ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2007, 09:31 PM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق (Re: حسين يوسف احمد)


    انسانية الاسلام:

    ولكن هل يعني هذا ان الاسلام وجد ليكون مقصوراً على العرب ؟
    إذا قلنا ذلك أبتعدنا عن الحق وخالفنا الواقع ،فكل أمة عظيمة، عميقة الاتصال بمعاني الكون الأزلية، تنزع في أصل تكوينها الى القيم الخالدة الشاملة.
    والاسلام خير مفصح عن نزوع الامة العربية الى الخلود والشمول فهو اذن في واقعه عربي وفي مراميه المثالية انساني.
    فرسالة الاسلام انما هي خلق انسانية عربية.
    إن العرب ينفردون دون سائر الأمم بهذه الخاصة : إن يقظتهم القومية إقترنت برسالة دينية، او بالاحرى كانت هذه الرسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية.
    فلم يتوسعوا بغية التوسع ولا فتحوا البلاد وحكموا استناداً الى حاجة اقتصادية مجردة، أو ذريعة عنصرية، اوشهوة للسيطرة والاستعباد..
    بل ليؤدوا واجباً دينياً كله حق وهداية ورحمة وعدل وبذل ، أراقوا من اجله دماءهم، واقبلوا عليه خفافاً متهللين لوجه الله .
    وما دام الارتباط وثيقاً بين العروبة والاسلام، وما دمنا نرى في العروبة جسماً روحه الاسلام، فلا مجال اذن للخوف من أن يشتط العرب في قوميتهم.
    انها لن تبلغ عصبية البغي والاستعمار... وطبيعي أن العرب لايستطيعون اداء هذا الواجب الا اذا كانوا أمة قوية ناهضة، لان الإسلام لا يمكن أن يتمثل الا في الامة العربية، وفي فضائلها واخلاقها ومواهبها. فأول واجب تفرضه انسانية الاسلام اذن هوان يكون العرب اقوياء سادة في بلادهم.
    الاسلام كائن حي متميز بملامح وحدود ظاهرة بارزة ، والكائن الحي المتميز الراقي في مراتب الحياة يكون هذا الشيء ولا يكون ذاك الشيء، هو يعنى هذا المعنى ويناقض ذلك المعنى ويعاديه:
    الاسلام عام وخالد ولكن عموميته لاتعني انه يتسع في وقت واحد لشتى المعاني والاتجاهات بل انه في كل حقبة خطيرة من حقب التاريخ وكل مرحلة حاسمة من مراحل التطور يفصح عن واحد من المعاني اللامتناهية الكامنة فيه منذ البدء، وخلوده لايعني انه جامد لايطرأ عليه تغير اوتبدل ، وتمر من فوقه الحياة دون ان تلامسه، بل انه بالرغم من تغيره المستمر، ومن استهلاكه لكثير من الاثواب، وافنائه لعديد من القشور واللباب ، تبقى جذوره واحدة، وقدرتها على النماء والتوليد والابداع واحدة لاتنقص ولا تفنى، هو نسبي لزمان ومكان معينين، مطلق المعنى والفعل في حدود هذا الزمان وهذا المكان.

    فهل يدري اولئك الغيورون الذين يريدون ان يجعلوا من الاسلام جرابا يسع كل شيء، ومعملا ينتج شتى المركبات والادوية، انهم بدلاً من ان يبرهنوا على قوته ويحفظوا فكرته من كل تغير طارئ، يقضون بذلك على روحه وشخصيته ويفقدونه مميزاته الحية واستقلاله وتعيينه، وانهم من جهة اخرى يفسحون المجال لدعاة الظلم وارباب الحكم الجائر، كي يستمدوا من الاسلام اسلحة يطعنون بها مادة الاسلام نفسه، اي الامة العربية ؟

    اذن فالمعنى الذي يفصح عنه الاسلام في هذه الحقبة التاريخية الخطيرة، وفي هذه المرحلة الحاسمة بين مراحل التطور، هو ان توجه كل الجهود الى تقوية العرب وانهاضهم وان تحصر هذه الجهود في نطاق القومية العربية.

    العرب والغرب :

    منذ قرن ونصف قرن عاد اتصال الغرب بالعرب بواسطة حملة بونابرت على مصر، وقد رمز هذا الداهية الى ذلك الاتصال بأن علق لوحات كتبت فيها آيات القرآن الى جانب حقوت الانسان.
    ومنذ ذلك الحين ما برح العرب (أو الرؤساء الدخلاء على العروبة) يدفعون نهضتهم الحديثة في هذا الاتجاه الأشوه، فهم يجهدون انفسهم ويرهقون نصوص تاريخهم وقرآنهم ليظهروا ان مبادىء حضارتهم وعقيدتهم لاتختلف عن مبادىء الحضارة الغربية، وانهم كانوا اسبق من الغربيين الى اعلانها وتطبيقها. وهذا لايعني الا شيئاً واحداً:
    وهو انهم يقفون امام الغرب وقفة المتهم مقرين له بصحة قيمه وأفضليتها.
    إن الواقع الذي لا محيد عن الاعتراف به هو ان غزو الحضارة الغربية للعقل العربي في وقت جف فيه هذا العقل حتى أمسى قوالب فارغة، يسر لتلك الحضارة ان تملأ بمفاهيمها ومعانيها فراغ هذه القوالب.
    ولم تمض فترة من الزمن حتى انتبه العرب الى ان ما يخاصمون الاوروبيين عليه هو نفس ما يقول به هؤلاء، وانهم لايفرقون عن الاوروبيين الا بالكم، كما يفرق القليل عن الكثير، والمقصر عن السابق ، ولن يتأخر الوقت الذي يعترفون فيه بالغاية المنطقية لهذا الاتجاه، اي ان في الحضارة الاوروبية ما يغني عن حضارتهم.
    فحيلة الاستعمار الاوروبي لم تكن في انه قاد العقلية العربية الى الاعتراف بالمبادىء والمفاهيم الخالدة، اذ ان هذه العقلية معترفة بها وقائمة عليها منذ نشأتها.
    ولكن هي في اغتنامه فرصة جمود العقلية العربية وعجزها عن الابداع ليضطرها الى تبني المضمون الاوروبي الخاص لهذه المفاهيم. فنحن لسنا نخالف الاوروبيين في مبدأ الحرية، بل في ان الحرية تعني الذي يفهمونه منها. ان أوروبا اليوم، كما كانت في الماضي، تخاف على نفسها من الاسلام. ولكنها تعلم الان ان قوة الاسلام (التي كانت في الماضي معبرة عن قوة العرب) قد بعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية العربية.
    لذلك فهي توجه على هذه القوة الجديدة كل اسلحتها، بينما نراها تصادق الشكل العتيق للاسلام وتعاضده. فالاسلام الاممي الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة آخذ في التفرنج، ولسوف يجيء يوم يجد فيه القوميون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الاسلام ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصا اذا أرادوا ان يبقى للامة العربية سبب وجيه للبقاء.

    نـواصـل >>>
                  

العنوان الكاتب Date
ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:13 PM
  Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:38 PM
    Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 08:48 PM
      Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:12 PM
        Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:31 PM
          Re: ذكـرى الرسـول العـربـي ... ميشـيل عفلـق حسين يوسف احمد03-30-07, 09:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de