اليوم الأربعاء صدرت صفحة ظلال التبلدي بجريدة الخرطوم حافلة بالكثير من المواضيع والمقالات التحلي

Quote: ورحل ( عبد القادر حافظ ) ... بهدوء ! وقبل الوفاة بيوم .. اتصلت به استفسره عن صفحتنا ( ظلال التبلدي ) للاهتمام بصدورها في موعدها المحدد كل يوم أربعاء ووعدني بذلك ... وبعدها .. وفي اتصال هاتفي من الدكتور كرارالتهامي أبلغني بخبر الوفاة .. لم أصدق الخبر .. فالاتصال والتواصل ورسائل الجوال كانت متداولة بيني وبين المرحوم .. وفجأة أسمع خبر رحيله ... وحقيقة ..في الليلة الظلماء يُفتقد البدر... وكم هي قلقة ومتوترة ليالينا السودانية هذه الأيام، هذه الليالي التي كنَا في أشد الحاجة إلى هؤلاء المفكرين وأصحاب مدارس الرأي .. الذين أصبحوا الآن بين يدي الخالق وتركونا خبط عشواء حيارى تائهين بين صراعات وانقسامات و هم خارجي ... في هذه الأيام نفتقده .. عبد القادر حافظ كان له حضوره الكبير الواضح على مجريات الأحداث السودانية ومتابعاً حذراً لها وكذلك همه الخاص بالساحتين العربية والإسلامية وكذلك على الساحة الدولية... علمٌ كان له حضوره المميز وكلمته المسموعة التي تجد صداها في كل مكان حتى كانت وفاته ... - بل شهادته الصحفية - واقفا كما الخيل التي تموت وهي واقفة .. وهو يصدح بكلمة الحق من على كل المنابر والمساحات الإعلامية منذ ( كردفان ) كواحة تستنطق الحقيقة و منبر من منابر المجاهدة بالقلم مروراً بكل المنابر التي خدم فيها الفقيد انتهاء بجريدة الخرطوم ... و لهذا كان يعد من أصحاب اللواء والمدارس المتفردة في العمل الصحفي المتخصص . حين تشتد المحن والكروب ويزداد ليل امتى ظلاما نبحث فيه عما يقيل عثرتنا ويسدد خطوتنا وينير ظلمتنا... نبحث عن أولئك الأفذاذ الذين صنعوا مجد وتاريخ هذه الأمة وأفنوا حياتهم وشبابهم في سبيل رفعتها فكان لهم الحضور المميز واللافت في كل مكان تطأه أقدامهم... يتركون عبير فكرهم وأنفاسهم يضوع في المكان الذي حلوا به ليبقى ذكرى خالدة في هذا الزمان الذي سماه ، لهذا فكان الفقد جلل في زمن الحاجة ... فكان عبد القادر يستقري تاريخنا المعاصر في السودان على ضوء مؤشرات ومتابعات من تسلسل التاريخ والاحداث ولهذا جاءت كتاباته جادة صادقة لها عمق الحقيقة والواقعية في التصدي ... و كانت كتاباته خارج هذا الزمن الحالي برؤية مستقبلية .. لقد كان رحمه الله يحمل فكرا توفيقيا إصلاحيا وصاحب مدرسة فكرية فريدة ومشروع إنساني متفرد إذ جند نفسه ونذر حياته للتوفيق بين الواقع المتاح والمفترض .. بين سودان الداخل وحراك العالم الخارجي بكل مستجداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولهذا كان - يرحمه الله - يرى أن العودة إلى هويتنا السودانية وفهمها بشكل صحيح وعميق هي أيضا أساس في نهضتنا و التصدي لكل التحديات التي تواجهنا وترتكز رسالته الصحفية في العودة إلى إدراك جوانب الديمقراطية وأطرها الواسعة وعدم الانكفاء في بوتقة المذهبية والطائفية والحكم الشمولي والقضايا الخلافية الضيقة التي تؤدي إلى تفرقنا وإضعاف كلمتنا وتدمير قيمنا العليا وتجعلها لقمة سائغة رحمك الله أستاذي ومعلمي وأجزل لك الثواب وحشرك يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا... أيها القلم الذي بقي ردحاً من الزمن ينافح عن هذا السودان العظيم من أجل تواصل الأجيال .