كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!!
|
سلام جميعا
يدور لغط كبير في سوادنيز أون لاين و على صفحات سودانيات حول حقيقة ما جرى ابان عودة جثمان الاستاذ الخاتم عدلان الى السودان يوم الاربعاء الماضي، و قبل ان اذكر أي تعليق حول صحة خبر اختطاف الجثمان من عدمها دعوني اسأل الاسئلة المشروعة التالية:
- ماذا هو الدافع الذي يجعل اسرة تخفي جثمان فقيدها من اهله و محبيه و اصدقائه تجشموا عناء المجيء لاستقباله الساعة الخامسة صباحا في بلد تسري فيها حالة طواريء و بها العديد من الاشكالات؟
- ما هو الذي يدفع اسرة الفقيد الى الموافقة على ان تعقد لجنة استقبال قومية قوامها ممثلي الاحزاب و شخصيات وطنية لاقامة مراسم تأبين في جامعة الخرطوم بذلت فيها مجهودات كبيرة، اذا كانت ترغب حقا في ان تنطلق بجثمانها من الباب الخلفي للمطار و من ثم الى عفراء و بعدها الى ام دكة الجعليين في الجزيرة؟
- لماذا تفاوض سلطات الامن شخصا واحدا ممن رفقوا الجثمان، ألا و هو الاخ عدلان و لم تناقش مرافقي الجثمان و زوجته التي هي في هذه الحالة الشخص القانوني المنوط به حسم هذه المسألة؟
بعد هذه الاسئلة انتقل الى بعض الاجابات، و الدافع هنا ليس ان اكذب فلان او فلان، فالواقع ان الامر محزن للغاية سواء حدث ذلك لجثمان الخاتم عدلان او مصطفى سيد احمد أو لشهداء رمضان.
و لكي استقصي هذا الامر اتصلت بالاخ الباقر العفيف و استوضحت منه الكثير من التفاصيل حول ما جرى زيادة في الاستيثاق من صحة ما نقلته انا و غيري في هذا المنبر حول هذه المسألة.
* قام الاخ الباقر العفيف و زوجة الاستاذ الخاتم و اطفاله و الاخ عدلان بانتظار الجثمان بجانب الطائرة و لم يستقلوا الباص المتوجه الى صالة الوصول.
* قام أعضاء من الأمن بإخبار الأخ الباقر و أسرة الفقيد بأن يذهبوا إلى صالة الوصول على أن يبقى الأخ عدلان حتى يرافق الجثمان.
* وصل الأخ عدلان إلى صالة الوصول لاحقا ليخبر أسرة الفقيد و الأخ الباقر أن الجثمان سيسلم لهم بجانب مدينة الحجاج. و هو سيذهب معه و هذا أمر غير عادي في مثل هذه الظروف.
* عاد الاخ عدلان ليخبر اسرة الفقيد ان المكان تغير الى موقف مركز عفراء التجاري، وعليهم التوجه الى هناك لمرافقته و تحدث مع اللجنة التي كانت تحضر الاستقبال و ترغب في اصطحاب الجثمان الى الجامعة. و توجه الجميع الى مركز عفراء التجاري.
* بعد أن تحدث الأخ عدلان مع الأسرة و ذهب الجميع لمقابلة الجثمان في مجمع عفراء التجاري و ذهب معهم كل من كان يمتلك وسيلة مواصلات كان هناك اقتراح بأن يتم نقل الجثمان إلى صالة الوصول فقط كاقتراح وسط و ليس الجامعة و ذلك احتراما للمئات الذين تكبدوا عناء الحضور في ذلك الصباح الباكر، إلا أن ذلك الاقتراح قوبل أيضا بالرفض من قبل رجال الأمن. و بالطبع لم يكن ذلك واضحا للكثيرين.
* وجود أعضاء من الأمن من معارف الأسرة أدى إلى ممارسة ضغوط غير مباشرة بأن إخراج الجثمان من الباب الرئيسي للمطار قد يؤدي إلى بلبلة مما قد يؤدي إلى عدم السيطرة على الجثمان.
تحليل للواقعة:- ليس من المستغرب في مثل هذه الظروف المحزنة أن توافق أسرة على تغيير مسار دفن فقيدها إذا أوحي إليها إن جثمانه قد يتعرض لإشكالات، بما أن الأمر تم بهذه الطريقة فان تصرف أسرة الفقيد في هذه الحالة مفهوم. و نحن لا نلومهم مطلقا في حرصهم على فقيدهم، و الواضح انه تم استغلال معارف الأسرة في الأمن لإيصال هذه الرسالة حتى تبدو كأنها نصيحة صادرة من معارف و أهل وهي مخطط سبق الاتفاق عليه لإجهاض تأبين الأخ الخاتم بالصورة اللائقة، و هذا استغلال للعلاقة الإنسانية في تمرير أمر سياسي، و نحن نعرف مثل هذه الأساليب التي استخدمت لقتل احد ضباط رمضان بعد قسم واه أداه رئيس الدولة.
وجود أسرة الفقيد داخل السودان يجعلها عرضة للكثير من المضايقات إذا لم توافق و نحن لا نطالبهم مطلقا بالتصدي لسلطة غاشمة تمنع حتى الناس من وداع موتاهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.
أن ما حدث في مطار الخرطوم ذلك الصباح لهو إهانة لكرامة الإنسان في إن يدفن موتاه بصورة لائقة، و فيه تعد على حقوق الكثيرين من إلقاء نظرة الوداع على شخص أحبوه كثيرا و أرادوا وداعه بصورة تليق بمقامه وما قدمه لهم من فكر مستنير و استقامة مشهود لها. إن من يسعون اليوم لتفنيد و تكذيب هذه الواقعة إنما يوجهون سهامهم إلى قلوبهم و هم لا يعلمون، فليس في الموت من تشفي و الحق يعلو و لا يعلى عليه، و ستصير عليهم مقولة "... إني اُكِلتُ يوم اُكِل الثور الأبيضُ"، فالدفاع عن حقوق الآخرين ليس ترفا فكريا إنما هو في الواقع دفاع عن حقوقك أنت عندما تحدث لك مثل هذه الظروف، و بدلا من إيجاد الأعذار للأمنجية على ضغوطهم و ألاعيبهم اللا أخلاقية يجب علينا في مثل هذه الأمور الإنسانية أن نقف جميعا صفا واحدا خاصة عندما يتعلق الأمر بالموت فلا كسب سياسي مع الموت، بل خسارة للجميع، و للسودانيين قدسية عميقة للموت و لاعتباراته و لظروفه بغض النظر عن انتماءات الميت السياسية أو العرقية أو الثقافية. لقد تعلمنا عن الإنقاذيين بمختلف أقنعتهم التلاعب بمشاعر اسر الموتى بمختلف الوسائل، و منها عدم إطلاعهم على جثثهم و دفنها على عجل و تأخير و تعطيل استلام رفاتهم، إن ما حدث في مطار الخرطوم في ذلك الصباح الحزين لهو استمرار لهذا النهج باستغلال كل ما هو نبيل و إنساني لخدمة أغراض دنيوية رخيصة....
لكم تحياتي امجد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Amjad ibrahim | 05-04-05, 01:06 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Marouf Sanad | 05-04-05, 01:20 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | kamalabas | 05-04-05, 02:48 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Haydar Badawi Sadig | 05-04-05, 03:23 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | إسماعيل التاج | 05-04-05, 03:36 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Amjad ibrahim | 05-04-05, 05:55 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | merfi | 05-04-05, 06:54 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Haydar Badawi Sadig | 05-04-05, 09:06 PM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Amjad ibrahim | 05-05-05, 03:05 AM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Alia awadelkareem | 05-05-05, 03:11 AM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | سجيمان | 05-05-05, 05:53 AM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Kostawi | 05-05-05, 09:51 AM |
Re: الحقلة المفقودة | Agab Alfaya | 05-05-05, 09:58 AM |
Re: جثمان الفقيد الخاتم عدلان عليه الرحمة أسئلة و اجابات!! | Amjad ibrahim | 05-06-05, 03:52 AM |
|
|
|