الحلقة (2) في ندوة عن حرية الصحافة والتحول الديمقراطي دود : صحافتنا لم تسقط حكومة ولم تقل وزيرا كما نرى في الغرب المهدي : الرأي الحر مقموع ونواجه ازمة في ممارسة الحريات عثمان حماد : مشلكة السودان في ابنائه علي القاضي :الفصل بين السلطات ضمانة اساسية لمارسة الحرية د/صديق محمد مصطفى :الحوار قيمة حضارية سانتوس اوريم : المؤتمر الوطني ليس صادقا في تنفيذ الدستور واتفاقية السلام الخليفة : السودان بات يواجه خطرا يهدد مستقبله وعلينا الارتفاع الى مستوى المسئولية
مبادئ اساسية
استهل الحديث مدير الندوة المهندس دود ملوال تونقل بالترحيب بالمشاركين والحديث عن اهمية حرية الصحافة في المجتمعات الديمقراطية مشيرا الى الدور الحيوي للسلطة الرابعة لان الحومات في العالم تقرا كل ما يكتب ، والصحافة الحرة تغيير سياسات الحكومات بل تسقطها ما عدا الصحافة السودانية فانها طوال تاريخها لم تسقط حكومة او تقيل وزيرا واعتبر تونقل فرض الرقابة على الصحافة او السيطرة عليها بمثابة كتم صوت المواطن واهدار حقه في التعبير ، فالصحافة لسان حال المواطن ويجب عدم قطعه .
وتحدث المستشار القانوني ابوبكر القاضي قائلا : حرية التعبير والضمير والتعايش السلمي وتقبل الرأي والرأي الاخر مبادئ لا غنى عنها في اي مجتمع مدني متحضر ، والصحافة الحرة مطلبنا الان في السودان ولكنها باتت تواجه منها الرقابة القبلية والتي الغيت ، وهذه ليست منحة فينبغي تحريم الرقابة بنص دستوري لانها تتعارض مع حرية الصحافة وما ندعو اليه هو تحول ديمقراطي سلمي وحقيقي يشيع الحريات الاساسية بموجب دستور ديمقرطي حر . واستعرض القاضي تاريخ اوروبا وما ساده من حروب والتطور الذي تحقق خاصة في مجال احترام حقوق الانسان والحريات وبناء مؤسسات الحكم حيث الفصل بين السطات ورسوخ الديمقراطية وحرية الصحافة والتوجه نحو الوحدة في كافة المجالات وهذه التجربة يمكن الاستفادة منها لانها وضعت ارثا انسانيا يستفاد منه وتسوده قيم التسامح وسيادة حكم القانون . وقال القاضي ان المنتدى الثقافي اكمل عامين منذ انطلاقته في مجلس سانتوس اوريم واكتسب اهميته من نهج الحوار ومناقشة قضايا السودان وترسيخ قيم التسامح .
نقد ذاتي
ومن جانبه قال عثمان حماد : مشلكة السودان في ابنائه ، فنحن لانتهم بمستقبلنا في الوقت الذي يتقدم فيه العالم من حولنا ، فحرية الصحافة مرتبطة بالنظام الحاكم الذي لايريد الناس ان تتكلم او تتصدى للمشاكل الكبيرة مثل اتفاقية السلام والحرب في دارفور او الشرق ، وكلما كان النظام (مرتاحا) ولا تواجهه اي ضغوط كلما فتح
(نفاجا) للحريات والعكس صحيح ، حيث يعتبر الصحافة عدوه اللدود، وهناك قضايا مصيرية ينبغي على الصحافة – كسلطة رابعة – ان تعالجها ولكن في غياب الحريات لايمكن الوصول الى حلول .
المهنة الاولى
اما النعيم عبد الرحيم المهدي ، مهندس زراعي ، فيقول : الحديث عن الصحافة في بعدها المهني يحتاج للتخصص ، وهي المهنة الاولى في تكوين الرأي العام وتوجيهه ، ولكن على مستوى الممارسة علينا ان ننظر الى طبيعة نظام الانقاذ التي كرست الصحافة وكل وسائل الاتصال لخدمة رؤيتها الاحادية ، اما الحديث عن الفكر وحريته فهذا يحتاج لشرح فمثلا اغتيال الصحافي محمد طه محمد احمد ليس لكونه صحافيا وانما هو سياسي له فكره ولانه تناول موضعا بفكر مختلف عن فكر السلطة او اخرين ومكمن الخطورة في بروز فكر اقصائي وتكفيري والحادثة في نهاياتها حصاد لغرس يعكس غلو الفكر والتعرض للاخر المختلف . وعلينا ان نكرس الفكر وحرية الصحافة لمعالجة قضايانا لتجاوز ازمة ممارسة السلطة وتطبيق الدستور فالواقع ان السلطة حادت عن جادة الطريق الصحيح للحريات وعلينا الاجابة عن السؤال : ما هو دور الصحافة ؟ فلدينا دستور ينص على حرية الصحافة والحريات الاساسية ولكن كل ذلك مصادرا وأن اردنا الحديث فاننا نحتاج لرأي حر لكنه الان مقموع .
واكد علي القاضي – موظف – ان الفصل بين السلطات ضمانة اساسية للمارسة الحرية وكفالة الحقوق والالتزام بالواجبات ، ولكن نشهد الان في السودان تغييبا لكل المؤسسات وتكريس للرأي الواحد واحتكار السلطة لمجموعة حزبية صغيرة فضلا عن غياب المؤسسية والخدمة المدنية الفاعلة وقبل كل ذلك لاتوجد حرية صحافية ومل نطالب به الان اشاعة الحريات لانها المفتاح للتقدم والحقوق .
رأي اخر
ويؤكد د/صديق محمد مصطفى ، ان الحوار قيمة حضارية واستمراره بين كل الطيف السياسي ضرورى ، وحرية الصحافة جزء لايتجزا من الحريات الاساسية ، والوضع الراهن في السودان نتاج افرازات ومشاكل مو######## منذ الاستقلال ولا يستطيع احد انكار كل ذلك ، ومن الضرورة بمكان اطلاق حوار جاد في ظل بوادر الانفراج في الحريات ، لان حقوق الانسان اصبحت من قضايا الرأي العام التي تهم الناس ، وعلينا ان نمارس النقد الذاتي ، وعلينا كنخب وصفوة متعلمة ان نفير تفكيرنا وسلوكنا ومناهجنا فالحرية لاتعني الفوضى ، فالصحافة السودانية مرسة قائمة بذاتها وتجاوزت القرن من عمرها وعليها يقع عبء ترقية الوعي والتوجيه والارشاد . ويسير المستشار هجو حسن الاقرع في ذات الاتجاه موضحا ان الصحافة اداة للتواصل وتوجيه الرأي العام ، ومن الخطا تحميل الانقاذ كل المشاكل المو########، وقد تكون هناك اخطأ ، ويجب ملاحظة ان الصحافة السودانية هي ملكية خاصة تعمل على اسس تجارية ، وليس لدينا مؤسسات صحافية بمستوى عالمي ، فالمعركة الان لكسب الرأي العام العالمي ، لانه مؤثر جدا وما عادت القضايا داخلية بل تدولت في عصر العولمة ، ونحتاجه صحافة بمستوى عالمي فضلا عن مخاطبى الرأي العام العالمي بلغته ، واشار الى ان الحرية ليست مطلقة فحتى في الديمقراطيات الغربية توجد قيود على الصحافة في اوقات الطوارئ او الحروب والسودان ليس استثناء ولست مع الرقابة المطلقة ولكن ينبغي ترقية المسئولية لدى الصحافي والمجتمع . واقترح الاقرع انشاء موقع على الانترنت لابراز وجه السودان الحضاري وتمارس فيه الحرية دون مهاترات .
تجربة صحافي
وروى الصحافي بابكر عثمان تجربة اعتقاله في بداية التسعينات ضيقالسلطة في السودان بالحرية الصحافية واكد ان حرية الصحافة مبدا اساسي ، وحق الحصول علة المعلومات وتداولها من حقوق الانسان التي تنص عليها المواثيق العالمية ، وفى عهد الصحابى رضوان الله عليهم قال سيدنا عمر بن الخطاب ( اخطأ عمر واصابت امرأة) وهذا دليل على الحرية العظيمة وتعكس قوة المجتمع ورأيه في مواجهة السلطة والتي تحترمه وتستجيب لرأيه الصحيح ، والعكس صحيح فكلما ضعف المجتمع ضعفت الحريات وتسلطت السلطة . وعبر عثمات عن تشاؤمه حول مستقبل الحريات والصحافة السودانية حيث يواجه نظام الانقاذ ازمات حقيقية لايمكن حلها إلا باشاعة الحريات .
مداخلة قانونية
وقدم المستشار القانوني عبد الرحمن مداخلة تناول فيها بالنقد ممارسة الانقاذ في كل المجالات من انقلاب 30 يونيو 1989 ودعا الى تشكيل رأي عام شامل ومناهض للمارسات الحالية لاجبار الحكومة على التحول الديمقراطي ، معتبرا ان السودان في مفترق طرق ، يكون او لايكون ، وطالب بازالة كافة القوانيين المقيدة للحريات الى مزبلة التاريخ والاحتكام الى انتخابات حرة ونزيهة ، لان الخروقات لازالت موجودة وتجلياتها في قمع الصحافى والتظاهرات وفرض الرقابة عليها وتفريغ الدستور من محتواه والفساد لازال موجودا ولابد من تصحيح مسارات السلطة وممارستها وانتزاع الحريات وبناء الموسسات القومية المحايدة دون تسيس ، وقد بركات نقدا للجبهة الاسلامية القومية لان السياسات التي تمارس حاليا هي انعكاس لمرتكزات فكر الجبهة والت انتجت الازمة التي يعيشها السودان في كافة المجالات فهي وقعت اتفاقية للسلام وتفرغها من مضمونها فسبق ان قطعت الطريق امام اتفاقية السلام السودانية 1988 وتفرض الاسلمة والتعريب على الجنوب وتعمل على فصله كما كرست العودة الى القبلية ةالانكفاء عليها مما ازم مشاكلنا وما مثلث عبد الرحيم حمدي إلا نتاجا لتلك السياسات .
رسالة الصحافة
واستعرض سانتوس اوريم تطور السودان السياسي وخاصة منذ الاستعمار البريطاني وتداعيات الحرب جنوب السودان ودارفور والارواح التى راحت ضحيتها والتوصل الى اتفاق سلام معتبرا ان كل ذلك كان مخزيا ويجب تصحيحه بالتعايش السلمي واشاعة الحريات والمواطنة واحترام حقوق الانسان وتعزيز حرية الصحافة . وتطرق للسلطات ودورها ( التشريعية- القضائية – التنفيذية – الصحافة) وضرورة الفصل بينها واعتبر الصحافة سلطة رابعة وهي ضمير وصوت المجتمع وان ممارسة النقد الذاتي ضروري ، واشار الى الى الخلل في سياسة الحكومة فهي تعبر عن سياسة المؤتمر الوطني وهي حسب اتفاقية السلام حكومة وحدة وطنية وهناك دستور انتقالي ولكن على مستوى الممارسة هناك خرق للدستور والمؤتمر الوطني ليس صادقا في تنفيذ الدستور واتفاقية السلام وقد حان الوقت لبناء الوحة الوطنية على اسس جديدة ومنها المواطنة واحترام الخصوصيات والتنوع الثقافي والعرقي والديني واحترام الحريات الاساسية وحقوق الانسان وعدم احتكار وسائل الاعلام او فرض الرقابة عليها ورسالتنا اننا نريد السلام والحريات ونرفض اهدار الدماء .
اراء اخرى
وقال الاستاذ فيصل كمبال ، انه يؤيد مداخلات المشاركين حول ضرورة كفالة الحريات وفي مقدمتها حرية الصحافة ، وينبغي ان يعمل الجميع من اجل نهضة السودان لا التكالب على المغانم اوالسلطة والعمل من اجل مصلحة الشعب وتقدمه ورفاهيته . ومن جانبه تحدث الخليفة احمد محجوب عن ضرورة التحول الديمقراطي الذي يشيع الحريات وان السودان بات يواجه خطرا يهدد مستقبله ووحدته وعلى الجميع الارتفاع الى مستوى المسئولية التاريخية ، وجدد تمسكه بحق الشعب في ممارسة حرياته الاساسية وفي مقدمتها حرية الصحافة التي اعتبرها ضرورة لازمة لتقدم الشعوب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Faisal Al Zubeir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست