الدوحة : المجموعة السودانية تحتفل بابريل في ليلة الاغنية الوطنية (صور)

Quote: صديقي مارس!! حين خرجت في الليل، كان "مارس" يضئ قلبي، وشجرة الجميز أدخلت فروعها وجذورها في نبضه، يتسع للجميع، للصليب، والهلال والكأس، والطلاقة، لا حواف له، ولا قرار، حتى الحكاية التي ترويها حبوبتي لإخواتي الصغار، والتي يسمعها قبر أبي، كانت عنه، عن مارس، فتى الغد، وقمر الامس.. لم يكن واضحا، كما يجب، مسح الغبار عن نبع داخلي، اسندت ظهري عليه، ووعدني بحفظ النشيد، وترديده للأفاق البعيدة، والتي لا يطالها الخيال، وبأن الوطن لن يتعثر وهو في طريقه للحلوى، للغناء... لنفسه!! تعثرت في وصفه، أمي، وابي، وحبيتي، كانوا يلحون له فيه.. إنه شهر صبور، لم ينتهي من نحت وطني، نتواءت، وجروح يزيلها ببط، ومحبة، لا تأخذه سنة، ولا تقاعس، ولا إهمال، يرفع بيديه كل من وقع في بئر النسيان، والحقد والضغينة، أكمل نحت النيل، ونحت الاماتونج، ونحت صحراء العتمور، وخضرة كسلا، ينحت ببط، وصدق، وتأمل، ياله من فنان عظيم!!. خفت عليه، بل خاف علي، نقطة من ضوء، تطرد جبل من ظلمة، ونبض عاشق، كطبل، يعيد لك شباب سوبا القديم، حين كان الكاهن، والسكير، والقوت تجري بفطرة سوية، كالنيل الازرق... لم يكن في مارس سوء، بل ترقص الفتيات، ويأكل الناس، وتمور العقول كما تريد، بلا قيد، على الإطلاق، سوى المحبة، والمواهب الطازجة، ونشوى وجودي، كسوداني، كحر، كإنسان... ترك مارس حبل الروح كما هو، صديقي مارس، حين مضى، رجع للسيف الكاذب سطوة، قطع السيف اعناق الكثير من الاغاني، ومن طاقات العقول الحرة، الكريم، المشرئبة.. بنى مارس ذاته، من شهيق قديم، تنفس عند اديم بلدي الأقدم، نظر مارس للكرة الارضية، وهي تدور حول نفسها والشمس، شدته القارة الافريقية، وسحره خط الاستواء، فرمى وطن كطفل في رحم تلك الارض السوداء، ثم نفخ فيه عزة وتواضع واباء، وقال بأن الذهب الحقيقي، هي قلوب اهلي، وبأن الجنة هي عقولهم، الضوء لا يدفن، لا قبر للضوء، يظل حيا في ذاته، مارس حي، عنيد، بهي، كريم، وذكي، سيعود، كما تعود الشمس، بعد عتمة الليل..

(عدل بواسطة محمد الطيب حسن on 04-25-2007, 09:36 AM)