|
Re: الخاتم عدلان عن ابن رشد الذين احرقوا كتبه كانوا يشعلون النار في رؤوسهم (Re: Khatim)
|
شكرا أخ أمجد والتقدير عبرك للأستاذالمفكر/ الخاتم عدلان ولعل الموضوع الذي طرحه الاستاذ الخاتم (ابن رشد) يشغل بال النخبة المثقفة العربية المعنية بمسألة قراءة التراث وتدوين ثقافة جديدة في شكل قطيعة أو إعادة إنتاج ولا تزال دراسة الفيلسوف الأندلسي ابن رشد الحفيد تتطلب المزيد من العناية حيث أنه لم يقرأ بشكل يستلهمه ويجلي كل غوامض فلسفته، وبخاصة كل غوامض نكبته في أواخر حياته حتي الآن بصورة كافية ، هناك بعض الجهود العربية(الجابري ، حنفي وآخرون) إلا أننا رغم أن تيارا إسلاميا تمكن من بسط هيمنته علي السلطة في بلادنا إلا أننا لم بر ضمن المؤتمرات الكثر مؤتمرا أو ندوة عن ابن رشد ولو بمناسبة مرور ألف سنة علي وفاته ، وعلى الرغم من أن الاستشراق المعاصر قدم صورة متوهجة عن الفيلسوف الأندلسي الذي كان قمة العقلانية في تراثنا القديم، فإن صورة ابن رشد سرعان ما انحسرت أو التبست إما بفعل الأحداث التاريخية التي تعاقبت بعد وفاته، وإما بفعل العداء الذي أظهر وأضمر له، فانزوى في اللاوعي الأوربي إلى أن طرق بابه بدراسة عنه لأرنست رينان عام 1852 تبعتها دراسة أخرى لمونك عام .1859 كما أن المفكر الفرنسي روجيه ارنالديز نشر دراسة عنه حملت عنوان (ابن رشد/عقلاني في الإسلام) (199. ورغم أن صورة ابن رشد كما رسمها ارنست رينان، تظهر ابن رشد لكمبتكر لفلسفة أصيلة، بل إن ابتكاراته تظهر له كخبل عقلي. ومع ذلك فرينان أحيا الفلسفة الرشدية ليس فقط كمذهب انحصر في ابن رشد نفسه، بل كمدرسة خرجت من ذاتية صاحبها لتنتشر في الآفاق في العصر الوسيطي بالذات وتشكل التيار الرشدي المعروف. رينان أحيا هذا التيار بتبيان الدور الذي لعبه فكان اليهود، كما بين، أول من تلقفوه وعلى رأسهم موسى بن ميمون. اليهود، كما يشرح رينان، أخذوا الفلسفة الرشدية بجد وإخلاص، والفلسفة التي تكونت بهم لم تكن سوى انعكاس لفلسفة العرب، والرشدية كانت بالنسبة إليهم سلطة لا تنازع. رينان من جهة أخرى، يحيي في الوجدان المعاصر الأهمية التي اكتسبتها الرشدية في الغرب اللاتيني من ناحية التغييرات الجوهرية التي أحدثته، ويبين التألق الذي كان للرشدية في (بادو) مقر المدرسة الرشدية التي عرفت باسم مدرسة بادو. ولكن الرشدية بالرغم من الإخلاص الذي تأمن لها، وبالرغم من إخلاصها لذاتها، فإن تاريخها ـ كما يرى ـ رينان ـ ما كان سوى تاريخ واسع من الأغاليط، ذلك أن ابن رشد الذي كان شارحا مستقلا في شرحه، حرّف، كما يقول أرسطو، وتحرّف هو بعد ذلك بشراسة، فكانت أغاليط تتلوها أغاليط.
|
|
|
|
|
|
|
|
|