|
Re: الأستاذ علي الريح : ا لتدخل الأممي يعيد الاستعمار بوجهه القديم (Re: أحمد الشايقي)
|
عـزيـزي الأستاذ الشـايقـي .. التحايا والتقدير ..
إن ما يجري في دارفور أحد المظاهر ، الأشد ما ساويه ، وعنواناً من العناوين التي تشملها الأزمة الوطنية الشاملة ، كقضية عادلة تتطلب مشاركة واسعة لمعالجتها بأفق وطني وبعيداً عن التعصب القبلي أو الجهوى ، في منبر وطني يضم كافة القوى السياسية، إضافة إلي أبناء وبنات دارفور ، مع اعتبار خاص للزعامات المحلية الوطنية ، وكافه القوى الوطنية . ونـؤكد أن مفاوضات ابوجا لن تقدم حلاً جذرياً لأزمة حقيقية ، وأن أفضل ما أفضت إليه وقف اطلاق النار.
والذي يجد ـ كل الترحيب ـ دون إغفال أن أطرافاً أخرى لم توقع عليه ، بكل ما يحمله ذلك من احتمال تواصل إطلاق النار. ويأتي ترحيبنا ، بوقف إطلاق النار ، أيضا لأنه يعيد للصراع الدائر في قطرنا وضوحه ، كصراع سياسي اقتصادي اجتماعي ، ويزيل الغشاوة الزائفة التي تحاول إضفاء طابع قبلي أوجهوى أو عنصري عليه . إن وضوح طبيعة وحقيقة الصراع سيفتح الباب إمام فرزاً تاريخياً في الخنادق . تتحرر فيه حركة جماهير شعبنا ، حينما تصطف في خندق مواجهة النظام وبدائله الزائفة ، المندمجة فيه أو في الانتظار ، والقوي الإقليمية والدولية التي تسنده ـ ذلك الخندق الوطني الذي يضع كل رهانه علي الإرادة الوطنية والثقة المطلقة في قدراتها واستعدادها للاضطلاع بدورها الوطني القومي الإنساني. باعتبار أن الصراع الدائر ليس صراعاً بين أبناء السودان في إقليم دارفور وبين أبناء السودان في الأقاليم الأخرى.
لذلك فإننا ندرك تماماً أن ما قدمته ابوجا لا يعدو كونه حلاً زائفاً لازمة حقيقية. لم يتعدى ما طرحته ابوجا حصة من السلطة والثروة لبعض ممن حمل السلاح ، امتداداً للنهج الذي كرسة النظام وجاءت عبر ضغوط إقليمية ودولية عبد طريقها كل من النظام والحركات المسلحة لتعطي تلك الضغوط الحصة الأكبر للتواجد والحضور الأجنبي الإمبريالي علي ارض السودان وبين طيات قرارات مستقبله.
إن الضغوط التي مارستها الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق اتفاق ابوجا.بينت خطورة الاتكاء علي الأجنبي أو الاستنجاد به في مواجهة خصم داخلي. حيث كانت هذه الأطراف الضاغطة هي من أمد الحركات المسلحة بالدعم المادي والسياسي والعسكري طوال سنوات الاقتتال . ثم أرتات كما خططت لذلك من قبل إن الوقت قد حان لتمارس قدراً من الضغوط علي الطرفين يحقق لها أهدافها في الهيمنة علي السودان والمنطقة عبر تواجد كثيف لقواتها في دارفور لتصبح بذلك رديفاً لقواتها المنتشرة في أجزاء أخري من السودان. إن التأمين علي أهمية تواجد قوات أجنبية بضوء التوقيع علي اتفاقات ابوجا ، وبعد عام علي دخول الحركة الشعبية كشريك للإنقاذ في السلطة، يفضح زيف وخواء شعارات السودان الجديد ، التي راهن عليها بعض الواهمين، ويعكس حقيقة تبعيتها هي وشريكها المؤتمر الوطني للسياسات والإملاءات الأمريكية .
ولك السلام .. ولنا السلام .. في زمن البحث عن السلام .. حتى مجئ السلام ..
|
|
|
|
|
|