سلفاكير: الوطني والحركة تربطهما علاقة (الأسنان واللسان) ... جهود توحيد حركات دارفور أشبه بـ (حم

Quote: http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=353&id=24926 مـداد وحدة الأسنان واللسان كلما يرتفع صوت الوحدة يملأني شعور بأن مناخ الوطن في اعتدال.وهذه الأيام،يرتفع صوت الوحدة عالياً،بعزف جماعي، شمل قمة هرم الدولة إلى قاعدته العريضة.تنفرج أسارير الوحدة بحجم الوطن.وعندما يعتدل مناخ الوطن بالصوت العالي لغناء الوحدة،يجن جنون الانفصاليين العنصريين،ويصابون بالغيظ،والهم والغم وخيبة الأمل الشنيع. ما ترك هؤلاء «كعبا» لـ «أخيل الوحدة» إلا وأصابوه بسهامهم المسمومة، ومعاولهم المدمرة، ولكن بدا أن أخيل الوحدة أقوى وجذوره ضاربة من أن يهوى بسهامهم ومعاولهم. مناخ الوحدة،الذي يسود ضربة قوية لجهودهم المضنية «لفرزعة» الوطن،عبر تفكير انفصالي عنصري قصير البصر والبصيرة،وأفعال لا يعي فاعلها بخطورتها الحقيقية. الرئيس البشير يتحدث بلسان الوحدة،ويفوق الآخرين في ذلك،ومن الناحية الأخرى نرى إن النائب الأول سلفاكير يسبق الآخرين من حوله في طرح مسألة الوحدة،وبينه وبين الآخرين عجاجة بعيدة.قال النائب الأول في الدمازين قولاً فلسفياً رفيعاً لطبيعة العلاقة بين حزب المؤتمر الوطني «الشمال»،والحركة الشعبية «الجنوب».شبه النائب الأول العلاقة بين الشريكين بالعلاقة،التي تربط بين الأسنان واللسان.قدم تفصيلاً أبان بان الوطني هو الأسنان،والحركة اللسان، حين قال «الوطني كثيراً ما يعضنا،ولكن لن نطلع وسنعمل سوياً على التنفيذ الكامل لاتفاق السلام وجعل الوحدة أولوية». فعلاً،متهور ذاك الذي يحاول أن يضع الحواجز بين اللسان والأسنان. لن يتحقق له ذلك ،إلا عبر فكرة البتر،أي الفصل. خلع الأسنان يجعل من اللسان عضو بدون «كنترول»،بل كل الفم بلا كنترول. تحسبه يلوك شيئاً وهو في الحقيقة «فاضي». وفصل اللسان عن الأسنان، لا يشكل خطورة على الأسنان،وإنما في الشخص كله.يجعله على حافة الضياع تماماً. انه،أي النائب الأول،يتحدث عن علاقة الجسد الواحد،ليس بمفهوم ومعادلة «الوطني والحركة»،وإنما بمفهوم تداخل الأنسجة والأوعية والأوردة والشرايين والأعصاب والعروق...وتماهي لا بعد الحدود.بمفهوم ومعادلة الجسد الواحد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ليس بأقل من ذلك، بأي حال من الأحوال. وقال النائب الأول بالصوت العالي:«إن الوحدة هي الطريق الوحيد الذي يجنب البلاد المشاكل».وتنطوي الجملة على تحذير مبطن من مخاطر الانفصال،لو حدث لا قدر الله.تصور أن عقولنا انحسرت وتقزمت وانسرب إليها سوس الانفصال،وبلغنا مرحلة الانفصال،ووقع الانفصال،فهل تتصورأن ذات العقول المنحسرة المتقزمة،أن تبني وطناً،ما،موحد في الجنوب، أو وطناً، ما،موحد في الشمال. يصعب،من بعد وقوع الانفصال الأول، تصور الوحدة هناك أو هنا، كما يصعب تصور السلام هناك أو هنا،فيما بوسعك أن تتصور نزاعات وحروب وإنفصال دويلات بائسة متحاربة منسية لا قيمة لها في المنطقة،ولا ذكر لها في العالم،إلا في أجندات الموت والكوارث..وكل ما يصب في هذا النطاق المرعب. ومن علامات ارتفاع صوت الوحدة، شرائح بدأت تظهر في القناة الفضائية السودانية،تروج للوحدة.كلمات قوية للرئيس البشير«تنبه» وتحرض على الوحدة،وأخرى بذات القوة «تنبه» وتحرض على أن السودان خيره في أن يكون جسداً واحداً، وبث أقوال لآخرين تصب في ذات الاتجاه الوحدوي. وهذا وعي وإدراك جيد من التلفزيون بالقيمة النبيلة للوحدة، ولو جاءت متأخرة للغاية. تعزيز الوحدة القائمة شيء صعب لأنه بناء،يحتاج إلى جدارة وقوة تدبر.وخلق أجواء الانفصال شيء ساهل لأنه تدمير وتخريب،لا يحتاج إلا «الفؤوس»، وكل من هو قادر على التدمير والتخريب.