محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد العزيز خيري شلال(DKEEN)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2009, 12:17 PM

مأمون التلب
<aمأمون التلب
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) (Re: walid taha)

    مختارات من كتاب
    (أخوات ميم
    النهلة تُوصد أزرقها)
    محمد الصادق الحاج


    شعر بالإيقاع القديم داخل النهلة:

    تَسَلَّلَ وَقْتٌ يُبَلِّلُهُ صُبْحُهُ المسْتَطِيلُ يُبَلِّلُ مَاءً عَجُولاً بِسُهْبِ قَفَاهُ تَسَلَّلَ مُحْتَطِبَاً غَابَةَ الرَّيحِ مِعْوَلُهُ صَرْخَةٌ. وكَمَنْ يَتَحَدَّرُ مِنْ تَلِّ صَوْتٍ مُرَاقٍ عَلَى الغَيْمِ مَدَّ يَدَاً لا يَرَاهَا الغُبَارُ وألْصَقَ فِي فَخْذِ أَيَّامِهِ صَهْوَةً واْرْتَقَى سُلَّمَاً مِنْ هَوَاءٍ شَغُوفٍ بِوَصْفِ المَمَرَّاتِ والقُطْرُبِ اللايَمُوتُ لِيَتْرُكَ «بَيْضَتَهُ المسْتَحِيلَ» لَدَى نَخْلَةٍ سَرَدَتْهَا المَسَافَاتُ أمْسِ عَلَى مِسْمَعِ الغَيْبِ فَمَا كَانَ يُصْغِي سِوَى بِالنُّعَاسِ البَلِيلِ كَعَادَتِهِ لِلْغَدِ المُتَشَرْنِقِ مِنْ صُورَةٍ كَانَهَا بَاكِيَاً وسَيَقْضِي كَرِيمَ كَوِابِيسِهِ بَيْنَهَا وبِحَقِّ الجُّنُونِ العَقُوقِ سَيَقْطِفُ وَقْتٌ يُبَلِّلُهُ صُبْحُهُ نَخْلَةً مِنْ حُقُولِ النَّهَارِ الرَّكِيمَةُ أَلْوَاحُهُ سَاتِرَاً لِلْمَدَى لِيَلُوطَ بِبَابِ العَمَاءِ المُعَدِّ لِخِدْمَةِ إشْرَاقِ ألْسِنَةِ المَارِقِينَ عَلَى شَوْكِ قَلْبِ أبِيهِ العَفِيفِ. تَسَلَّلَ. كَانَتِ الأُخْتُ «أَغْنَامُ» حُبْلَى تَجُولُ بِدَغْلِ السَّدِيمِ وتَرْعَى خَوَاطِرَ عُشْبِ الفَرَاغِ الغُلامِ فَمَالَ بِخَطْمَتِهِ الوَقْتُ مَالَ لِيَرْضَعَ ضَرْعَ المَسَافَةِ دَرَّتْ لَهُ مَحْلَبَاً وطُسُوتَ مِنِ اللِّينِ عَبَّ فَلَطَّخَ يَاقَتَهُ بِالبَيَاضِ الْخَرُوفِ وغُرْبَتَهُ بَالعُضَالِ وقَامَ لِيَخْطُوَ أيْضَاً عَلَى جَادَّةِ الرَّيحِ أيْضَاً عَلَى دَرْبِ مَا يَعْتَرِيْهِ مِن الرَّغْبَةِ الرَّسَمَتْهَا «صُرَاخَاتُهُ الفَأسُ». إلَى غَابَةٍ فِي السُّؤَالِ السَّنِينِ كَشَفْرَةِ وَيْلٍ سَيَمْضِي ويَبْسِطُ خُصْيَتَهُ لِلجَّلاَلِ المُسَدَّدِ نَحْوَ الغَرَابَةِ سِجَّادَةً لِيُؤَدِّيَ وِتْرَ الوِلاَدَاتِ فِي المِشْظَإِ الهَامِشِيِّ وِلاَدَاتِنَا كُلِّنَا ووِلاَدَاتِ هَذَا الْهُذَاءِ الَّذي تَخْتَرِطْهُ الكَوَارِثُ مَكْتُوبَةً مِنْ جَبِينِ السُّؤَالِ كَإِيْمَاءَةِ الطَّيَرَانِ العَدِيدِ سَيَرْتَجِلُ الوَقْتُ أحْلاَمَنَا عَابِثَاً فِي بَسَاتِينِهِ. والخُلُودُ وَحِيدَاً عَلَى حَائِكٍ صَدِئٍ فِي السُّكُونِ الوَصِيدِ بِزَعْنَفَةِ الصُّبْحِ يَشْتَغِلُ الصَّمْتَ يَرْفُو بَهَاءَ الَّذِي فَضَّهُ اللاَّيُسَمَّى بِحَيْوَانِهِ. وحَيْوَانُهُ جَالِسٌ فِي سُهُوبِ الصَّدَى يَرْتَدِي قَهْوَةً ودُخَانُ الرُّؤَى والأمَاثِيلِ مَا كَفَّ عَنْ سَرْدِ اَكْوَانِهِ يَحْتَسِيْهِ الهَوَاءُ المُرَجَّلُ هَوْنَاً بِمُشْطِ الغُبَارِ الضَّرِيرِ مَعَاجِمُهُ دَفْتَرُ الأُفُقِ السَّطَّرَتْهُ المَنَاجِلُ. قَفْوُ المَنَاجِلِ تِلْكَ الخُطَى ذَاتِهَا والَّتِي كَمْ قَفَتْهَا الفُؤُوسُ يَرُصُّ مَنَاحَاتِهِ فِي رُفُوفٍ عَلَى الجَّفْنِ يَتْلُو هِجَاءَ الحَصَى. ألحَصَى فِكْرَةٌ لَمْ يَزِنْهَا دمِي بِقَنَاطِيرِهِ. مِنْ حَدِيدٍ قَنَاطِيرُ هَذَا الدَّمِ الـ مِنْ حَصى. مِنْ خَيَالِ الحَدِيدْ. وذَاتَ اْكْتِرَاثٍ يَبِيسٍ كَمَا عَلَفٍ فِي فَرَاغٍ يُدَلِّلُ أغْنَامَهُ أمْطَرَتْنِي يَدَايَ عَلَى طُحْلُبٍ أمْطَرَتْهُ الوُفُودُ الَّتي ضَرَبَتْ بِالفَضَاءِ النَّسِيجِ لِحَزْمٍ مَقَابِضَ وَقْتِيَ لَـمَّا تَلَوْتُ الخُيُولَ النَّخِيلَ. اْلتِّلاَوَاتُ لا وَحْدَهَا تَسْتَرِدُّ الجَّنَاحَ الَّذِي نَهَبَتْهُ الأسَاطِيرُ مِنْ مَخْدَعِ الفَاكِهِ اْلْـ، بِشَخِيرٍ حَقِيقٍ بِهَيْكَلِ الصَّيْفِ، يَحْثِلُ نَحْوَ الخُوَاءِ المُحَنَّطِ فِي مِنْجَلٍ سَيَجُزُّ...، تَسَلَّلَ وَقْتٌ يُبَلَّلُهُ صُبْحُهُ الْـ...، وتَسَلَّلَ وَقْتٌ، تَسَلَّلَ وَقْتْ!!.






    (1)
    [... الأدَبُ كُلُّهُ قَذَارَة. والَّذينَ يغامِرونَ بتدوينِ كُلّ ما يخطرُ لهم على مفكِّراتهم بتعبيراتٍ دقيقةٍ، خنازير!]. هذه إحدى رجومِ «أنتونان آرتو». ونراهنُ على أنَّك يا أخَا الورقِ قد عقدْتَ حاجبيكَ هنا بنفادِ صبرٍ ومَلَلٍ وقِلَّةِ حيلةٍ، وهَيَّأتَ مواسيرَكَ الذِّهنيَّةَ اْستعداداً لتصريفِ السُّبابِ الذي ظَنَنْتَنا كائلاتِهِ لا مَحالَةَ لهذا المُمُزَّقِ: آرتو. كَلاَّ...، طاشَ تسديدُكَ، وأنتَ أعدَدْتَهُ لذلك على أيَّةِ حالٍ، فلا تحزن. وكما إنَّ التَّبَصُّـرَ قد يُزَيِّنُ اْستعراضَ موهبَةِ الحُمْقِ في بعضِ الأحيانِ لِمَن يتحرَّاه، فإنَّ الحُمْقَ كثيراً ما يفاجئُ القومَ باْنْطِوائهِ على وفرةٍ من البصيرةِ ذات نكهةٍ عِرْفَانِيَّةٍ قَلًَّما نَعِمَ بها المتَّزِنونَ، لذا، سنلعبُ الحِجْلَةَ صامتاتٍ، أمامَ هذا الوالِدِ المفتونِ الَّذي يرنو إلينا بعينِ البحريِّ فيه، ثم يعودُ إلى صُــرُوفِهِ، ليدوِّنَ بِخَجَلٍ شِعْرَاً حسابيَّاً عن الوجودِ وأصلِ البلاغةِ، باحثاً عن تعبيرٍ دقيقٍ يجاورُ تجويفَ اللُّغْزِ في آليَّةِ عملِ الكمال. سنسألُهُ عن حالِ خوضِنا في الرُّطَانَةِ هذي، ونعرِفُ أنَّهُ لن يجيبَنا، بل سينكفئُ إلى مَجَالِيِّهِ الواجِفَةِ، ثُمَّ يكتبُ: أُتْرُكْنَهُ... أُتْرُكْنَه!. ولن يزيدَ على ذلك وفيه الكفايةُ، ألَيْسَ فيه الكفاية؟. أجَل. ما سَنَسْمَحُ لِـ«ميم التمساح» باْستخدامنا!، هذا صحيح، ليعثر له على أُخْرَيَاتٍ يُمَثِّلْنَ المُسْتَحِيلَ لأجْلِهِ ويَقِيْنَهُ بَصَلَ المباشَرَة. بَاااي.

    (2)
    ناوِليني الرِّيحَ يا حبيبتي
    حَطَبَةً فَحَطَبَة.
    سأبني للدَّاخِلِ المكسورِ يَدَاً يقطفني بها.

    (3)
    لستُ في مَهَمَّةٍ. لَسْتُ في ضرورةٍ. لَسْتُ أحَدَاً. أذْرَعُ مَمَرَّاتِ الصَّباحِ الأدردِ بِحَبْوٍ خَرُوفٍ ولا مَطَرَ لي. يقولُ لي مُؤَدِّبُ النَّفْخَةِ اْصْدَعْ!، فأعْتُو. ألاَ إنَّ ما كانَ يمكنُ أن يُسمَّى لِـحَاءً على جِذْعِ الرُّوحِ لَحامضُ الطَّيرِ أبِيٌّ على العَضَّة. فقد هشَّمَ بترفُّعٍ قارورةَ العهدِ الذي ألْزَمَهُ به آدمُ بِشأنِ اْسْمِهِ، وتَسَاقَطَ على بَدَنِيَ المُبْتَلَى بالعبيرِ والطُّيُوراتِ الحافرةِ، حَدَّ بَدَوْتُ، وأنا قابعٌ تحت التَّحَوُّلِ الورْدِيِّ، كما لو كنتُ ذا جَدْوَى!. أفْزَعَني هذا الخاطرُ، فاْنْتَثَرْتُ، نافضاً حَوْلِي محاقنَ الجَّمَالِ مُكَجِّرَاً بِحِجابِ الصرخاتِ والشَّتائمِ المُخْجِلَةِ نَصِيبَ الوَرْدِ الدَّهْرَانِ في وَلَدٍ من الأقاربِ أكْلَةٍ، بل، إمعاناً في زَخْرَفَةِ لَيْلِهِ بِمَسِيحِ الجِّبالِ المُفَشِّقَةِ للهبوبِ، أضُمُّ إنْسانِيَ العَصَبِيَّ المحتدِمَ بِكِلْتَا راحَتَيَّ لئلَّا يخضعني للسَّماهِرِ غلمانُ عشيرتِهِ؛ عشيرة الورد، الأشَدُّ دَهْرَنَةً وشَمَالا. ماضٍ أنا كذلك في الشَّأنِ العجينِ الذي لَوَّحْتُ في سبيلِهِ للزَّمَنِ بأوْفَاقِ عزيمتي وأقوَى أرصادِها: تَضْوِيرُ اللَّحظةِ الظَّرْفِيَّةِ العُظْمَى ذات المظاهرةِ والاحتجاجِ لغابةِ الـخِرْوِع. المُكَايَدَاتُ اللَّهْوِيَّةُ المزْرُوعةُ كالصَّابونِ والبسكويتِ واللَّغَةِ الإنجليزيَّة؛ يزرعها عبدالوهاب قَرَض في حقلِهِ في الفارغة. الخِدَاعُ المُنَزَّلُ على ألَقِ الكذبِ والنّسيانِ في نوازعِ قَوْمِيَ الكاستالِيِّين. وأنا، مُطْمَئنَّاً إلى حِذْقِيَ في ذلك، المبَرهَنِ عليه عمليَّاً بهذه الصَّحيفةِ الهزليَّةِ، أُعَلِّلُ اْختلاقاتِيَ الفاضحةَ لك بأن أرشُوَ أضراسَ نورِكَ الخُلاسِيِّ بِعنوانِ الكتابِ الَّذي...، أقودُكَ يا ولدي من لعبةٍ إلى لعبةٍ إلى لعبة. ولَقَد تَقَعُ طَيَّ هذا الإنشاءِ على الكثيرِ مِمَّا لو أجْرَيْتَ عليه حبالَكَ النَّحْوِيَّةَ، أو وَزَنْتَهُ بأرطالِكَ الصَّرْفِيَّةِ، أو أحَلْتَهُ شاكياً إلى مُلَقِّنِ الألفِيَّةِ، لَوَجَدْتَهُ سادراً في غَلَطٍ جسيم!. فرفقاً بفقهِكَ لا تبتئسْ وحقّ الحركاتِ والمساكِنِ، واْنْظُرْ، لو يَزِنِ الزَّمانُ أُوْقِيَّةً!. هل بكيت؟؛ حَيْيْيْيْيْيَّنَا!.
    (4)
    «... واْكتراثي مثبَّتٌ على قميصي بدبابيس!، سأفُكُّ اللَّحظةَ اْكتراثاً مثبَّتاً على قميصي بدبابيسٍ، وأُدَحْرِجُهُ أمامي، ملوِّحاً عليهِ بِعَصَاً غليظةٍ، كما راعٍ يوزَّعُ عَدْلَ لعناتِهِ بِتَعَوُّفٍ وزهدٍ على أغنامِهِ الخرقاواتِ، أسوقُهُ، بركلاتٍ عابثةٍ تُفَصِّلُ عَطَشَها النَّائرَ بمقصَّاتِ الحنينِ وتحكيهِ للغيمِ المُطْرِقِ باْنتباهةٍ تبدو كما لو دُهِنَت بِصَمْتٍ عاشقٍ شَتَّتَهُ الغيابُ ذُرَةً لمناقيرِ فتوحِهِ البروجِيَّةِ ذات مرارةِ المعاطِفِ البوليسترِ، مناقير!!، أجُوزُ البابةَ الكائنةَ الـ بِلَّوْرَ وأسْوَدَ تَجْرَعُ الزَّمَنَ والعارِجِينَ كأقراصٍ مُرَّةٍ غيرَ مُبَالٍ بحدقاتِ قلبيْ تُجَرْجِرُها كنعلاتٍ مَنْزِليَّةٍ سيوفٌ قَنَّاصةٌ تتثاءبُ تحت بَلَلِ الدُّنَى المُعَاقَبَةِ بِأعباءٍ جَمَالِيَّةٍ من جِنْسِ الصَّيْفِ والذِّكْرَى والهلع، تصيحُ، أضاعوني!، تصيحُ، يا جَيْش!. طَيِّب. ليس جميلاً ان يُبَاهِيَ الشَّجَرُ باْكْتِرَاثٍ، فَبَعْدَ أن أجتازَ البَوَّابَةَ السديمَ حابِيَاً، أتركُ اْكتراثيَ الأجعدَ يَبْقَى شاهِدِي على اْنهياراتٍ طريفةٍ ودسائسَ أحجامٍ مُجَوَّفَةٍ تُجَبَّنُ فيها البلَّورةُ الأمُّ مقالةَ المعدِنِ، وألْقِي عليه بنظرةٍ نعيمةٍ هو الكَارِثٌ في ذُكْرَانِهِ المُجْتَوِينَ، أفوتُ، مُوْغِلاً في الشَّدْوِ، صادحاً بأنهاريَ ذات الرَّوِيِّ الأعرجِ القافياتِ السَّميناتِ الصُّدورِ الزَّاحفة. أفوتُ إلى كوخَتِي، ومناظيرٌ هِجَائيَّةٍ لها دجاجٌ على جبهاتها، بها أرصد سَيْلِيَ؛ نُـمُوَّ مَسَافِيَ وحُفَرَ الرخام. مسافاتيَ النَّواحِلَ يا....، يا فَرَادِيسِي، إلى مَخَابِزِ الجنونِ هَوَيْتِ، فاْمْلَئيها قواربَنا بالعجينِ الفاني؛ بِمِلْحِ النَّداماتِ الرَّطبِ، واْجْلبي صُرَرَاً من بناتِ الخميرةِ؛ الخميرةُ مؤدِّبَتِي وقَابِلَةُ نسوانيَ الجُّهَنَّمِيَّات، لآخُذَها إلى بَنِيَّ الأبطالِ المُرْتَفِقِينَ على مراقدهم الميتةِ داخل الأكواخ ـ بالجَّمْعِ والتَّذكير ـ أكواخي!. أكواخيَ المقيمةُ على مشارفِ المطرِ، الذي ستدورُ عجلاتُهُ ما إن تقضم المصائرُ طباشيرَ الجنونِ المَنْكُوْهَ بالكَمُّونِ وعيونِ النَّاسِ، التي لنظراتِها طعمٌ لا يُرَدُّ ولا يُوَاتِي لسانَ الذَّوَّاقة. وِلْدَانِي... أيَا وِلْدَا...».
    «قِفْ!!».
    بِدَبِيبٍ خاطِفٍ، لَسَعَ الرَّعْدُ الشَّجَرَ المُغَنِّي في أكثرِ بطونِهِ خَفَاءً وحَلاوَة.
    الرِّضَا مُصَوَّبٌ إلى صَدْرِهِ وأجْنِحَتِهِ وأقدامِهِ مِن أعْيُنِ سيوفِ البَوَّابَةِ اليَقْظَى.
    الضَّبابُ يفعلُ فُحْشَاً بلكماتِهِ على عَضَلِ الذَّاكرة.
    وآخِرَ ما اْقْتَنَصَهُ الشجرُ، قبلَ أن يتسلَّقَهُ صَبِيُّ الغيابِ، مشهدٌ غائمٌ، والبِلَّوْرَةُ الأمُّ تَنْزِلُ سُلَّمَ الفراغِ، أمَّا الفجرُ، فَشَوْكَاً حولَ ضحكتِها يتمزَّقُ؛ شَوْكَاً يَرِنُّ؛ يَرِنُّ ويَلْغُو كالضَّرَر؛ كالهلالِ الضَّارّ.
    أبْعَدَ، جَنْبَ الأكواخِ المُسْتَشْرِيَةِ كَدَوِيِّ التَّشَقُّقِ البَرَّاقِ في صخرةٍ مَبْغُوتَةٍ، سَمِعَ الماءُ ضَوْعَاً غريباً يصفعُهُ من الدَّاخل. إيقاعُ كنزٍ حِسِّيٍّ يتفجَّرُ في ظُلْمَةِ البيوتِ الخَرِبَةِ عَشِيَّةَ المطر. دَفَعَ ساتِراً من الخَيْشِ يُغَطِّي أعماقَ أوَّلِ الأكواخِ فَصَعَقَهُ خريرٌ طيِّبٌ يعرفُهُ شهودُ المهالِك. رَأى. المصائرُ مَرْكُومَةٌ، وآخِرُ حَيٍّ منها، تهدَّلَ من كُرْسِيِّهِ كصوتٍ مَفْقُوءٍ، آخِذَاً في مَضْغِ خُصْيَةِ أخيه. استدارَ الماءُ بِوَجْهٍ مُمْتَقِعٍ ومشى دافعاً برأسِهِ وكتفيهِ السِّتارةَ وخرج. استنَدَ بِكَفِّهِ إلى رُكْبَتِهِ، وكما كانَ سيفعلُ أيُّ واحدٍ من أقاربِهِ السُّودَانِيِّينَ، أخَذَ يبكي مُـمَزِّقاً بعبيرِهِ الهادِلِ أفلاكاً؛ آلِهَةً، قُرَى وأصدقاءَ، ويُفْرِغُ جَوْفَهُ من أعباءِ رحمانِيَّتِهِ الـمُرَّةِ غيرَ مُنْتَبِهٍ لأوراقِ شجرٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ عمياءَ تلهو بها النَّفخَةُ الغامِضَةُ وهي في طريقها إلى حفلِ التَّتْويجِ التَّاسِعِ لِلْبِلَّوْرَةِ الأمِّ؛ شَجَرَةً، لهذه الدَّوْرَةِ، حَفِيَّاً بها وسعيداً.

    (5)
    ... أمَّا أنتَ فلعَلَّكَ لا تملك أن تَتَنَكَّرَ حَتَّى لِنَظرة. أنت المُدْرِكُ الآنَ لِمَا صَيَّرَتْنِيهِ العروسُ البِكْتيرِيَّةُ المُخْتَبِئةُ في عرشِ الإنجيل. تَرَانِي، إذْ تَرَى خُوَافَكَ التًَّرْبَوِيَّ من سقوطِ نهايةِ العامِ الدِّرَاسِيِّ على قَلْبِكَ المَكْسُوِّ بطبَقاتِ بَصَلِ العلوم. تَرَاني مَخُونَاً أنزَعُ الجَّوَارِبَ عن بَيْضِي وأدعوكَ لِنَقْضِ ضفائري. أرَبِّتُ على كَتِفِكَ مُطْرِقَاً بِأسَى، وأرْفَعُ البِئْرَ عن كاهِلِ النَّاموسِ المقابل، فأخوك ما عادَ قادراً على دَفْعِ المَضَرَّةِ التي سَبَّبَها له هذا المَارِجُ الهُلامِيُّ المُجَوَّف. ومَقْتِي هو مَن سَيَرْزَحُ تحت النَّجِيلَةِ الإعتباطِيَّةِ المُشْرِقَةِ في ذِهْنِ العُضَال. ما بَقِيَ مُصْطَبِرَاً سِوَى هامِشٍ واحد، وفي الخوفِ والغَيْرَةِ لم يَبْقَ سِوَايَ بلا أسَفٍ وقد فَتِئْتُ رَضِيَّا!. ظَنِّي أنَّ لا جَدْوَايَ، هي الشَّرَكُ الوحيدُ الذي أسْطِيعُ دَوْمَاً أن أقَعَ في هِلالِهِ بدون تَبَرُّم. وإنَّ رغبتي في أن أُفْقِدَني رِضَايَ عَنِّي لأقَلّ من أن تكفي بحيث تدفعني لأنْ أغدُوَ ذا جَدْوَى. كذلك، لا أجْسَر على أن أسُبَّني بحضورِك ـ أفعلها بكثرةِ وحدي ـ وحتى لو أقْدَمْتُ الآنَ على ذلك، فلستُ خبيراً تماماً بِشَأنِ ما تُخْفيهِ الخُدْعَةُ من أحمال!، لَرُبَّتَما صارت مَسَبَّتي إيَّايَ إمْكَانِيَّةً أخرَى لِرِضَايَ عَنِّي!!. بَلَى... بَلَى... هي حمامةٌ صغيرةٌ سينطقها الأبَدُ الأخرَسُ بلا مُلْتَحَدٍ، تَحْكِي «شَكْلَ الغَزَالَةْ مَعَ الصَّبَاحْ!» بِوَصْفِ «إلَه الزُّوزُو، خضر بشير» وشاعر الحقيبةِ السُّودَانِيَّة.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ملحوظة بسيطة
    كتاب النهلة ليس شعراً، ولم يكتب على غلافه أنه شعر، هو يحتوي على شعر ولكنه مُستخدمٌ ضمن الكتاب ككل
    أرجو أن تنتهي هذه المغالطة: هل هذا شعر؟ هل هو ليس بشعر؟
    هو ليس بشعر، هي كتابة تحتوي شعراً بداخلها
    والعتب على النظر
                  

العنوان الكاتب Date
محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-11-09, 07:28 AM
  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) دينا خالد02-11-09, 07:52 AM
  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) دينا خالد02-11-09, 07:57 AM
    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-11-09, 07:54 PM
      Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) حاتم الياس02-11-09, 08:11 PM
        Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) كمال سالم02-11-09, 08:27 PM
          Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) كمال سالم02-11-09, 08:33 PM
            Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 07:34 AM
    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 07:26 AM
      Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 07:28 AM
        Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 07:37 AM
          Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) هشام آدم02-12-09, 07:39 AM
            Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) حاتم الياس02-12-09, 10:34 AM
              Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 11:35 AM
                Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) وليد محمد المبارك02-12-09, 11:40 AM
                  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) حيدر حسن ميرغني02-12-09, 11:49 AM
                    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-13-09, 08:17 PM
                  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-13-09, 12:48 PM
              Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-13-09, 10:41 AM
            Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 02:13 PM
              Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) القلب النابض02-12-09, 02:20 PM
                Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-12-09, 11:11 PM
                  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-13-09, 09:08 AM
            Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-13-09, 09:29 AM
              Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) هشام آدم02-13-09, 10:06 AM
                Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) هشام آدم02-13-09, 10:07 AM
                  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) د.نجاة محمود02-13-09, 10:48 AM
                    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) الطاهر ساتي02-13-09, 02:26 PM
                      Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) حاتم الياس02-13-09, 04:34 PM
                        Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-14-09, 00:44 AM
                        Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-14-09, 00:52 AM
                          Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) احمد العمار02-14-09, 09:34 AM
                            Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) DKEEN02-16-09, 08:50 PM
                              Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) صلاح ليون02-16-09, 11:03 PM
  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) walid taha02-17-09, 08:32 AM
    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) مأمون التلب02-17-09, 12:17 PM
      Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) نهال كرار02-17-09, 02:56 PM
    Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) حبيب نورة02-17-09, 12:19 PM
  Up مأمون التلب02-17-09, 03:11 PM
    Re: Up مأمون التلب02-17-09, 03:21 PM
  إلى الأعلى مأمون التلب02-17-09, 03:46 PM
    Re: إلى الأعلى مأمون التلب02-17-09, 03:48 PM
      Re: إلى الأعلى مأمون التلب02-17-09, 03:50 PM
        Re: إلى الأعلى مأمون التلب02-17-09, 03:53 PM
  يا من تعتقد بأن لك عين، كيف ترى؟ مأمون التلب02-17-09, 04:04 PM
  يا من تعتقد بأن لك عين، كيف ترى؟ مأمون التلب02-17-09, 04:05 PM
  يا حراس المنطق مأمون التلب02-17-09, 04:11 PM
  يا من مأمون التلب02-17-09, 04:16 PM
  ويا من مأمون التلب02-17-09, 04:21 PM
  نهال DKEEN02-17-09, 04:55 PM
    Re: نهال DKEEN02-17-09, 05:12 PM
  أحمد عبد العال مأمون التلب02-17-09, 06:11 PM
  كمان مأمون التلب02-17-09, 06:12 PM
  رسالة الرائي - رامبو مأمون التلب02-17-09, 06:31 PM
    Re: رسالة الرائي - رامبو DKEEN02-17-09, 08:49 PM
  أهلاً مأمون التلب02-17-09, 11:08 PM
  المجذوب مأمون التلب02-17-09, 11:17 PM
  المجذوب مأمون التلب02-17-09, 11:19 PM
    Re: المجذوب أيزابيلا02-18-09, 09:38 AM
      ربُ صدفة DKEEN02-18-09, 03:20 PM
  Re: محسن خالد ونهال كرار وكل الذين نحبهم ( ماجرى به الغبار) walid taha02-18-09, 10:00 AM
  المجاز مأمون التلب02-18-09, 12:07 PM
  الطيب وبسام مأمون التلب02-18-09, 12:34 PM
    Re: الطيب وبسام DKEEN02-18-09, 03:30 PM
  سلام مأمون التلب02-18-09, 06:29 PM
  دكين مأمون التلب02-18-09, 06:43 PM
  . AMNA MUKHTAR02-18-09, 08:05 PM
    إيزابليلا وصمويل بيكيت DKEEN02-19-09, 04:57 AM
    Re: . DKEEN02-23-09, 08:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de