|
الوليـد مادبو و الهبـوط بالخطـاب الصحفـي الى الحضيـض
|
تسجيل عودة اعادة لما سطرته سابقا
Quote: كما قلت سابقا أن المتابع لتفاقم الأزمة السودانية الشاملة واستفحالها المفزع يجد لها أسبابا واضحة وجلية تغذيها0 ولعل أبرزها بعد الشمولية والدكتاتورية التي جلدت الشعب السوداني هو قبول المؤسسات الإعلامية لاسيما الصحفية و تشجيعها لكتابات سالبة وسيئة يطلق أصحابها على أنفسهم بهتانا و زورا صفة مفكرين لمجرد حملهم ألقابا أكاديمية لم تهذب حتى لغتهم في الكتابة ناهيك عن أفكارهم الخربة التي تعشش في رؤوسهم بسبب ضعف الوازع الأخلاقي فهم أشبه بعيس تحمل الماء على ظهورها وهي عطشى – فاقد الشي لا يعطيه -0 إن السماح لمثل هذه الكتابات السوقية لتجد طريقها للنشر من أي مؤسسة إعلامية هو دلالة على ضعف المسئولية الوطنية والأخلاقية لأصحاب هذه المؤسسات و أن هدفها اصطياد القراء بكل الوسائل الرخيصة رغم أن هؤلاء النفر نزلوا بالخطاب الصحفي من عليائه إلى حضيض التهم وسحيق ابتذال الشتائم والتراشق بالألقاب رغم ذلك إلا أن المؤسسات الصحيفة مازالت تحتضن أقلامهم الشريرة التي تهدم القيم والمثل التي تواطأت عليها الإنسانية منذ زمان سحيق وتضخ وتأجج الكراهية والفتنة بين أبناء الوطن الواحد بعزفها على وتر العنصرية البغيض 0 ولعل تصاعد وتيرة هذه الكتابات لا يحتاج لأدلة إثبات فكل من تابع الفترة التي أعقبت مؤتمر حزب الأمة الأخير، لا يجد كبير عناء في ملاحظة حجم السباب والشتم الذي سودت به صفحات الصحف فقد انحدرت كتابات بعض من مدعي الفكر بالخطاب الإعلامي وهدفه النبيل إلى أسفل سافلين 0 فشهدنا خطاب ولغة وقحة لم تألفهما الأذن السودانية0 إن مثل هذا التفا هات والترهات التي تجد طريقها للنشر تسئ أولا للصحافة الرصينة والمسئولة أخلاقيا ووطنيا لان نشر ثقافة الكراهية والعنصرية مغبتها وعواقبها وخيمة على إنسان السودان علاوة على أنها تهبط بالخطاب الصحفي إلى مستنقع الفوضى وانتشار نيران الفتنة في البلاد 0 إن تصويب السهام الصدئة المشبعة بالشتم والسب لرموز الوطن وأعلامه وعلمائه0 هو ردة في الخطاب الإعلامي المنوط به تشخيص العلل ومكامن الخلل من اجل إحقاق الإصلاح الذي يصب في مصلحة الوطن ووحدة أهله وتماسك نسيجه الاجتماعي المهتري بفعل السياسات الرعناء والخرقاء للشمولية والدكتاتورية التي ضربت بأطنابها ربوع الوطن الحبيب حينا من الدهر. فهل هذا الخطاب الذي يرجوه المواطن المغلوب على أمره من صحافة مسئولة ؟؟!! . ومن المدهش في هذه الكتابات أن أصحابها علاوة على أنهم لن يفيدوا الصحافة إلا أنهم يضغطون على جرح نازف منذ زمن أمثالهم و أسلافهم أمثال سلاطين الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل تشويه تاريخ ناصع البياض لرجال خضبوا ومهروا بدمائهم كرامة هذه الأرض السودانية و عزة أهلها ،- ومضوا إلى باحات الخلود صدورهم مكشوفة بجراحها متزينة - نعم هؤلاء الذين انعدمت عندهم المصداقية والأمانة العلمية والوازع الضميري والأخلاقي كان هدفهم من كتاباتهم تنفيذ إستراتيجية الهدم والتدمير لحقبة من التاريخ حقها أن تكتب بماء الذهب وتحفظ في سجل الخالدين , والتاريخ يعيد نفسه فذات الأجندة التدميرية الخبيثة والماكرة لتشويه وكسر عنق الحقائق و الظهور الإعلامي والحضور الصحافي وبأي ثمن بخس , إنها إستراتيجية شغلت الناس بالترهات وهي بلا شك تفسر حالة مرضية يكون فيها الشخص مسكون بحالة فصام في الشخصية يقف خلفه مركب (نقص) يتمثل في عدم اعتراف مجتمعه بشهاداته الأكاديمية فهو لفرط جهله بعقول الناس و عظمته الفارغة يعتقد أن الناس تقاس بثيابها وشهاداتها0 أصحاب هذه الحالات الحرجة يحاولون لبس كل حال ليتم الاعتراف بهم و هذا يفسر لماذا تجد شخصا يقول لك أنه مثقف أو أنه صاحب لقب وصاحب مقام أو( أمريكاني) – مع الاعتذار للشرفاء في أمريكا - يكلف لغة كتاباته بدون مناسبة وأحيانا (يدروش) نفسه لكي يقال أنه صاحب صلة بليلى العامرية وفي أحيان أخرى يمثل لك أنه مجدد ومفكر وحافظ للقرآن الكريم 0 هذا التقلب والتنقل من حال إلى حال يدفع بهؤلاء الأدعياء إلى (تجريب) التهجم على كيان الأنصار و حزب الأمة القومي وقادته الأحياء منهم و الأموات لعل التهجم يفتح بابا للشهرة والاعتراف العدم .
يتبع |
|
|
|
|
|
|