وعاد الحبيب مستشفياً ... نميري يعود للبلاد بعد رحلة استشفاء بالقاهرة

Quote: الثلاثاء, مايو 24, 1983 كلمة الرئيس محمد حسني مبارك أمام مجلس الشعب السوداني بمناسبة تنصيب الرئيس نميري الاخ الرئيس جعفر محمد نميري الاخوة والاخوات الاعزاء الله أكبر ... الله أكبر صدق وعده . ونصر عبده . واعز جنده واظهر الحق وحده الله أكبر ... الله أكبر كرم امتنا في هذا اليوم المجيد . واعز شعبنا في وادي النيل المبارك واسبغ عليه نعمه . والهمه الصواب والحكمه . واتاح له قيادة باسلة فتيه . هي تحسين واضح لحضارة هذا الوادي وعراقته وأصالته . ونبت اصيل لارضه الطيبة ومرآة صادقة لقيمة وتقاليده . ونضاله البطولي في سبيل الحق والخير والسلام الاخ الرئيس جعفر محمد نميري ان اعتزازنا في شمال الوادي بالرئيس نميري رفيقا للنضال وشريكا في المسيرة . لا يقل عن اعتزازكم به قائدا جسورا . زعيما مخلصا كرس نفسه لخدمة وطنه وشعبه . فلم يتردد في خوض اشرس المعارك . دفاعا عن الحق والمبدأ . وردعا للعدوان . ودفعا للظلم والطغيان . فكان في كل المعارك التي خاضها بطلا صادق العزيمه . لا تلين له قناة . ولا تهتز له ارادة . ولا يتبدل عنده مبدأ وبقدر ما هو سوداني في ولائه فهو عربي صادق في انتمائه . كريم في عطائه يزن الأمور بميزان الحق والعدل والمنطق . ولا يصدر عن الهوي . لأن تاريخه النضالي صهر فيه قدرة فريدة علي الرؤية الثاقبة والنظره الشامله . والأرتفاع الي مستوي الاحداث . وملكة التمييز بين الاهداف الاستراتي ية الثابتة والاساليب المرنة القادرة علي التعامل بفاعلية مع الظواهر السياسية . ومن هنا كان الرئيس جعفر محمد نميري أول من يسير علي طريق الوحدة قولا وعملا . وأول من يسعي الي توحيد الصف وجمع الكلمة والتوفيق بين أبناء الأمة حتي لا تتفرق كلمتهم وتشل حركتهم وتذهب جهودهم سدي ... وليس هذا شأن خير أمه أخرجت للناس ثم أنه افريقي صادق بايمانه العميق بالحرية . ورفضه القاطع للاستغلال والسيطرة . وارتباطه بالتراب الوطني وشعوره بالانتماء للكيان الأكبر . الذي تتوحد فيه الحضارة . وتتشابك المصالح . وتتفاعل المشاعر . وتذوب الخلافات والفوارق وقد اسعدني ان التقي بالرئيس جعفر نميري قبل ان يقود ثورة مايو المظفرة واتعرف عن كثب علي سجاياه الحميدة وخلقه الكريم . فوجدته نموذجا نادر ا للوفاء . ومثالا فريد ا للشجاعة والاقدام والقدرة علي اقتحام المخاطر في سبيل الله والوطن . والتجرد لخدمة الشعب والتمسك بالمثل العليا والقيم فهنيئا للسودان بقائده العظيم . وهنيئا لمصر بشريك نضالها الوطني وهنيئا لوادي النيل بأبنه الشامخ الذي واجه أعتي العواصف رافع الرأس موفور الكرامة وكان في جميع الظروف بارا بشعبه وأمته . جدير ا برسالته . كبير ا بعزته وكرامته ايها الاخوة المواطنون ابناء وادي النيل الخالد اننا ننظر بالتقدير والاعجاب في الانجازات الرائعة التي حققها اخواننا في الجنوب تحت القيادة الحكيمة للرئيس نميري الذي قاد ثورة الخامس والعشرين من مايو . فوضع السودان الحبيب علي مشارف عهد جديد . أصبح الحكم فيه للشعب والكلمة للحق . وتجلت الوحدة الوطنية باسمي معانيها . وتحققت المشاركة الشعبية في رسم السياسة واتخاذ القرارات نحن نذكر للرئيس نميري انه استطاع برؤيته التاريخية أن يحل مشكلة الجنوب بعد ستة عشر عاما من الحرب الاهلية والصراع . وهو انجاز ضخم بكل المقاييس . لان اخواتنا في جنوب السودان هم شركاؤنا الاقربون في السراء والضراء . وهم منا ونحن منهم . والوطن وطننا جميعا . ولا يمكن ان تفرق الايام ما جمعته الارادة الإلهية ورسخته المقادير وسوف يظل ابناء الجنوب اشقاءنا الاوفياء . وسوف نظل نبادلهم وفاء بوفاء لان الدم الذي يجري في عروقنا جميعا هو من ماء النيل المقدس ونذكر للرئيس نميري عمله الدائب في سبيل وحدة وادي النيل . وتفانيه في ازالة الحواجز المصطنعه بين الشعبين التوأمين . اللذين هما شعب واحد .. امله ثابت .. وهامته في السماء ان شعبنا في الشمال والجنوب يعيش هذه الايام مرحلة التكامل التي اشترك فيها الرئيس جعفر محمد نميري مع شقيقه الراحل الرئيس محمد انور السادات في وضع لبناتها الاولي وزرع بذورها المباركة في عام 1974 وظل يرعاها ويعطيها من شبابه وطاقته وفكره العطاء الاوفي حتي أصبح التكامل تجربة رائدة . تنشر خيرها في ربوع الوادي الامين . وتقيم نموذجا يحتذي للشعوب الصديقة . التواقة الي الخروج من شتات التجزئة والفرقة الي الوحدة الشاملة . بآفاقها الرحبه وامكاناتها الهائلة ومن جهة اخري . وضع الرئيس نميري صيغة الحكم الاقليمي تطبيقا لمبدأ أللامركزية في التنفيذ . وتحقيقا للتلاحم والتفاعل بين الاجهزة الرسمية والقاعدة الجماهيرية العريضة التي تشكل التزامنا الاكبر وتشغلنا همومها ومطالبها . ويهمنا أن تكون مشاركة في كل فكرنا وحركاتنا . فهي صاحبة المصلحة الاساسية في كل تطور وهي الطليعة التي تتحمل عبء التنميه الاقتصادية والاجتماعية بمعناها الشامل. فكان خليقا بنا ان نتيح لها ان تقوم بدورها كاملا في جميع المراحل التشريعية والتنفيذية ونحن علي يقين من أن الولاية الثالثة للاخ الرئيس جعفر نميري سوف تكون إمتداد لهذا السجل الحافل بالانجاز وتصاعدا في العطاء الوطني والقومي ولدينا البرنامج السياسي الجديد الذي أقره المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي في مارس الماضي وهو يعتبر إنطلاقه جديدة في مسيرة الثورة وعلامة أخري علي الطريق نهتدي بها . ونتجه اليها . بقلوب آمنه مطمئنه ونفوس مفعمه بالثقه والامل وعقول عامره بالايمان والعزم ولا بد ان نزرع كل يوم زهره وأن نضيف حجرا إلي الصرح الكبير طاعه لله ... وولاء للشعب . واعتزازا للرئيس جعفر نميري .. ووفاء لمبادئنا وقيمنا العريقة . وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته