|
Re: أويتلا ـ "رواية" (Re: osama elkhawad)
|
كما وعدتك يا صديقي المشاء سأنزل فصلا آخرا وبعدها نستريح قليلا
"السوط"
ّّّ ~~~~~~~~~--،ـــــــ
"الارض اختزنت رؤاها..وانشي اللحن الأخير قصيدة عرجاء...حان زفافها فتبرجت من ثوبها وتمردت ..فلتت وغامت في بحيرات الزمان..." . (من كلام الشيخ أبوسوميت العارج)
هي نفسها الارض التي قد سامحت طفلا تبرز في ثراها, من طهرها مدت له حجرا وقالت:
- يابني انا لك , قم تجمر ثم امض واغتسل.هي روحها تلك التي قد صافحت من شكّ بالرمح الضرير عيونها ,فتبجست من لطفها لم تشتك قالت:
- لأجلك يابني سأمتثل، هي لك، اذهب الي دوحي وروضي استظل به ونم.
الصعود الي كهف المحنة لا تؤدي اليه الصراطات المستقيمة , والصعود الي الجنّة يندرج تحت ذلكم السياق.مثل صراصير صغيرة في مرحاض تقليدي انتشروا بين تعرجات الطرق القاسية الي المعالي ..عزيمتهم لا تثنيها النتوءات الحادة في حيوات الجبل ,مع كل خطوة فارقة يندس الاجل ومع كل زلة قدم ترتفع الصراصير الي أعلي، وتنزلق زهيرات الحصي درجة الي اسفل الزمن، فوق سطح البحر المتلاطم بالاسئلة.منذ ان شاهدت تلك المسرحية "مصير صرصار" علي مسرح القرية وأنا مفتونة بالصراصير ,انظر اليها بعيدا عن مجهر الناس واتالم ان وطأتها أخفاف الزمن الهالك، الصراصير وحدها اِكتسبت وعيا مبكرا بحقيقة الكون وبآلية المحافظة عليه من التآكل كمسلّمة للاستمرار ومعطية للسيرورة,لذلك هي نظيفة رغم انغماسها في العفونة،وتتوالد بكثرة رغم حروبات الابادة المتكررة كان بحثي لمشروع التخرج في "كلية اويتلا للدراسات البيئة والانمائية" عن - رمزية العلاقة بين الصرصور والبيئة- تطوير لطرق البحث في دارونية العلاقة بين الجعارين والصراصير كرسالة للدكتوراه المجازة من جامعة اوسلو الهولندية.قادني البحث الي حقيقة مفادها أن الكون مجازا هو مجرد خراء , مجرد "قلوط" كبير لآلهة الخلق الاسطورية كانت قد تبرزتها في عراء جامد ذات ليلة عمياء , فأوحت للجعران فكرة الانثي ،ودليل الرغبة الممزوجة بالشهوات، فمن ذلك الوقت والجعران يكور الكون ويقذفه الي الوجود مجرة بعد مجرة.وان الكون كحقيقة مادية هو ذلك السقوط المعرفي للعقل وجدل العلاقة التي تشكلت بعد التهام الانثي لفاكهة المعرفة المحرمة، والهبوط الجبري الي جب المرحاض الدنيوي،العالم المدرك لماديته.وما تلك اليرقات التي تمرح في عزلة المرحاض غير صورة للكون المحسوس ترمح في غيابات عمياء فمن تشرنق صار حشرة عظيمة وصرصورا راقيا يحسن التسلق علي الجدران الملساء نحو الفتحة الضيقة المطلة علي سماء غافلة ,ولكن لابد له من السقوط الي اسفل في مرحلة ما من العمر قبل الوصول الي تلك الغاية.تناول البحث ايضا علاقة الجعران كرمز للقدرة في ميثولوجيا العهد القديم.
ذات مرة وانا في السابعة من عمري زلت قدمي فسقطت في "مستراح" تقليدي مهجور لم يكن عميقا للغاية أرتفاعه يماثل طولي مرات ثلاث, اذن يمكنكم ان تقدرون ذلك بحساب بصري لطفلة فارهة. كانت صرخاتي تتسلسل في موجات ترتد الي الداخل ولا من مغيث، العرق يلهب اصابات بسيطة وخدوشا متفرقة من الجسد، الانتظار وحده ولد في نفسي الرعب، فاصابني بالغثيان، لا أحد في وقت القيلولة ينتبه الي صريخ الأطفال،اقدامي تغوص في كومة النشادر التي خلفها تحلل المادة العضوية والغازات المنبعثة تخنقني بالرطوبة، دار بذهني الصغير أفكار شتي ، ماذا يحدث لو أمطرت السماء فجأة وانا علي هذه الحاله. يشاركني هذا العالم الباطني بعض السحالي التي تلتهم ديدان "الصرفة" والتي كانت قد سقطت قبلي في هذا المطب الارضي ، حفر صغيرة لماموث ينشرها كمصيدة للهوام ،فتذكرت كيف كنا نصطاده نحن بدورنا ببصقنا علي حفرته ومن ثم اقتلاعنا له مع حفنة من تراب ثم ربط عنقه بخيط صغير كطعم لاصطياد ماموثا آخرا من حفرة مختلفة، كنا نعتقد بانه ابليس ويسميه بعضنا بـ"أمبور"، حسّيت ببعض العلاقة بين هذا المرحاض المهجور وقبة الشيخ ابو سوميت فكلاهما يحتاج الي عرش ويحتاج الي سترة..مكثت دهرا من التعب قبل ان ينتشلني حاج عبد اللاهي المادح الذي كان يتبول دائما علي هذا المستراح المهجور،كم من المرات كنت اتلصص عليه من ثقب صغير علي شباك خشبي يطل علي هذا المكان لارى ذلك الشئ الضخم الذي يتدلي مثل قدر اسود من بين فخذيه ، وكم من مرة راودني شعور بأن الامس ذلك القدر واقارن طبيعة الاختلاف لهذا الفراغ الذي يحتويني.لذا تعمدت يدي ملامسته علي غفلة من الزمان وهو يسحبني خارج الجب مع حوقلاته المكتومة. كنا نقضي اغلب العطلات الاسبوعية في هذا الكهف وهو اقتراح جيد من قاسم جبريل الذي يقضي فيه معظم اوقات فراغه حتى كاد ان يكون مسكنا مؤقتا له، يشاركه هذه المداومة حسين ادروب .كنا نستهلك افكارنا ونتداول الاخبار علي قلة مصادرها وغالبا ما تكون اخبار بائته، فالجرائد تصل الي هذه الناحية في المساء مع وصول اول حافلة سفرية قادمة من العاصمة، و بعضها يتسرب من البرقيات العسكرية التي تلتقطها "أداو" من حديثها مع ابيها ،عن الحرب في الجنوب التي تحصد الآلاف والروادي ووكالات الانباء تصمت عن ذلك ،المجاعة التي تهدد القطر لا تستفز غير منظمات الغوث وبعض الروابط الانسانية،الجراد الذي قضي علي محصول الذرة ،سيجعل العناكب تنسج خيوطها علي مؤخرات الاطفال هذا العام ،مثلث الماس الملتهب في اواسط القارة الافريقية ينتج للوجود جرثومة "ايبولا" القاتلة، الهدنة المؤقتة بين العراق وايران تكشف عن حالة الانهاك للفريقين في حرب الوكالة الخاسرة،نجمة الهيكل تنتصر علي هلال المئذنة في مباراة مصيرية فتخرج ثورة الحجارة ،وكثير من العناوين المتفرقة التي تثقل صفحات الجرايد المتشابهة مع اختلافات فكرية في تناول التفاصيل.
(عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-22-2006, 00:28 AM) (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-22-2006, 03:34 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-08-06, 02:40 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-08-06, 02:50 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-08-06, 06:32 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-08-06, 11:48 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | Sidig Rahama Elnour | 08-09-06, 03:45 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-09-06, 12:38 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-09-06, 01:09 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-09-06, 02:16 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | تولوس | 08-09-06, 02:34 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-09-06, 05:10 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-10-06, 10:55 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-18-06, 01:17 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | جمال عثمان همد | 10-07-06, 06:03 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | جمال عثمان همد | 10-07-06, 06:06 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-09-06, 10:35 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-11-06, 02:54 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | غادة عبدالعزيز خالد | 08-11-06, 03:19 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-11-06, 04:49 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-13-06, 01:47 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-14-06, 01:51 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم سيد احمد | 08-15-06, 08:44 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-16-06, 09:48 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | تولوس | 08-18-06, 02:45 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-20-06, 00:39 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | Hadia Mohamed | 08-18-06, 08:14 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-20-06, 08:29 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | ibrahim sidahmed | 08-20-06, 08:10 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | osama elkhawad | 08-20-06, 11:55 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-21-06, 00:37 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-21-06, 00:08 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | أحمد طه | 08-21-06, 05:31 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-21-06, 11:04 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | osama elkhawad | 08-21-06, 11:07 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-21-06, 11:36 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم سيد احمد | 08-22-06, 07:09 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-23-06, 09:06 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | أبوذر بابكر | 08-23-06, 01:13 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | تولوس | 08-26-06, 03:51 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-28-06, 03:16 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 08-29-06, 11:43 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 09-17-06, 11:25 AM |
رمضان كريم... | ابي عزالدين البشري | 09-25-06, 05:20 AM |
Re: رمضان كريم... | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 09-25-06, 11:38 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | يوسف الولى | 10-07-06, 05:40 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 10-07-06, 07:29 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 10-08-06, 06:59 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-09-06, 01:26 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-09-06, 02:27 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-09-06, 03:04 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | أيزابيلا | 10-09-06, 06:40 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-09-06, 10:55 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 10-10-06, 03:31 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 11-15-06, 02:58 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-15-06, 04:59 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | الصادق اسماعيل | 11-15-06, 07:58 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 11-16-06, 01:43 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:09 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:21 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:21 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:21 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:22 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:22 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-16-06, 06:26 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 11-17-06, 01:56 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | malamih | 11-18-06, 03:47 AM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 11-18-06, 01:48 PM |
Re: أويتلا ـ "رواية" | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 11-18-06, 02:13 PM |
|
|
|