|
Re: ماذا يحدث فى جنوب السودان؟ هل هى صراعات قبلية فقط ام تمرد اخر خفى؟ (Re: أحمد أمين)
|
شهادة من قلب العنف القبلي في جنوب السودان 23/06/2009
الجيران ـ جنوب السودان ـ يتصبب وجه بيتر غاتويش عرقا وهو يرفع ضمادة تغطي جرحا في البطن ناتج عن رصاصة اصابته خلال اعمال العنف القبلية الاخيرة في جنوب السودان التي بات احتمال اتساعها وتحولها الى نزاع واسع النطاق، واردا.
وقال غاتويش الذي يبلغ من العمر 24 عاما وينتمي الى قبيلة جيكاني نوير "اصبت بالرصاص اثناء المعارك مع الجنود".
ويعالج بيتر غاتويس وقرابة 30 جريحا اخرين في مستشفى مدينة ناصر في ولاية اعالي النيل في جنوب شرق السودان قرب الحدود مع اثيوبيا حيث خلفت معارك في منتصف حزيران/يونيو الجاري 40 قتيلا على الاقل، وفق السلطات المحلية.
واندلعت الاشتباكات عندما اطلق مسلحون من قبيلة جيكاني نوير النار على مراكب كانت تنقل 700 طن من المساعدات الغذائية من الامم المتحدة مخصصة لقرية اكوبو الواقعة جنوبا باتجاه اراضي لو نوير.
وكانت قافلة المساعدات في حراسة جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبية سابقون). وقال بيتر غاتويش "كانوا ينقلون اسلحة الى لو (نوير) وكان علينا منعهم منذ ذلك".
وكانت معارك بين القبيلتين وقعت في ايار/مايو الماضي اسفرت عن سقوط 60 قتيلا على الاقل في قرية توركش.
وتذكر نياكم جوك الفتاة الصغيرة التي اصيب برصاصة في رجلها ان افرادا من قبيلة "لو حاصروا قريتنا (توركش) اثناء الليل قبل ان يطلقوا النار من جميع الجهات بينما كان البعض ينام في الهواء الطلق تحت شباك للوقاية من الناموس والبعض الاخر ينام داخل الاكواخ".
ونقل نحو خمسين مصابا بالرصاص الى المستشفى الصغير الموجود في مدينة ناصر والذي يديره الفرع الهولندي لمنظمة اطباء بلا حدود.
وقال الطبيب الجراح سيباستيان لورتز ان "ثلاثة فقط من المصابين كانوا رجالا بينما كان اصغر المصابين رضيعا اكمل بالكاد الشهر الثاني من عمره".
وتكثر النزاعات بين القبائل في جنوب السودان وهي منطقة شاسعة تفتقر الى اي تنمية اقتصادية وتحاول ان تتعافى بعد 22 عاما من الحرب الاهلية مع السلطات المركزية (1983-2005). غير ان الوضع بات ينذر بحرب اهلية جديدة داخل جنوب السودان بالنظر الى تزايد اعداد ضحايا العنف القبلي (قرابة الف قتيل) وطبيعة القتلى (معظمهم من النساء والاطفال) منذ مطلع العام.
وقال سالفا كير رئيس حكومة جنوب السودان في الاونة الاخيرة ان "ان بعض المعارك الاثنية معتادة في الجنوب ولكنها لم تكن في السابق بمثل هذه الضراوة كما لم تكن تستخدم فيها الاسلحة الحديثة". واضاف "ان النساء والاطفال باتوا يسقطون ضحايا فيعه فيما كانوا من قبل بمنأى تماما عن هذه المعارك القبلية".
واكدت دراسة اصدرها في ايار/مايو مركز "سمول ارمز سيرفاي" (مركز رصد الاسلحة الخفيفة) الذي يقع مقره في جنيف ان هناك "اعتقادا سائدا لدى المسؤولين الجنوبيين بان الشمال يسعى لنسف اتفاق السلام الشامل (الذي وقع عام 2005 وانهى الحرب الاهلية) ويرجحون احتمال نشوب حرب جديدة".
وحذرت الدراسة من ان المسؤولين الجنوبيين ربما يتجاهلون، من خلال تركيزهم على هذا السيناريو، ان الانقسامات في جنوب السودان تشكل "سببا لعدم الاستقرار بنفس الدرجة".
وتحاول السلطات المحلية في ناصر التقليل من اهمية اعمال العنف الاخيرة. وقال لواء الشرطة غارهوث غاركيوث "لقد انتهت المسألة وعاد الوضع طبيعيا".
ولكن التوتر يظل شديدا على بعد بضعة كيلومترات من مدينة ناصر.
وتعرب ربيكا شول وهي ربة اسرة شابة عن قلقها قائلة "لقد قتل اشقائي وتم حرق اكواخنا وليس لدينا سوى القليل من المؤن الغذائية، فمن سيحيمنا اذا اندلعت المعارك مرة اخرى". أ.ف.ب http://www.aljeeran.net/wesima_articles/reports-20090623-148073.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|