عبد العزيز العميرى ..... عشرون عاما من الحضور

Quote: هنالك من يذهبون من هذه الدنيا بهدوء و يبقون متوهجين في الدواخل والاعماق بما تركوه من عمل . وهنالك من يطويهم النسيان سريعا . و لكنهم يبقون في الذاكرة متوهجين . ‭‬و آخريين رحلوا باجسادهم و هم يملاؤن مساحات القلب و الوجدان . ‭الفنان الراحل عبد العزيز العميري و احدا من هؤلاء المبدعين الخالدين الرائعيين الذين اكتب واتحدث عنهم اليوم بمناسبة الذكري التاسعة عشر لرحيله الاليم و التي تمر علينا هذه الايام و تظللنا بكل الالم و الحزن . ‭ لقد كان الراحل المقيم كوكتيلا من الابداع الشفيف و كوكبا من الجمال شع في عالم الفنون ونثر عطائه في تجرد تام للهواية و المتعه النفسية . ‭ منذ ان تخرج العميري من معهد التدريب المهني بعد ان حط رحاله في العاصمة قادما من المدينة الساحرة عروس الرمال الابيض و مع بداية حياته العملية في مصنع النسيج ببحري كتب هذا المبدع خط سيره و ذلك عندما التحق بمعهد الموسيقي و المسرح . ‭ هنالك تفتحت مواهبه اليانعة و صقلت تجربته وهي مازالت في الدواخل بالعلم الاكاديمي لتكون تجربته مسلحة بالمعرفة .. ‭انطلق مشواره الابداعي من التلفزيون السوداني مخرجا رائعا له افكار خلابة فقدم برامج مازالت عالقة في الاذهان . ‭و في المسرح و الدراما له اسلوبه . ‭و في عالم الفن و الطرب مغنيا بصوته الشجي الطروب . ‭و في عالم الادب شاعرا شفيفا يملك سحر القوافي . ‭وهكذا عاش العميري تجربته الغضة ليخطفه الموت سريعا و قبل ان تكتمل تجربته الابداعية وهو في ريعان شبابه . ‭ فكتبت عنه الناقدة المبدعة في مجال الفن و المسرح سلمي الشيخ سلامة و اوفته حقه . ‭وغني لرحيله المبدع الفنان سيف الجامعة اغنية يا نديدي بالدموع الساخنة . ‭وتحدث عنه الفنان الكبير محمد ميرغني واوفاه حقه . ‭ونعاه المخرج المبدع شكر الله خلف الله بمشاعر اخوية نبيلة . ‭لذا فانني اجد فيما اكتبه اليوم في ذكري رحيله انما هو قطرة في محيط البحر المتلاطم لكلمات الوفاء في حق هذا الانسان الذي جمل دواخلنا بالابداع المتميز و الفن الصادق النبيل . ‭‬ بضع كلمات في محطة الذكري التاسعة عشرة لرحيله اقول فيها بان العطاء الصادق في دنيا الابداع يظل باقيا في الاعماق مهما طال الزمن و تواترت عليه الايام . ‭‬ يرفض القلم و ينضب مداده ليوفيه حقه . لذا اكتفي بالقول : العميري سيظل عبقرية خالدة في وجداننا . ‭ نسال له الرحمة و المغفرة . ‭ ومن واجب الوفاء علينا ان نحتفي بذكراه .