|
جبنة بت أحمد وحبوبتي فاطنة بت ميدوب... إلى سلمى الشيخ و منى خوجلي بمناسبة العيد...
|
{font size=4}
جبنة بت أحمد...
منتصف النهار, الصمت يلف المكان حتى لكأنك تسمع ضجيجه يأتيك من جميع أنحاء الباوقة, فأشجار النخيل ساهمة, والقماري مسترخية فوقها, والأغنام متفيئة ظلآلها تقصع جرتها من حين إلى آخر. بداء يشق هذا الصمت صوت فندك بت أحمد وقد بدأت في دق البن الذي ما زال بعض منه في القلاية فوق النار... بدأت بت أحمد جالسة فوق البنبر وقد تدلت محفضتها حتى لآمست الأرض, وأمامها المنقد, وعلى يمينها صفيحة ماء, وبجانبها الهبابة والشرغرغ على الأرض بجانب الصينية التي حوت الفناجين تتوسطهن القداية بألوانها الزآهية, وصحن ينضح بعجوة ود لقاي مع عروق جنزبيل. توقفت بت أحمد عن دق البن ليعود الصمت يلف المكان مرةً أخرى, وبدأت تحرك القلاية فوق النار, في هذه اللحظة طارت قمريّة مصفقة جناحيها في الهواء ثمّ أستقرت على صبيطة تمر قوقت لفترة من الزمن وصمتت. عاد الهدوء يعم المكان مرةً أخرى لتقطعه بت أحمد وقد بدات تحكي عن زمن جميل مضى وهي توزع لنا فناجين الجبنة. قطع حكي بت أحمد, صوت حمارة في الخارج, واتى صوت ود الأحمرمخترقاً الصمت: سلآم يا بت أحمد. كيف قيلتو؟. بت أحمد: مرحب حبابك ود الأحمر. أدخل أشرب لك فنجان جبنة. ود الأحمر: لا لا كتّر خيرك. سادر على الحواشات. ثم تواصل بت أحمد الحكي وقلي البن وقد بدات حبيبات العرق تسيل في مجاري شلوخها وهي تحكي وتبتسم بين الفينة والأُخرى, وتصب لنا الجبنة نحتسيها فيمازج طعمها حكاوي بت أحمد الجميلة لتصبح عابقة في مكنون ذاكرتنا دوماً تذكرنا بت أحمد بعد أن رحلت مع السمحين... الآ رحم الله خالتي عآشا كما يحلو لأهلنا نطق الإسم على هذا النحو, ورحم جميع من رحل من أهلنا الطيبين... مجرّد خاطرة... ود المدير...
|
|
|
|
|
|