وأنت لا تزال تتقلب في فراشك ، يتناهى إليك صوت ( بوري ) ، تعرفه جيدا ، إنه صاحب اللبن ، إن لم تسمح صوت البوري فإنه يضرب الباب أو الجرس أو يرفع صوته بنهرة لحماره ( حاو ) .. هذا يحدث في أرقى أحياء العاصمة... إن أردت أن تنقل أي طلبات من المغلق إلى بيتك فالحمّارة هناك ، ينقلونها إلى باب دارك ... بعض الأحياء الطرفية ما تزال تعتمد الحمير وسيلة للمواصلات . وتسمعهم يفتحون المسجّل بالأغاني المختلفة وبأعلى صوت مستخدمين سماعات خاصة .. مصلّح السراير ، مشتري الخردة ، بائع الأيس كريم , موزعي الخبز ، وغيرهم ، كلهم يستخدمون الحمير في سوق الخضار ، اللحم ، الجملة ، وسط أم درمان ، وسط الخرطوم ، وسط الخرطوم بحري ، أينما ذهبت ، في العمق أو الأطراف ، للحمار سطوة ، وله مساهمة ، ووجود فعّال ... هذا الأمر دفعني للتفكير في إنشاء مزرعة لإنتاج الحمير ، فالطلب لا شك عليها عالي جدا ، والجيّد منها أسعاره مرتفعة ، وهي مطلوبة ، مطلوبة ، وسيظل السوق يحتاجها لزمن طويل ، وأعتقد أن مثل هذه المزرعة تعتبر ذات جدوى اقتصادية وعائد مادي ممتاز ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة