|
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
..
(3)
الهوية، التي تضطرب فيها الاحزاب الصغيرة، "كلها"، تبدو في ناصر، كأنها حلت، أو في طريقها للزوال، كظلمة الفجر، دعه يمر، دعه يتلاشى، لشمش القديمة، للعقل القديم أسرار، ورتوش، ومكر، وإلا لم سكن النوبة، والمسيرية، والشايقية، والعبدلاب، والعسيلات، والنفيدية، في شارع واحد، صغير، بل ستة بيوت تتلاصق كعربات القطار، وهؤلاء، يفرشون برش واحد في رمضان، ويصلون خلف رجل واحد، هو بيخت الفضل، الراحل المقيم، والصوفي المخضرم، والرجل الفاهم، والسوداني الاصيل، والذي لا تمل وأنت تجالسه تحت شجرته، وامامكم الخور، الذي يحمل مياه امتداد ناصر، ويلقي بها في النيل الازرق، ويمر على بيت د. عبدالله الطيب، "أقصد الخور"، وزوجته السودانية الخواجية، وهي ترسم وجوه تمر بك كل يوم، ولا تحرك فيك ساكن، سوى أن تجدها في لوحاتها، ابطالها قدرة فول ورجل منحني، وطفل يمد صحنه، أو البستله ... نرجع لناصر شمال المرة دي، مربع واحد، والشارع الاول الصغير، الذي يمتد من محلات ابوعرب، وحتى الانحناءة الاول للشارع في مدرسة قرنفي الثانوية، (كانت ثانوي عالي، ثم صارت للجنوبين)، عاش قرنفلي "صرخة الطابور الصباحي، ياريت).. ... سنحكي عن بخيت الفضل لاحقا، وكتبه، ومسرات مجالسته..
أبوعرب ده ياربي فاتح علي استاد بري ؟؟
بس فاتح على استاد بري (الوهمي)، والذي علت كشافته الخشبية، ثم هوت (كأشياء أخرى هوت في هذا الظلام النفسي الدامس)، هناك في تلكم الكورنة الجميلة لناصر، الكرونة الشمالية الغربية، محل بنجر ابوعرب، بيت ناس حبيب وإبراهيم، طبعا برضو سيد كرم الله وبيت ناس بخيت الفضل وصالحة ومحمد خلف الله الشايقي، وعمك المرحوم محمود، من ناس القراصة، صاحب اللواري الكتار، الزد واي، حتى قوقل ايرز، ترى السيارات المعطلة، ليوم الناس هذا..
يتفح بيت أخي الأكبر على تلك الفسحة الشديدة الثراء، ففيها يتم كرنفال فطري يومي، يتجالس الجنوبيون بطولهم المحبب، وشكلهم الأحب، وهم عائدين من نادي بري، أو مدرسة قرنفلي، وتتحرك الفتيات من على البعد، (كم هو لين جسد الجنوبية، وكأنه مسقى بندى تلكم الغابات)، وأهمس في خاطري (هل اخترقتها كلمات غزل من الفتى الملاصق لها كشق التمرة)، أم داهمتمها انين المشردين، النائمون كالموتى داخل الخيران، للحق ايدي الجنوبيان رقية، وناعمة كالشعر، (يقال الانسان اول افريقي، سوداني)، العرفان يقول هكذا، ولكن (يجب فهم العالم وتغييره، أو يجب ليس فهم العالم بل تغير)، هل يفهم العالم؟ وكيف يكون التغيير (بالعقل الحادث)، خواطر اسئلة، وأنا اجوب الفسحات الكثيرة في امتداد ناصر، وخاصة فسحة مربع 3، والجامع، والزريبة.. نرجع للفسحة الام، تلكم التي تفصل بين ناصر، وبري "الدرايسة".. والمحس.. وكوريا كمان، فسحة طووووووويلة، من شارع عبيد ختم "اقوله بحسرة، ليته كان باسم عشة الفلاتية"، وحتى شارع الستين.
في تلكم الفسحة، لعبنا الكرة، وسجلنا أهداف رائعة على مرمى مكون من حجارة وملابسنا البسيطة الساذجة، لا يكدر صفونا سوى تسابقنا لمعرفة (نوع الطائرة الهابطة السعيدة)، والأخرى ا لمقلعة التعيسة (أرضي ووطني جنة)وفي المساء، تتخذ الفسحة التي تفصل بري المحس عن ناصر، شكل مخيف نسبيا، لنساء الحي، ورجاله كمان، وومتع، و(ستار)، لبعض أهل الحي والعابرووووون، والغاون، وأصحاب ال.. وال........
والآن تقلصت بيوت ناصر، لا بفعل الزمن (كعادته القديمة)، ولكن الجيران (أهل الصفاء)، تطاولوا حتى حرموا فتيات ناصر من النوم في الفسحة وتأمل سحر النجوم اليومي، وهكذا العلو، يجعل الإنسان (إله)، يتحكم في الأخرين، وتلصص على السقيان من عل، وهي تخرج من الملاءات....
كم تسكعت فيه سعيدا، وحزينا، أحيانا، بعد أن اودع صديقي عبدالحميد الشبلي، ونحن نحلم بسذاجة، بتغير العالم كله، هو بالموسيقى، وأنا بالحرف "تصور"، ونجلس على عمود كهرباء مكتوب عليه "احب انتصار"، بالفحم، ودم "أسود يسيل من القلب"، نتونس في الدين، والدنيا، والاطفال، والبروفات، ..
أودعه في الثانية عشر ليلا، كي امضي، تصور من جنوب ناصر لشمالها، وأمر بفرن، واشتري عيشة حارة، وأجلس في (ثكنة الانجليز، واسمع شخير باعة الفحم، والبرسيم، واراقب الحمير، وأحن عليها (هذه قرية كبيرة، وليست مدينة)...
وأحس بحنو، في ظلمة الليل، متشرد، بلا عمل، خريج فاشل، اسمع ندوب تنكيل هنا، وهناك، ومع هذا، احس بأمن، وبأن شعبي عظيم، عظيم، وصابر..
في تلكم الظلمة، قربي جامع ضخم ساكن، "لم لا يسكن فيه الشماشة"، إليس بيت الله؟ واراقب عمارة بيعدة، لصقها بيت طين، وربي؟ كل هذا في ناصر.. ومن بعيد تظهر بيوت نهاية الفسحة، أحس بحنين نحوها، نائمة، سوى انوار هادئة، أحس باناس غرقى في الطفولة الابدية، طفولة النوم...
ثم التهم الرغيفة الحارة، وانا احملها من يد ليد، حتى تبرد، ثم اشرب شاي من السبيل الساكن، وامر بالتجار وهم في نومى في عناقريب لصق الابواب الخضراء المغلقة، وأمر بأصحاب الحافلات، وهم في سبات غريق قربه دوابهم الحديدية، فأحس بالحياة، وبطفولة الانسان، وبسلطان النوم، والنوم الأبدي "الموت"..
....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-20-09, 11:18 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | محمد أبوالعزائم أبوالريش | 08-20-09, 12:45 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عماد الشبلي | 08-20-09, 01:21 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-21-09, 05:05 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | فتحي الصديق | 08-21-09, 05:16 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-23-09, 07:44 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | محمد أبوالعزائم أبوالريش | 08-23-09, 07:49 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-23-09, 08:13 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-23-09, 09:35 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-23-09, 09:51 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-23-09, 10:30 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | مامون أحمد إبراهيم | 08-23-09, 07:27 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عماد الشبلي | 08-23-09, 07:57 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | مامون أحمد إبراهيم | 08-23-09, 08:35 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-24-09, 06:54 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | محمَّد زين الشفيع أحمد | 08-24-09, 07:14 AM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-26-09, 08:07 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عماد الشبلي | 08-26-09, 09:40 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 08-27-09, 09:12 PM |
Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. | عبدالغني كرم الله | 09-13-09, 06:03 PM |
|
|
|