|
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
الأخ العزيز صلاح
شكري لكم أن أعدت لنا ذكري أجمل الشباب و أنبلهم .... العزيز زهاء الطاهر ما يزال يتردد في سمعي صوته القوي الجميل و هو ينشد خلف قضبان سجن الأبيض في السبعينيات : " الملايين أفاقت من كراها ما تراها ملأ الأفق صداها خرجت تبحث عن تاريخها بعد أن تاهت على الأرض و تاه" جمعتنا الأيام في دولة قطر و قضينا معا أجمل الأيام سعدنا فيها بقراءة كتاباته و معاناته و حبه لوطنة ، و كتبت عن ذلك في مقال في مجلة الغرة الإلكترونية ضمن حديثي عن مدينة الأبيض و قد كان زهاء بصدد الدعوة لكتابة تاريخ المدينة ، و هنا أرفق بعض ما جاء في تلك الكتابة. " كنا جلوس مع الصديق القاص المبدع والأديب الفنان عاشق الأبيض (زهاء الطاهر) و الذي رحل عنا و انتاشته يد المنون في ريعان العطاء و الإبداع.. علية الرحمة، جال بالخاطر الكتابة عن الأبيض و لأنه مسكون بحبها فقد رأي أننا لن نوفي (عروس الرمال) حقها ما لم نشرك بقية المحبين فكانت الفكرة أن نراسل الأحباب ليكتتبوا و يكتبوا خواطر حبهم للأبيض . . و بهذه المناسبة اسمحوا لي أن أحي ذكراه بنقل مقتطفات ( بتصرف) من رسالة دعوته للإخوان لكتابة خواطرهم عن الأبيض. " لكتابة تاريخ شخصي لمدينة الأبيض من خلال شخصياتها ، كل حسب رؤيته... و من ثم جمع كل ذلك الجهد و تقديمه بقراءة مسهبة عن المدينة ، متأنية و دقيقة بعض الشيء. يا لتلك المدينة ،في ذلك الزمن الخصيب ... و ذلك النوع من الأمطار .. و الرمل المذهب. أناسها الأفاضل، غنائها و مغنيها ... مطربيها الذين لم ينقصوا و لو وترا وآحدا في لوحة الغناء السوداني، و لم يقصروا عن قرنائهم في باقي مدن البلاد. معاتيهها و صرعاتهم، مكتباتها،مدارسها، شيوخها و (فقراها)... أب صفية ، و أب شره، ابشر أبشرية، و صايم ديمه و زريبة الشيخ و فكي سحسوح ( تلك الأسطورة المضفورة الصغيرة العذبة الجميلة) و غيرهم.السكة الحديد و محطتها ( الإنجليزية الصنع) و بيوتاتها و سوق نسوانها، و دخوليتها – محصولها و مواشيها- و تب اللبن و فولة الحلبة ،و التومات و التبلدية حتي أرفع صدرك ، فلاته (تمبكتو الباهظة) و السودنة (رمز استقلالهم) و طيبة (العجوز) فلسطين( الجريحة) وود الياس ( و كان القوم يتعاطون الخندريس الوطني ب (الفناجين) و أيضا هناك زندية، و كم غنت الكردفانية " لو ما الزمان تركية بشيلو بالزندية / هذه التركية الركيكة التي امتزجت حتي بمخ العظم ، و سكنت فيه فما نفع معها بخور أم التيمان و لا أي طلح في هذه الدنيا . و العياذ بالله من تركيات لاحقات.. تعلم أنه من غير اليسير أن تتم الاحاطة كلية بمدينة كمدينة الرمل هذه ... بفلتاتها ، دخائلها ، انعتاقاتها، بطيشها الموحي و تقواها العصية .. مستحيلة هي كوردة برية على سفح ( كرباج) سهلة و عويصة هي هكذا قريبة و نائية . رملية كلها حين تعاينها ، ضخرية حتى حدود قرونها الأولي حين تتمعن فيها: سوقها المنبسط، السهل، المنشرح المنطرح كصفحة السماء ، سماء من صاج ... و زنك خضارها الذي يأخذ كل ألوان المواسم .. لوني التصحر و الدرت. و كانت على تخومها (أنادٍ) فبفلاته (انداية) و بالميرم و الرديف.. و الحملة و بينهم ما لا يحصي و في أزمان الحصاد يقصدها أهل القرى المتحلقون حولها يبيعون صمغهم العربي العجمي، و سمسمهم العنيد و فولهم الأبله و كل أنواع الذرة المشاغب، و الكركدي و غيره من محاصيلهم الغنية ، و يتخندقون في أطرافها حتى إذا ما عصرت يتناوشون بأبيات حاقدات من الدوبيت المر و هم يحتسون ...... و يشون شياتهم ، يبرمون شواربهم ، و يتحسسون سكاكينهم على أذرعهم .. و فجأة تقوم قيامتهم و قيامة كل الذين قربهم أو حولهم. أولاد جادين و الأهلي – الردافة و الموردة – فلاته و كرباج – أولاد القبة و الرفاق- المعاصر و ود الياس و الحصاد - أولاد شيكاغو و الربع الأول و الثاني و الترسانة – هلال مريخ محتكر لأولاد المصارين البيضة .... كرياكو و الأبقار ، و محمد المجنون- أخضر أحمر أبيض ..تأزم أمره . تأزم أمره كله ،و جن جنونه فتراه يجوب شوارعها يلعن كل شيء ، محصنا نفسه بكل حجارة الدنيا... و سكوته ، مضت تبعتها زغرودتها حتى بوابة السماء الأولي .. و رجعت ، صارت زغرودتها تدور في الأحياء ليل نهار .. و لم تكن الطريق ممهدة و لو بأقل قدر من أب قبه و حتى أبو زكريا ، و كان على سائقي اللواري أن يكونوا على درجة عالية من المهارة و الكياسة و الفتوة خاصة حين يخرجون بلواريهم من النهود و يواجههم طريق الفاشر بكل عناده .. و مجابهة اربعتاشر قوز و ما يماثله من القيزان .. القهاوي كانت منتشرة بدئا من العيارة حتى الجنينة بلد . و البنيات كن يغنين للسائقين و للعربات و لأب قبه و أبو زكريا و كل المدن الواقعة على الخط بينهما و حتى آخر الدنيا .. سينما كردفان و عروس الرمال ، السنما المتجولة، عرضوا أفلاما جميله، أجمل أفلام ذلك الزمن ، و كان الذهاب إلي السينما يأخذ طقوسا و معان زاهية. خاصة أيام الخميس يأتي طلبة طقت و نلتقي بلوكس أو بوادي النيل و بالحلواني الميت و أحيانا بالمنتزه ( جروبي كان يعج بالرتابة ، مكتبة البلدية – بها الحاج أرباب و مرضي- تضج بالهدوء و في بعض أمسيات الخميس كانت الفرقة العسكرية تعزف بالمنتزه قرب عروس الرمال بعض المعزوفات العسكريات اللطيفات ، و بعض ألحان ذلك الزمن الشائعة: الليلة ما جا / بلالي ما جا " الله من كوريا / يا شباب كوريا" و جاء زمن (الشكلوته) مطلع الستينات . "رحم الله زهاء الطاهر ..
و مرة أخري لكم الشكر على هذا العرفان الجميل.
حامد موسي مراهد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-11-09, 12:53 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | Osama Mohammed | 07-11-09, 01:45 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | حافظ حسن ابراهيم | 07-11-09, 02:13 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | hamid murahid | 07-11-09, 03:30 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | سلمى الشيخ سلامة | 07-12-09, 00:47 AM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | صلاح شعيب | 07-12-09, 03:37 AM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-22-09, 12:43 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-24-09, 08:46 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-13-09, 11:41 AM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-13-09, 11:30 AM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | ياسر بيناوي | 07-16-09, 08:03 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | عزام حسن فرح | 07-16-09, 08:09 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | ضياء الدين ميرغني | 07-16-09, 08:28 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | عوض محمد احمد | 07-16-09, 08:55 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | Masoud | 07-16-09, 09:20 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | نهال كرار | 07-16-09, 10:03 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | عبدالغني كرم الله | 07-16-09, 10:36 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | عبدالغني كرم الله | 07-16-09, 11:07 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-24-09, 08:55 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | ناذر محمد الخليفة | 07-24-09, 10:07 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-28-09, 12:09 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | نهال كرار | 07-31-09, 03:46 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | كمال علي الزين | 07-31-09, 04:10 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | عزام حسن فرح | 07-31-09, 05:32 PM |
Re: الجمال الحالم فى روح الامير النائم ....( زهاء الطاهر ) | salah awad allah | 07-31-09, 09:47 PM |
|
|
|