ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2007, 09:46 PM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق (Re: حسين يوسف احمد)


    شرف العروبة :

    من هذء المفاهيم الاوروبية التي غزت العقل العربي الحديث فكرتان عن القومية والانسانية فيهما خطأ وخطر كبير.
    فالفكرة القومية المجردة في الغرب منطقية اذ تقرر انفصال القومية عن الدين ، لان الدين دخل على اوروبا من الخارج فهو اجنبي عن طبيعتها وتاريخها، وهو خلاصة من العقيدة الاخروية والاخلاق ، لم ينزل بلغاتهم القومية، ولا أفصح عن حاجات بيئتهم، ولا امتزج بتاريخهم، في حين أن الإسلام بالنسبة الى العرب ليس عقيدة اخروية فحسب ، ولا هوأخلاق مجردة ، بل هو اجلى مفصح عن شعورهم الكوني ونظرتهم الى الحياة، واقوى تعبير عن وحدة شخصيتهم التي يندمج فيها اللفظ بالشعور والفكر، والتأمل بالعمل، والنفس بالقدر.
    وهو فوق ذلك كله اروع صورة للغتهم وأدابهم، أضخم قطعة من تاريخهم القومي ، فلا نستطيع أن نتغنى ببطل من ابطالنا الخالدين بصفته عربيا ونهمله او ننفر منه بصفته مسلما.
    قوميتنا كائن حي متشابك الاعضاء ، وكل تشريح لجسمها وفصل بين اعضائها يهددها بالقتل فعلاقة الاسلام بالعروبة ليست اذا كعلاقة اي دين بأية قومية.
    وسوف يعرف المسيحيون العرب ، عندما تستيقظ فيهم قوميتهم يقظتها التامة ويسترجعون طبعهم الاصيل ، ان الاسلام هو لهم ثقافة قومية يجب ان يتشبعوا بها حتى يفهموها ويحبوها فيحرصوا على الاسلام حرصهم على اثمن شيء في عروبتهم.
    واذا كان الواقع لا يزال بعيدا عن هذه الامنية، فان على الجيل الجديد من المسيحيين العرب مهمة تحقيقها بجرأة وتجرد، مضحين في سبيل ذلك بالكبرياء والمنافع ، اذ لا شيء يعدل العروبة وشرف الانتساب اليها.

    الإنسانية المجردة :

    أما الخطر الثاني وهوخطر الفكرة الانسانية المجردة على النمط الاوروبي ، فيؤدي في نتيجته العميقة الى اعتبار الشعوب كتلا من البشر جامدة متجانسة ليس لها جذور في الارض، ولا يؤثر فيها الزمن، فيمكن ان تطبق على واحد منها الإصلاحات والانقلابات التي تنشأ من حاجات واستعدادات شعب غيره.
    وبعد، فهل يحسب اصحاب النظريات الثورية في الإقتصاد والإجتماع انهم بالصاقهم ثماراً من الشمع على عود جاف ينفخ الروح في هذا العود، ويجعل منه شجرة حية؟
    لايكفي ان تكون النظريات والاصلاحات معقوله في حد ذاتها، بل يجب ان تتفرع تفرعا حيا عن روح اعم هي لها منبع واصل. يظن بعضهم اليوم ان ادخال الاصلاحات المختلفة على وضع العرب يكفي ليبعث الامة.
    ونحن نرى في هذا مظهرا من مظاهر الانحطاط لانه نظرة معكوسة، ووضع للفرع مكان الاصل، وللنتيجة مكان السبب.
    فالواقع ان هذه الاصلاحات فروع لابد لها من اصل منتج عنه كما تخرج الازهار من الشجرة، وهذا الاصل نفسي قبل كل شيء هو ايمان الامة برسالتها، وايمان ابنائها بها.
    في الاسلام، كان الايمان باله واحد هو الاصل، وعنه تفرعت كل الاصلاحات التي طرأت على المجتمع العربي وقلبته.
    ولم يكن المسلمون الأولون في مكة يدرون ان موافقتهم على توحيد الله والايمان باليوم الآخر ستقودهم الى الموافقة عن كل التشريع الذي فصله الاسلام فيما بعد ونراهم مع ذلك يطبقون هذا التشريع تطبيقا عفويا، طوعيا منطقيا، لان موافقتهم الثابتة كانت ضمنية في الموافقة الاولى على الإيمان باله واحد، فكل ما يأمر به هذا الإله هو حق وعدل ومهما قيل في تدخل العوامل السياسية والاقتصادية في مناهضة قريش للإسلام يبقى العامل الرئيسي عاملا دينيا، أي فكريا.
    من جهة، ويطعنون العرب من جهة اخرى في اثمن مميزاتهم: في مثاليتهم. فلقد رأينا قريشا عندما اضطرتها مصالحها المادية ان تهادن الرسول فى صلح الحديبية، تصر على ان تنكر عليه وحيه ودينه الجديد.
    فمما تقدم يتضح سبب تعليقنا كل الاهتمام على الشعور القومي العميق الواعي، باعتباره اصلا، لانه وحده الضامن للاصلاحات الإجتماعية ان تكون حية فاعلة جريئة، منسجمة مع روح الشعب وحاجاته، يحققها لانه يريدها.

    الجيل العربي الجديد:

    ايها السادة :
    إننا نحتفل بذكرى بطل العروبة والاسلام.
    وما الإسلام الا وليد الآلام، آلام العروبة، وإن هذه الآلام قد عادت الى ارض العرب بدرجة من القسوة والعمق لم يعرفها عرب الجاهلية فما احراها بان تبعث فينا اليوم ثورة مطهرة مقومة كالتي حمل الأسلام لواءها.
    وليس غير الجيل العربي الجديد يستطيع أن يضطلع بها ويقدر ضرورتها، لأن آلام الحاضر قد هيأته لحمل لواء هذه الثورة، وحبه لأرضه وتاريخه قد هداه لمعرفة روحها واتجاهها.
    نحن الجيل العربي الجديد نحمل رسالة لا سياسية، ايمانا وعقيدة لا نظريات واقوالا.
    ولا تخيفنا تلك الفئة الشعوبية المدعومة بسلاح الأجنبي، المدفوعة بالحقد العنصري على العروبة، لأن الله والطبيعة والتاريخ معنا.
    إنها لاتفهمنا فهي غريبة عنا.. غريبة عن الصدق والعمق والبطولة، زائفة مصطنعة ذليلة.
    لا يفهمنا الا المجربون والذين يفهمون حياة محمد من الداخل ، كتجربة اخلاقية وقدر تاريخي.
    لايفهمنا الا الصادقون الذين يصطدمون في كل خطوة بالكذب والنفاق والوشاية والنميمة، ولكنهم مع ذلك يتابعون السير ويضاعفون الهمة. لا يفهمنا الا المتألمون، الذين صاغوا من علقم اتعابهم ودماء جروحهم صورة الحياة العربية المقبلة التي نريدها سعيدة هانئة، قوية صاعدة، ناصعة تتألق بالصفاء. لا يفهمنا الا المؤمنون، المؤمنون بالله.
    قد لا نُرى نصلي مع المصلين، او نصوم مع الصائمين ، ولكننا نؤمن بالله لاننا في حاجة ملحة وفقر اليه عصيب، فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة. ونحن وصلنا الى هذا الإيمان ولم نبدأ به، وكسبناه بالمشقة والألم، ولم نرثه ارثاً ولا استلمناه تقليداً، فهو لذلك ثمين عندنا لانه ملكنا وثمرة اتعابنا. ولا أحسب ان شابا عربيا يعي المفاسد المتغلغلة في قلب امته، ويقدر الاخطار المحيطة بمستقبل العروبة تهددها من الخارج وخاصة في الداخل، ويؤمن في الوقت نفسه ان الامة العربية يجب ان تستمر في الحياة، وان لها رسالة لم تكمل اداءها بعد، وفيها ممكنات لم تتحقق كلها، وان العرب لم يقولوا بعد كل ما عليهم ان يقولوه، ولم يعملوا كل الذي في قدرتهم ان يعملوه، لا احسب ان شابا كهذا يستطيع الاستغناء عن الايمان بالله، اي الايمان بالحق، وبضرورة ظفر الحق، وبضرورة السعي كيما يظفر الحق.



    ميشيل عفلق

    5نيسان 1943
                  

العنوان الكاتب Date
ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:13 PM
  Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:38 PM
    Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:48 PM
      Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:12 PM
        Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:31 PM
          Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de