واحدة من المساواة والاعتراف في الحقوق والواجبات. وحين حاولت صربيا الهيمنة والسيطرة وفرض وحدة أحادية إندلعت الحروب، وتمزقت الدولة إلى دويلات، صربيا، الجبل الاسود، كرواتيا، البوسنة والهرسك، وأخيرا لحقت بالقائمة كوسوفو. ورواندا القريبة خير شاهد حين قام الهوتو بعزل التوتسي وحرمانهم من أبسط حقوقهم الاساسية فاندلعت حرب الابادة الجماعية التي انتهت بفقدان الهوتو لسلطتهم وسطوتهم. وفي الاتحاد السوفيتي فشلت سبعون سنة من الحكم في إقامة هوية واحدة. وحين إنهار الاتحاد السوفيتي عادت كل قومية إلى جذورها وثقافاتها وهويتها رغم هذه السنوات. وهناك حالة تشيكوسلوفاكيا لم تكن هناك حرب بين القوميتنين المكونتين للدولة ولكن هناك اختلاف في اللغة والثقافة والعادات والتقاليد بين القوميتين فإتفقت القوميتان على الانفصال سلميا لتكون كل قومية دولة خاصة بها. والآن أقيم في كندا وهي دولة متنوعة ومتعددة الهويات فمثلا هناك اقليم كويبك، يقطنه كنديون جذورهم فرنسية ولغتهم وثقافتهم فرنسية أيضا، وهناك أجزاء من كندا يقطنها كنديون جذورهم وثقافتهم انجليزية. أضف إلى ذلك السكان الاصليون من اسكيمو وهنود بقبائلهم المتعددة ولغاتهم المتباينة وهناك ايضا مئات الاجناس والاثنيات والديانات واللغات المختلفة في هذا البلد الكبير الذي تساوي مساحته السودان اربع مرات. ويمتد عبر ثلاثة محيطات الاطلسي، الباسفيكي، والمتجمد الشمالي، وله حدود مع روسيا واوربا ـ الدنمارك ـ والولايات المتحدة.
    كندا تعترف بهذا التنوع والتعدد والدولة تشجعه وتهتم به وتقيم المهرجانات والاحتفالات وتنمي اللغات وتهتم بها حتى لا تنقرض والقاسم المشترك بين كل هذه المجموعات هي دولة القانون والمؤسسات التي تتساوي فيها الحقوق والواجبات بدون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو القبيلة أو الدين. إذن الهوية يمكن ان تكون مصدر قوة ووحدة حين يتم الاعتراف بها وعنصر تمزق وتفتت للوطن حين يتم إهمالها أو تجاهلها أو فرضها بالقوة. والآن يمكنني القول إن غالبية القوى السياسية تؤمن وتعترف بأن المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات. وأن وحدة الوطن تؤسس على التنوع والاعتراف بأن السودان بلد متعدد الاعراق والديانات والثقافات واللغات. والمساواة في الحقوق والواجبات وفق المعايير المضمنة في المواثيق الدولية العالمية حول حقوق الانسان والتي تعتبر المرتكز الاساسي لقيام وحدة حقيقية مبنية على هذه المعايير. لقد اتفقت معظم القوى السياسية في مؤتمر القضايا المصيرية (يونيو 1995) على هذه الاسس والمتبقى هو الانتقال من مرحلة الاتفاق إلى مرحلة التطبيق حين ينعتق الشعب السوداني من النظام الانقلابي الحالي الذي مزق البلاد. وفرض نظاما أحادي التوجه ما عمق الخلاف وهدد وحدة البلاد بصورة لم يسبق لها مثيل.
    والنقطة الاخيرة التي اود التحدث عنها في خصوص الهوية هي انه في ظل العولمة والفضاء المفتوح وثورة الاتصالات التي جعلت من العالم قرية صغيرة انتفت فيها الحدود والمسافات وتيسرت سبل الاتصال والانتقال أضحى عسيرا على أي مجموعة اثنية او عرقية او حتى دول ان تكون بمعزل عن هذه التطورات. بل اضحى التنافس بين الدول في عكس تنوعها الاثني والعرقي والديني والثقافي مهما في بناء جسور التواصل والتعايش وعكس الوجه المشرق لهذه الدول. وفي ظل هذه الظروف يبقى الذين ينادون بالانكفاء والعزلة والقوقعة قطعا يسبحون عكس التيار، ومصير نزعتهم الانعزالية إلى زوال. إن كفالة حق المساواة للجميع وحماية التعدد والاعتراف بحق التنوع هو صمام امان لهوية تتكامل عناصرها وتتفاعل إيجابيا لإثراء المجتمع وتحفيز الجميع على الابداع لتصبح الهوية عنصر إلتقاء لا افتراق حتى يحق للوطن والمواطن الاعتزاز بها.
    هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
    نعم، هناك غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها. والقيادات على مستوى رئاسة الأحزاب تواجه حقيقة أزمة عميقة. فهناك اسئلة جوهرية أمتدت من منتصف القرن الماضي ولا زالت بدون إجابات. هذه الاسئلة هي : هل سلطة القادة مطلقة وإذا كانت الاجابة بالنفي فما هي الضوابط التي تحدد هذه السلطة؟ وهل تخضع هذه السلطة للمحاسبة والمساءلة؟ وما هي جهة الإختصاص التي يحق لها القيام بذلك؟ والقادة في السودان لا يكتفون بموقع واحد. وإنما تتعدد مواقعهم وكثير من الناس مندهشين عن الكيفية التي يستطيع بها القادة في السودان توفير وقت كاف للقيام بمهامهم المتعددة وربما المتناقضة مع بعضها البعض في أوقات كثيرة.
    والآن يحتدم الجدل حول الفصل بين القيادة السياسية والدينية. صحيح إن المتغيرات الإجتماعية والسياسية وإزدياد الوعي جعلت الآن من العسير على القيادات السياسية إستمداد شرعيتها من قداسة أو صمدية أحادية "فهي لله" ومثلما تم فصل السلطة السياسية الزمنية في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ما بين الدين والسياسة أعتقد أنه يجب أن يتم أيضا الفصل بين ذلك في القيادة. فالقيادة التي لا تود أن تناقش أو يرفض لها رأي أو طلب يمكن لها أن تتجه دينيا حيث في الأدب الديني اسس لمعاملة شيخ الطريقة أو الأمام بصورة مختلفة. أما في السياسة فهناك وجهات نظر وآراء متباينة ومجموعات ضغط. فالحزب ليس طائفة واحدة وإنما مجموعة طوائف وفيه المسلم والمسيحي وأصحاب كريم المعتقدات ما دام الحزب مفتوحا لجميع السودانيين. أما إذا كنت أنصاريا أو ختميا أو صوفيا أو مسيحيا فهناك هيئات دينية تنظم ذلك بعيدا عن العمل السياسي.
    فالقيادات السياسية السودانية للأسف منشغلة بشرعية بقائها في مواقعها لأكثر من نصف قرن أكثر من إنشغالها بواقع الدولة السودانية المؤلم. ولو عقدت مقارنة بسيطة بين قائد مجمع عليه كمانديلا في ثلاثة صفات رئيسية والقيادات السودانية نجد الفرق واضحا: أولا المبدئية، فلم يتزحزح مانديلا عن مبادئه قط حتى إنتصر. ثانيا حكمة القيادة في العفو عند المقدرة، وذلك حين صفح عن قادة التفرقة العنصرية الذين أذلوه ووضعوه في السجن عشرات السنين حفاظا على وحدة بلاده واستقرارها. ثالثا: التجرد ونكران الذات، لو أراد مانديلا أن يكون ملكا أو رئيسا مدى الحياة لما نافسه احد ولكن عظمة القائد أن قام بنقل السلطة في الحزب والدولة إلى الجيل الجديد فأصبح رمزا لأمته وتجاوزت قامته رئاسة الحزب والدولة. من من رؤساء الاحزاب في السودان يفعل ذلك؟ إن حال الشعب السوداني مع قيادات أحزابه السياسية أصبحت كحال الشاعر كثير عزة حين خاطب محبوبته قائلا:
    كالمرتجي ظل الغمامة كلما تبوأ منها للمقيم اضمحلت
    كأني وأياها سحابة ممحل رجاها فلما جاوزته استهلت
    الانتخابات القادمة في أبريل 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
    الانقاذ جربت الانتخابات مع نفسها حين كانت تجريها على المستويات كافة من المحلي إلى الرئاسي، حينها كانت حكومة الانقاذ تقوم باعداد كل شئ وتعلن فوزها لوحدها. فشلت الانتخابات في منح النظام الشرعية التي يطلبها. ولقيام انتخابات حرة ونزيهة هناك شروط ومتطلبات: بسط الحريات الاساسية وإزالة القوانين المقيدة للحقوق والحريات. المفوضية العامة للانتخابات يجب ان تكون قومية ومستقلة إداريا عن الجهاز التنفيذي. وبما أن الدولة الآن دولة حزبية ومعظم اجندتها يسيطر عليها حزب المؤتمر الوطني فإن المراقبة الدولية للانتخابات اضحت ضرورة ملحة. والواضح أن النظام يتجه لإقامة انتخابات بدون هذه المستحقات لتكون شبيهة بانتخابات كينيا وزيمبابوي. وتاريخ النظام في تزوير الانتخابات وإقامة انتخابات صورية لايحتاج إلى كثير من العناء لإثباته. فإذا لم تتوفر شروط ومتطلبات الانتخابات يكون خوضها لا معنى له لانه ببساطة يعطي النظام شرعية ظل يفتقدها منذ إنقلابه على الديمقراطية.
    وإذا اتفقت القوى السياسية السودانية على برنامج سياسي وتحالفت على اساسه وحددت أهدافه ومدته بهدف استعادة الديمقراطية والمحافظة على وحدة البلاد وفق اسس جديدة تعالج أخطاء الماضي وتفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان المعاصر. إذا تم ذلك تكون الانتخابات قد أحدثت تغييرات جوهرية في السياسة السودانية. أما إذا حدث العكس فإن البلاد في طريقها للتجزئة إذا إستمرت السياسة التي ينتهجها المؤتمر الوطني حاليا.
    ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
    كشفت مشكلة دارفور أزمة الحكم العميقة التي تواجهها بلادنا. وكشفت أيضا فشل حكومة المؤتمر الوطني التام في معالجة مشاكل البلاد الداخلية. فقد شكلت السياسات الخاطئة التي انتهجها النظام بتقسيم الأقليم إلى ثلاث أقاليم، وتوزيع هذه الأقاليم بدورها إلى إمارات وإدارات على أساس إثني مما عمق الإنقسام وأزكى النعرات العصبية والقبلية وفتح باب المواجهة على مصراعيه. أضف إلى ذلك غياب التنمية في الأقليم، وتاثير الجفاف والتصحر على القبائل الرعوية تحديدا والتي إتجهت إلى الأماكن التي يوجد فيها الماء والكلأ وهذا زاد الأمر تعقيدا. وإذا أضفنا إلى كل ذلك إمتداد القبائل عبر الحدود مع الدول المجاورة وتحديدا تشاد، أفريقيا الوسطى، ثم ليبيا على التوالي فهذا يشكل إمتداد النزاع من الداخل ليصبح نزاعا أقليميا.
    خلف هذا الواقع الأليم مأساة إنسانية رهيبة أدمت القلوب. آلاف القتلى وملايين النازحين داخليا في عدد من المعسكرات، ومئات الآلاف من اللاجئين. دفعت هذه الكارثة الإنسانية المجتمع الدولي للتدخل، الإتحاد الافريقي، الامم المتحدة والمنظمات الدولية بشقيها الحكومي وغير الحكومي. واصبح النزاع في دارفور يهدد الامن والسلم الدوليين. هذا المدخل المختصر ضروري لتشخيص الازمة والتي تفاقمت وتطورت من داخلية لتأخذ أبعادا أقليمية ودولية. ومهما كانت تعقيدات قضية دارفور فإن في قلب أي مشكلة توجد فرص للحل إذا كانت هناك إرادة قوية وضمائر حية تحس وتشعر بمعاناة وآلام المواطنين.
    فالحل يبدأ أولا من الإعتراف بأن هذه القضية قومية وتحل في الإطار القومي وبالتأكيد أصبحت أكبر من قامة حزب المؤتمر الوطني ليجد لها حلا لوحده. وفي الإطار القومي لا بد من مراجعة السياسات الخاطئة التي أشعلت فتيل الأزمة وفي مقدمتها إحترام خيار أهل دارفور بأن يكون لهم إقليما واحدا كما يرغبون. وما المانع في ذلك؟ كما يجب مراجعة القرارات الإدارية التي قسمت الأقليم على أسس إثنية وقبلية والعودة للوضع الذي إرتضاه أهل الإقليم قبل تنفيذ هذه القرارات. كما أن الحرب دمرت البنية التحتية ودمرت القرى ونهبت ممتلكات المواطنين، فإعادة ما دمرته الحرب ورد الحقوق لأهلها هو الأساس الذي يمكن أن يضع اللبنة الأولى للاستقرار في الإقليم.
    إن أزمة دارفور وضحت بجلاء أزمة النظام والخلل الكبير في توزيع الصلاحيات والسلطات على كافة مستويات الحكم المركزي والأقليمي والمحلي وهذا الخلل لا يمكن معالجته بدون الإتفاق على قضية الحكم في البلاد في إطار قومي شامل لأن ما يحدث في دارفور هو حقيقة تعبير صادق عن مجمل الأزمة في أقاليم السودان الأخرى، وأي حل في دارفور لن يكتب له النجاح بدون إقرار مبدأ المحاسبة لكل الذين إرتكبوا جرائم حرب في دارفور، وأي سلام يفلت منه المجرمون من العدالة لا يمكن أن يدوم.
    الإستفتاء على تقرير المصير: إلى أي مدى يمكنك التفاؤل بنتيجته فيما خص وحدة السودان، وإذا قدر للجنوب الإنفصال هل تتوقع أن تموت فكرة (السودان الجديد) التي دعا إليها الزعيم السوداني الراحل جون قرنق؟
    في ظل العولمة الكيانات الصغيرة لا تقوى على المنافسة. والعالم يتجه لبناء التكتلات الكبيرة بمزيد من الوحدة لا الانفصال. وإنطلاقا من هذا الفهم فإن الإنفصال ضار بالشمال وبالجنوب وبهما معا، وقطعا سيلحق ضررا بليغا بحاضر ومستقبل السودان. في نيفاشا إتفقت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني على جعل الوحدة جاذبة ولكن للاسف الطرفين لم يضعا إستراتيجية واضحة ومحددة تبين جاذبية الوحدة وكيفية الوصول إليها. وبدل جاذبية الوحدة تجاذب الطرفان المواقف في كل شئ وأصبحت وحدة البلاد في مهب الريح. ليس بغريب على المؤتمر الوطني ما يقوم به فهو منسجم مع توجهه وسياساته الأحادية المبنية على فرق تسد، وبذر بذور الفتنة في أي تنظيم لتمزيقه من أجل البقاء في السلطة بغض النظر عن نتيجته ومردود هذه السياسات في الجنوب والشمال على حد السواء. إن رؤية الحاضر بوضوح تتوقف على توافر رؤية أوضح للماضي. إن ماضي حكومة المؤتمر الوطني ماثل في حاضرنا أكثر من أي شئ آخر.
    فالمؤتمر الوطني لم يغير جلده أو سلوكه، أو يلتزم في يوم من الأيام بعهد أو ميثاق أو إتفاق أبرمه أو وقعه. فالاتفاقيات يبرمها اليوم، وينقضها في الغد. فهو كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. ولكن الغريب أن نجد عددا من الأصدقاء في قيادة الحركة الشعبية يصرحون مرارا وتكرارا بأن 90 من المئة من الجنوبيين يؤيدون الإنفصال، وإذا كان الأمر كذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: كم عدد الذين يؤمنون بفكرة السودان الجديد في الحركة الشعبية ما دام أن هناك 10 من المئة فقط هم الذين لا يؤيدون الإنفصال؟ إن مثل هذه التصريحات ضررها أكثر من نفعها وهي تصيب فكرة السودان الجديد في مقتل ــ بيدي لا بيد عمرو ـ إن إنفصل الجنوب أو لم ينفصل. فأي دعوة أوفكرة أو فلسفة لا يمكن أن تطبق على أرض الواقع إذا كان دعاتها أنفسهم لا يؤمنون بها.
    إن الاستفتاء على تقرير المصير في ظل سياسات النظام الحالية نتيجته واضحة للعيان ولا تحتاج إلى دليل وهي الانفصال وإذا حدث ذلك تكون فكرة السودان الجديد التي دعا إليها الراحل جون قرنق قد أصيبت في مقتل. وإذا كان السودان نفسه قديما أو جديدا لم يعد له وجود فإن الفكرة ستبقى ذكرى طيبة. ويبقى أن البكاء على اللبن المسكوب لن يعيده. لم يتبق كثير من الوقت وإذا لم تحسم القوى السياسية أمرها وتتفق على برنامج واضح ومحدد لنظام الحكم في السودان فإن بلادنا تتجه نحو التمزق. وقضية وحدة البلاد أكبر من أن تترك ليقرر المؤتمر الوطني في مصيرها لوحده.

    منتدى الأحداث
    د. صديق بولاد: (2ـ2)
    الأمل موجود والاوطان لا تبنى بدون تضحيات كبيرة
    بروز التيارات الإثنية والجهوية يجب ألا يضعف الهمة القومية
    إذا لم تكن الأحزاب ديمقراطية في نفسها فكيف تقيم نظاما ديمقراطيا؟
    المثقفون الملتزمون ينحتون صخر الواقع المتكلس بأيديهم وبصبر وعناد شديد
    الاحزاب كائن حي ينمو وسط المجتمع ويتطور بتطويره
    حوار: صلاح شعيب

    الاسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها. وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية التي تهم القراء. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور صديق بولاد، على أسئلة (منتدى الأحداث):
    تخرج بولاد من كلية البيطرة جامعة الخرطم عام 1985، ثم حصل أيضا على بكلاريوس الحقوق من جامعة بيروت العربية، وفي عام 2006 حصل على ماجستير العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية بجامعة بروك كاثرييس بأونتاريو/كندا حيث يقيم، ويعمل أستاذا بذات الجامعة.
    تقلد د. صديق بولاد منصب رئيس تحرير صحيفة (صوت الأمة) في الفترة الديمقراطية الأخيرة، وكان مقررا لأمانة الإعلام بالحزب وعضو المكتب السياسي، وهو من مؤسسي التجمع الديمقراطي في الخارج ومدير مكتب حزب الامة بأثيوبيا 1990ـ1991 وأسس في ذات الفترة إذاعة التجمع الوطني الديمقراطي التي كانت تبث بالعاصمة الاثيوبية وشغل منصب مدير مكتب حزب الامة بكينيا عام 1991، كما مثل حزب الامة في اللجنة التحضيرية التي قامت بإعداد وثائق القضايا المصيرية يونيو 1995 وشارك ضمن وفد حزب الامة للمؤتمر. كما كان عضوا بلجنة إذاعة التجمع الوطني الديمقراطي والتي كانت تبث من العاصمة الاريترية 1995 ـ 1996.

    فكر الاحزاب والتنظيمات السياسية: هل يتحمل نتيجة الفشل السياسي، أم أن قواعد هذه الاحزاب تتحمل أسباب ضمور هذه الأحزاب ما أدى إلى فشل قياداتها؟
    نعم، فكر الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية يتحمل قسطا كبيرا من الفشل السياسي. والاعتراف بهذا الفشل يجب أن يكون نقطة الإنطلاق نحو الإصلاح والتطوير والتحديث. فالديمقراطية لا تقوم بدون تنظيمات سياسية لها فكر واضح وبرامج مفصلة. والأحزاب السياسية السودانية مختلفة النشأة، متباينة في التكوين، فمنها القومي والأقليمي والجهوي. ويتسم هيكلها الإداري بالبدائية ويبقى بصورة رئيسية ذو طابع فردي ظاهر لا يحتاج حتى لتأكيد. وهذه سمة للأسف تشترك فيها كافة الأحزاب السياسية السودانية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
    بينما الأحزاب المعاصرة المتطورة تتميز قبل كل شي ببنيتها التنظيمية الواضحة التي تحكم مسارها وتحدد توجهها وبرامجها، كيف؟
    1ـ لكل حزب دستور ينظم الصلاحيات والاختصاصات، ويعرف هذا الدستور ايضا بالحزب وبرنامجه وغرضه والعضوية فيه وشروطها وواجباتها.
    2ـ يحدد هذا الدستور: إختيار القادة، رئيس الحزب، مكتبه السياسي، لجنته المركزية والمدة التي يمكثونها في هذه المواقع.
    3ــ يحدد صلاحيات وإختصاصات هذه الأجهزة ومواصفات ومؤهلات القادة وتدرجهم في العمل الحزبي والتنظيمي وكيف يصلون إلى هذه المرتبة.
    4ــ بعد أن يتم إختيار هؤلاء القادة إذا فاز الحزب في الإنتخابات فإن تشكيل الحكومة لا يستغرق وقتا، ولا يحتاج لإجتهادات أو ترضيات أو ضربة حظ تصادف هذا وتتجاوز ذاك. وإنما المواقع محددة ومعروفة، إذا كان الحزب معارضا فيما يعرف بحكومة الظل.
    هذا يؤكد أن الحزب نفسه مؤسسة منظمة يحكمها قانون العطاء والبذل والتأهيل بدء من أورنيك العضوية وإنتهاء بموقع القيادة. مثل هذه الأحزاب تحقق الاستقرار والتقدم في بلدانها حيث تؤول إليها السلطة. والعكس بالعكس إذا لم تكن الأحزاب ديمقراطية في نفسها فكيف تقيم نظاما ديمقراطيا؟ إن فاقد الشئ لا يعطيه. صحيح أيضا أن نمو الأحزاب مرتبط بنمو الديمقراطية فالاحزاب كائن حي ينمو وسط المجتمع ويتطور بتطويره لنفسه وقراءاته الموضوعية للتحولات والمتطلبات التي تنشدها القاعدة. فإذا واكب تمدد وتوسعت قاعدته وإنطلق يخلق ويبدع ويثري الساحة عملا فكريا وجماهيريا سيجد القبول والإستحسان. وإذا ظل قابعا يظن أن الحزب شركة محدودة مملوكة الأسهم ذات مفتاح واحد. أفتح يا سمسم فسيفتح ذلك السمسم ولا يجد أحدا.
    ولا زالت الاسئلة الكبيرة التي تواجه أحزابنا السياسية بدون إجابات، مثلا: اين يكون موقع الاجيال الجديدة من الأجيال القديمة، هل يكون هناك صراع أجيال أم تلاقح أفكار أم يكون هناك إنتقال بدون إزاحة أو صراع؟ وماهو موقع الوراثة والوجاهة والعشائر والقبائل والجهوية في أحزاب شعبية جماهيرية تضم كل هذه الفئات؟
    وكيف يصنع القرار داخل الأحزاب، هل يكون نابعا من القاعدة إلى أعلى حيث تترجمه القيادة، أم يأتي القرار راسيا من القيادة، أم يأتي القرار راسيا من القيادة ليتنزل للقاعدة للتنفيذ أو إبداء الرأي؟ أما إذا سألنا عن التمويل والمال في الأحزاب السودانية فستجد العجب!
    لايزال الجدل السقيم يدور هذه داري أملكها وتلك السراية ملكي والذي يملك المال يتقدم حتى ولو كان عاطلا عن أي نضال أو عطاء يذكر وإن كان خالي الوفاض من اي فكر، فارغا كفراغ فؤاد أم موسى.
    أخلص أن فكر الأحزاب السياسية يواجه أزمة حقيقية في ثلاث قضايا رئيسية وهي: فصل السلطات والصلاحيات بين مؤسسات الحزب ورئاسته، وتحديد مدة زمنية محددة لهذه المؤسسات بما فيها رئاسة الحزب. ثانيا: كيفية إنتقال السلطة داخل هذه المؤسسات بعد إنتهاء المدة المحددة أيا كان الشخص الذي يتولاها. وإذا لم يحدث هذا في الحزب فكيف يسعى الحزب لإقامة نظام ديمقراطي من أساسيات قيامه تداول السلطة. ثالثا: الديمقراطية ليست شعارا يرفع وإنما نهجا ورؤى تطبق. وإذا طبقت ومورست داخل المؤسسات الحزبية فقطعا ستشكل نبراسا تهتدى به الجماهير لإحداث التغيير في الدولة. وبقاء الإنقاذ كل هذه السنوات يجعل كثير من فقهاء السياسة يعزون ذلك لغياب الديمقراطية داخل الأجهزة الحزبية، فإنتقل الصراع داخل الأحزاب بدل أن يتجه لمقاومة الديكتاتورية الجاثمة على الصدور.
    هل أضعف بروز التيارات والأفكار (الإثنية أو الجهوية) إلى سطح العمل السياسي الهمة القومية في كل مناحي الحياة، وهل ترون أن هذه التيارات والأفكار ستختفي في حال الوصول إلى سلام دائم في كل أنحاء القطر عبر تسوية قومية؟
    التيارات الإثنية والجهوية لا تنشأ من فراغ وإنما من واقع إجتماعي، وإقتصادي، وسياسي أفرزها. والنظرة الموضوعية لهذه التيارات تقتضي الغوص عميقا في هذه الأسباب وإيجاد حلول موضوعية لها بدل تعميقها. وفي دولة كالسودان تلتمس البناء الوطني وتواجه ظروف التخلف الاقتصادي خلقت البيئة الملائمة لقيام تيارات تخاطب هذه المظالم. ولعل تلك الظروف هي التي ادت الي غياب التنمية المستدامة التي تولي إهتماما خاصا بالإستثمار في التنمية البشرية من صحة، تعليم، ضمان إجتماعي، وتوفير سبل وطرق العيش الكريم للمواطنين. هذه هي المعطيات التي أدت لقيام مؤتمر البجا في الشرق، ونهضة دارفور في الغرب، وإتحاد جبال النوبة في كردفان، والتيارات المطلبية المتعددة في الجنوب، ومع غياب المحاولات الجادة للعلاج والإصغاء لهذه المطالب المشروعة والموضوعية تفجرت الأزمة بشكلها الراهن والتي تهدد بقاء السودان كدولة واحدة موحدة.
    هذه التيارات لن تختفي إذا تم الوصول إلى سلام دائم ما لم تعالج جذور الأزمة التي أدت إلى ظهورها. وفي نفس الوقت لا بد من إنتهاج سياسة جديدة بناءة تؤدي إلى إعلاء قيم الإنتماء القومي وغرسها وتشجيعها بدل إشعال نيران الفتنة بتمزيق الأقاليم وتقسيمها على أساس قبلي، إثني، وتشجيع القتال القبلي، وإستخدام المحاباة في تقريب هؤلاء وحرمان أولئك، وإعطاء السلطة والنفوذ إلى مجموعة وهضم حقوق أخرى . إليست هذه هي سياسة حكومة الإنقاذ الحالية في دارفور؟ وماذا كانت النتيجة؟ الكارثة التي نعيشها الآن. إن بروز التيارات الإثنية والجهوية يجب ألا يضعف الهمة القومية. بل يجب أن يحفزها أكثر بالبحث عن الحلول. وتقديم برامج هادفة تلبي طموحات وتطلعات الجماهير. وأن المشاكل التي يعانيها هذا الإقليم هي نفس مشاكل الأقاليم الأخرى، وأن حلها لا يتم بإنشاء التنظيمات والتكوينات الاقليمية والجهوية وإنما الحل يكمن في الحلول القومية الشاملة وليست الجزئية.
    أيهما أقوى تاريخيا في تجربة دولة ما بعد الاستقلال: صراع الهوامش الجغرافية مع الجولة المركزية، أم صراع الآيدلوجيا والدولة؟
    صراع الهوامش الجغرافية مع الدولة المركزية اسبابه الخلل الكبير في علاقة هذه الهوامش مع المركز من حيث توزيع التنمية والثروة والسلطة، فهو في إعتقادي صراع موضوعي ومشروع يبحث اولا وأخيرا عن جعل هذه الهوامش جاذبة وغير طاردة لمواطنيها. وحين إزداد هذا التهميش اتساعا في ظل هذا النظام ازداد العنف والتوتر والقتال في هذه الهوامش فكثر النزوح واللجوء من الذين رفضوا العنف وزحفوا نحو المدن التي اكتظت بهم وتحولوا بدورهم من منتجين إلى مستهلكين ومحدثين في نفس الوقت تغييرا ديمغرافيا كبيرا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يؤثر النزوح على توزيع الكثافة السكانية في الدول ويزيد معدلات الفقر في المدن والأقاليم على حد السواء.
    أما إذا نظرنا إلى الآيدلوجيا عبر التاريخ فسنجد أنها إصطرعت وتنافست وتناحرت حولها شعوب كثيرة ودول. والسودان ليس استثناء فقد ناله نصيب كبير من هذا الصراع. وهناك نوعان من صراع الآيدلوجيا : الاول أن تكون هناك حرية فكرية وسياسية تنظم اسس المقارعة والمقارنة بين مختلف الآيدلوجيات ويترك للشعب حرية الإختيار بين البرامج والرؤى والأطروحات المتنافسة. الثاني: وهو الأكثر خطورة في صراع الآيدلوجيا هو أن نتطلع لأخذ السلطة بالقوة تحت أي شعار كان لإقامة نظام شمولي، يميني أو يساري أو قومي ثم نقوم بفرضه عنوة ثم نؤسس حزب واحد ونمنع الآخرين من حقوقهم السياسية والإقتصادية. وتعزز القبضة الحديدية بجهاز أمن يفعل ما يريد وتكون له سلطات وصلاحيات فوق القانون وتدريجيا عبر سياسة التمكين يتم تحويل اجهزة الدولة القومية إلى حزبية لتصبح الدولة دولة الحزب لا الوطن.
    كان صراع الآيدلوجيا في صورته الثانية اكثر وضوحا في السودان في عهد نميري وعهد الانقاذ الحالي. هذا الصراع الآيدلوجي لم يقودنا إلى مشارف الأزمة فحسب وإنما إلى عمقها الذي انتهت إليه الحال الآن. لتضع السودان امام السؤال المصيري القاسي يكون أولا يكون
    المثقف السوداني: ماهي حسناته وعيوبه وهل يتحمل بعض الوزر في فهم كيفية العلاقة بين السلطة والمثقف ما بعد فترة الاستقلال؟
    إذا جاز لنا القول بان المثقف هو شخص مستقل وحر مهموم بقضايا المعرفة والفكر وله نزعة نقدية احتجاجية ويجتهد من أجل قيام نهضة شاملة في مجتمعه. فإنه بهذا المعنى يعيش واقعه ويعكسه ويعبر عن آماله وتطلعاته. كما أنه يغوص في هذا الواقع بحثا عن أسباب التخلف وكيفية تجاوزه بطرح مفاهيم وتصورات ورؤى للعلاج. وإذا كانت الثقافة في جوهرها عملية سياسية فإن المثقف يجد نفسه في قلب الصراعات الإجتماعية والسياسية. لأنه من العسير الفصل بين الثقافة والسياسية. وفي السودان يمكن تقسيم المثقفين السودانيين إلى مدرستين : مدرسة المثقفين الملتزمين بالقضايا أعلاه أما المدرسة الأخرى فيهيمن عليها ما يمكن ان نطلق عليه المثقف الحربائي الذي يتلون مع كل عهد. لا يلتزم بمبدأ وليس له موقف فهو مع أي موجة ما دامت هذه الموجة تدفعه في طريق السلطة والجاه ويمكن أن يحمل عصا هاتفا "هي لله..هي لله لا للسلطة ولا للجاه" بينما هو في الحقيقة يسعى ليلا ونهارا بحثا عن المنصب والمكسب كأقصر طريق للثرورة والحظوة والنفوذ. وهذا يمكن أن ينقلب من اليسار إلى اليمين أو بالعكس في ومضة عين. بينما تعلو علامات الدهشة والتعجب الكثيرين لهذا التحول الغريب والمريب قائلين: "من يعش كثيرا يرى كثيرا" وآخرون يتجاوزون الدهشة ويرددون:" دعوه يعيش إن الظروف أصبحت صعبة وعسيرة!
    للاسف شاهدنا ونشاهد جحافل المثقفين الحربائيين هؤلاء، وهم يزحفون نحو الانظمة الشمولية والديكتاتورية التي تعاقبت على حكم السودان في كل من نوفمبر ومايو وحكومة الانقاذ الحالية شاركوا هذه الانظمة في كل ما ارتكبته من جرائم بشعة في حق شعبها بعد أن غاب عنهم الضمير وتبلدت لديهم المشاعر والأحاسيس.
    هؤلاء المثقفون الحربائيون سريعا يجدون الطريق ممهدا من السلطة لاستيعابهم والاستفادة من خدماتهم المدفوعة الثمن مقدما. لان الحفاظ على استقرار النظام شي مهم لانظمة قاهرة لشعوبها، فاقدة للشرعية. وما دام هؤلاء يزينون وجه النظام ويدافعون عنه بإستماتة مستخدمين زخرف القول كأنهم سحرة فرعون بحبالهم وعصيهم التي يخيل إليهم أنها تسعى. هؤلاء ملبوس عليهم، كما قال الامام علي كرم الله وجهه " أنت لا تعرف الحق بأقدار الرجال، أعرف الحق تعرف رجاله وأعرف الباطل تعرف رجاله" هؤلاء المثقفون ضخوا دم حياة في أنظمة فاسدة قاهرة مما أعاق عملية التغيير المنشود وإطالة أمده. كما أن عزوفهم عن العمل في كل التنظيمات أو الجمعيات إنتظارا للقادم الجاهز لإرتداء حلته أعاق التحديث والتطوير في هذه المؤسسات.
    أما المثقفين السودانيين الملتزمين فقد قاموا بدور حاسم في تدشين الموقف النموذجي الذي قاوم الانظمة الديكتاتورية بعزيمة لا تلين وإرادة لا تعرف الخور او الجبن. ودفعوا ولا يزالوا يدفعون ثمن هذا الموقف غاليا. ولكن ظلت هاماتهم مرفوعة قائلين من أجل الوطن كل شئ يهون. هؤلاء جسدوا قول الشاعر الذي قال:
    لا تسقني كأس الحياة بذلة بل أسقني بالعز كأس الحنظل
    كأس الحياة بذلة كجهنم
    وجهنم بالعز أطيب منزل
    هؤلاء المثقفون الملتزمون ينحتون صخر الواقع المتكلس بأيديهم وبصبر وعناد شديد ليفتحوا المجال للتجديد حتى تستأنف الحياة دورتها، فهم يمثلون عقل الوطن الناهض. وهل ينهض وطن بدون عقل يحدث مراجعة شاملة يتجنب بها تكرار الأخطاء ويجتهد بإضافة لبنات جديدة إلى صرح أوشكت أن تهده قوى الظلام.
    كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
    مجريات الواقع السياسي توضح بجلاء أن الدولة السودانية الآن في حالة صراع من أجل البقاء. وهذا الصراع أحدث تحولات عميقة في بنية المجتمع السوداني والتعريف البسيط للدولة يقول إنها مجموعة من الافراد تقطن بصفة دائمة في أقليم معين وتخضع لسلطة عليا. وهذا يعني أن هناك ثلاثة عناصر ضرورية لقيام الدولة، الشعب والاقليم المعين وهيئة حاكمة ذات سيادة تتولى شئون الشعب وتسيطر على الاقليم . هذه السلطة لها القدرة على تنظيم امورها الداخلية وفرض سلطتها على ما يوجد في اقليمها من الأشخاص والأشياء. للاسف الواقع السياسي الآن يعكس حالة الإحتقان ما قبل الانفجار الكبير. ففي عهد هذا النظام حدثت أضخم موجة هجرة في تاريخ السودان المعاصر حيث اقيمت معسكرات الايواء في عدد من دول الجوار كما نشطت موجات إعادة التوطين في مختلف ارجاء المعمورة. وفي الداخل حدث النزوح وأقيمت المعسكرات للنازحين، بينما إتجهت الالوف في هجرة داخلية غير مسبوقة من الريف إلى المدن. وتحول المنتجون إلى مستهلكين. أحدث هذا التحول تغييرا جذريا في التركيبة الديموغرافية في البلاد وأضف إلى ذلك إزدياد الفجوة بين الاغنياء والفقراء الذين أصبحوا يشكلون الغالبية. بينما غابت الطبقة الوسطى التي تحفظ التوازن في المجتمع وفي غياب العمل وازدياد البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وعجز الدولة عن تقديم الخدمات في مجالات الصحة والتعليم. أحدث كل ذلك تحولات كبيرة وعميقة في منظومة القيم والاخلاق والعادات التي كنا ولا زلنا نفاخر بها وأثر على الترابط والتكافل الاجتماعي الذي كان يميز السودانيين.
    وإذا أنتقلنا من معاناة الشعب وحركة أفراده في المجتمع إلى اقليم الدولة نجد الآن أن الإقليم السوداني غير موحد، سلطة في الشمال وأخرى في الجنوب بينما تتنازع الأطراف المتقاتلة مع الحكومة السلطة في أقليم دارفور. وتعج البلاد بالقوات الاجنبية لحفظ السلام في كادقلي وابيي والجنوب. أما الخدمات الانسانية والإغاثة تطلع بها المنظمات الدولية بشقيها الحكومي وغير الحكومي. وحكام المؤتمر الوطني كأنهم يمرون على هذه الآية الكريمة مرور الكرام" فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".
    وإذا أضفنا إلى كل ذلك حدود السودان التي تنتقص بشكل سافر مع كينيا وأثيوبيا ومصر نجد إلى أين وصل السودان. وإذا أنتقلنا إلى تدويل الشأن السوداني فإن العواصم التي تحاول علاج مشاكل السودان الداخلية بعد ان عجزت الانقاذ الاضطلاع بمسؤولياتها لا تحصى، أبوجا ، مشاكوس، نيفاشا، الدوحة، القاهرة، أسمرا ، طرابلس ، جيبوتي، واشنطن والقائمة تطول، حتى أن النزاعات بين القبائل وصلت إلى لاهاي للفصل فيها. بينما كانت في الماضي تحل بين نظار القبائل. لقد اصبح السودان الآن في مرحلة ما قبل الدولة.
    وحين تعجز الدولة عن توفير الامن، الغذاء، الصحة، التعليم وبقية الخدمات بالاضافة إلى عجزها عن بسط سلطتها على كافة ترابها تكون قد فقدت سيادتها الداخلية. وحين تعجز عن حل مشاكلها الداخلية وتطلب من الدول الأخرى مساعدتها القيام بذلك تكون قد انتقصت من سيادتها الخارجية وفتحت المجال للاخرين للتدخل في شؤوونها الداخلية ولذلك يصنف السودان وفقا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بأنه دولة فاشلة. وللاسف يحتل مقدمة القائمة. إن عدم إتفاق القوى السياسية حول نظم الحكم وإعادة هيكلة الدولة السودانية للحد من هيمنة المركز على الاقاليم واعادة توزيع الثروة وفق تنمية متوازنة ومستدامة أدى إلى تراجع الدولة السودانية وحللها لمكوناتها البدائية من عشائر وقبائل جهوية وإثنية متعصبة فأخذ الحديث يتكاثر ويتصاعد عن تلاشي وتفتت الدولة السودانية. إن الشعب السوداني من حقه أن يتطلع إلى دولة الحداثة السياسية، دولة القانون والمؤسسات، الدولة التي تستمد الشرعية من كونها تمثل إرادة الشعب، المعبر عنها عبر انتخابات حرة، والتي تعمل لخدمة المصلحة العامة وتخضع للمساءلة والمحاسبة من قبل الجماهير التي أوصلتها لدفة الحكم. رغم هذه الصورة غير المتفائلة التي توضح حجم المأساة وعمق الجروج فإن الأمل موجود لاحداث التغيير والاوطان لا تبنى بدون تضحيات كبيرة.
                  

العنوان الكاتب Date
وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:17 PM
  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:22 PM
    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:24 PM
      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:27 PM
        Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:44 PM
          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:47 PM
            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:50 PM
              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 02:53 PM
                Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 03:04 PM
                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 03:40 PM
                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب مؤيد شريف09-20-09, 03:44 PM
                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 05:20 PM
                      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-20-09, 05:22 PM
                        Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 00:17 AM
                          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 00:27 AM
                            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 00:29 AM
                              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 00:37 AM
                                Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 00:42 AM
                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-21-09, 01:38 AM
                                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معاوية الزبير09-21-09, 02:46 AM
                                      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-22-09, 00:22 AM
                                        Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معاوية الزبير09-22-09, 01:36 AM
                                          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب صلاح شعيب09-22-09, 12:58 PM
                                            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-22-09, 10:23 PM
                                          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-24-09, 05:44 PM
                                            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-24-09, 06:04 PM
                                              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب yagoub albashir09-24-09, 08:10 PM
                                                Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معاوية الزبير09-25-09, 01:46 AM
                                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب El Dukhri09-25-09, 04:05 AM
                                                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 03:14 AM
                                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-25-09, 02:53 PM
                                                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-25-09, 03:10 PM
                                                      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب Mohamed Doudi09-25-09, 04:23 PM
                                                        Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب yagoub albashir09-26-09, 05:44 AM
                                                          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب الطيب رحمه قريمان09-26-09, 06:26 AM
                                                            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب احمد حامد صالح09-26-09, 09:50 AM
                                                              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب Mohamed Doudi09-26-09, 12:09 PM
                                                                Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 02:29 PM
                                                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 02:55 PM
                                                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 03:04 PM
                                                                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 04:49 PM
                                                                      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-26-09, 08:06 PM
                                                              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-27-09, 02:35 AM
                                                                Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-27-09, 10:07 PM
                                                                  Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-28-09, 02:22 AM
                                                                    Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-28-09, 02:23 AM
                                                                      Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب الطيب رحمه قريمان09-28-09, 06:43 AM
                                                                        Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-28-09, 11:55 PM
                                                                          Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-29-09, 02:20 PM
                                                                            Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي09-30-09, 11:27 PM
                                                                              Re: وين حوار د.صديق بولاد ياصلاح شعيب معتصم مصطفي الجبلابي10-10-09, 05:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de