الهي أعد وطني كما كان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة نهال كرار(نهال كرار)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2009, 02:25 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهي أعد وطني كما كان

    *إلهي أعدني إلى وطني عندليب
    على جنح غيمة
    على ضوء نجمة
    أعدني فلّة
    ترف على صدري نبع وتلّة
    إلهي أعدني إلى وطني عندليب
    عندما كنت صغيراً وجميلا
    كانت الوردة داري والينابيع بحاري
    صارت الوردة جرحاً والينابيع ظمأ
    هل تغيرت كثيراً؟
    ما تغيرت كثيراً
    عندما نرجع كالريح الى منزلنا
    حدّقي في جبهتي
    تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق
    تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا


    ما الذي أصاب موطني , وأي جهل انتشر كالعدوى في عقول الشباب والشابات ؟
    كلما ذهبت الى السودان في إجازة وجدت أن لحية نمت على ذقن أحدهم, تلفت يوما لأجد بأن أغلب شباب ( الحلة ) أصبحوا ملتحين مقصري الجلابيب , وأغلب الفتيات لبسن النقاب , وحتى ذلك الوقت كنت أرى بأن الأمر لا يتعدى كونه حرية شخصية بحتة.
    حتى تكشف لي يوما ما بأن المد السلفي لمن يكن يوما حرية شخصية بل هو كالوباء في سرعة انتشاره , وأن هذا الوباء بات يهدد كل من يخالفه الرأي , تارة خلف شعار الجهاد في سبيل الله وتارة خلف شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبين هذا وذاك تضيع أرواح الأبرياء وتغتال حريتنا الشخصية . أصبح العالم في أعينهم حربا بين كفار ومسلمين ,والسياسة لا تخرج عن هذا التفكير السطحي , أما الحياة العامة فهي جدل متواصل بين ماهو حلال وحرام.
    مادفعني اليوم لكتابة ذلك أمران أولهما حدث قبل مايقارب الشهر , عندما حطت كتبي عن طريق الخطأ في بيت أحد أقاربي السلفيين, تأخر صديقي في الذهاب لأخذها , فحكم عليها بالإعدام حرقا. وحكم علي بتكفير مبطن ؟!
    جاء في قرار هيئة المحكمة السلفية بأن في هذه الكتب ( ما لا يرضى هوى مسلم ) , هكذا بجرة رأي أخرجت عن ملة المسلمين وأحرقت كتبي . فأنا أرضى أن أقرأ ما لا يرضي هوى المسلم , وحقيقة لم أعلم بعد ماالذي يرضي هوى المسلم, وما هي الحدود التي تجاوزها الكاتب, إن كانت هناك حدود مفروضة على الفكر والكتابة ! الآن أحمدلله كثيرا بأن المحكمة الموقرة راعت صلة القرابة ورأفت بي فلم تحكم علي بحد المرتد !وأكتفت بالدعاء لي بالهداية.
    لا أدري كيف كان شعوري عندما علمت بحرق الكتب , غصة في حلقي لاتزال ورغبة شديدة في الصراخ , فأنا لم أتخيل للحظة بأنه يمكن لأحدهم أن يصادر حريتي فيما أقرأ , بل ويرى أن الدين يلزم بحرقها حتى لا تنتقل اللوثة التي خربت عقلي الى عقل صديقي.
    ما أعلمه الآن بأنني تمنيت لو أن أحدهم حاورني قبل حرقها , لو أنهم أعطوا لنفسهم الحق في القراءة بدلا عن أن يسألوا شيوخهم عن رأيهم في هذا الكاتب أو ذاك الكتاب . تمنيت لو أنهم قرأوا ما بها من ( تحريفات وكفر ) كما قالوا عنها. لربما عادت لهم عقولهم المسلوبه وأزاحت عنهم ظلام الجهل .
    الأمر الثاني هو صدور الحكم بإعدام قتلة موظف الإغاثة الأمريكي ( جرانفيل ) وسائقه السوداني, صدور حكم الإعدام على صديق طفولتي وابن جيراني حتى سن العاشرة ( محمد مكاوي )
    وقد كان محمد قبل ذلك بعدة أشهر قد اعترف بقتل جرانفيل وسائقه, وبأنه هو - أي محمد - من أطلق الرصاص بمسدسه .
    استدعت صورته ومن معه بعد صدور الحكم كل ذكريات الطفولة , وكأن محمدا قد عاد بنفس هيئته طفل صغير . بذات هدوءه الشديد , وخجله عند السلام.
    أذكر محمد عندما كان طفلا رقيق القلب, يلهو مع القطط وعش الحمام في بيتنا, يفرح برؤية نبته جديدة في حوش بيتهم أو حوش بيتنا , فيأتي مسرعا بجردل ماء ليسقيها وإن كان يغرقها في أغلب الأحيان . وأذكر بشدة بأنه لم يكن يخرج للدكان او للعب من دون شقيقي أو من دوني.
    لا أعرف كيف أقنع عقلي بأن محمد هو نفسه من حمل مسدسا وقتل به أبرياء من دون ذنب . و بأنه عندما رحل مع أسرته الى السودان استطاعت شياطين الجماعات المتطرفة وشيوخهم أن يحولوه من شاب هادئ ومسالم الى قاتل ارهابي!
    كيف أصبحت يا محمد على ما أنت عليه اليوم, إرهابي قاتل ومتطرف عنيد يبتسم بعد صدور حكم الإعدام ويظن بأن قتل روح بريئة هو جهاد في سبيل الله !, وكيف أوهموك بأن حرمان حق الإنسان في الحياة واجب وجهاد؟
    يا محمد يامن كنت تشفق على الحيوانات وتلاعبها برفق , كيف سلبوك عقلك وجردوك من انسانيتك لتصبح أداة قتل؟

    وكيف هو حال أمك اليوم؟



    ______

    * كلمات أغنية لـ مكادي النحاس
                  

العنوان الكاتب Date
الهي أعد وطني كما كان نهال كرار07-05-09, 02:25 PM
  Re: الهي أعد وطني كما كان نهال كرار07-05-09, 02:31 PM
  Re: الهي أعد وطني كما كان كمال عباس07-05-09, 02:38 PM
  Re: الهي أعد وطني كما كان كمال عباس07-05-09, 05:48 PM
  Re: الهي أعد وطني كما كان نهال كرار07-06-09, 10:09 AM
    Re: الهي أعد وطني كما كان محمد على طه الملك07-06-09, 10:30 AM
      Re: الهي أعد وطني كما كان كمال عباس07-07-09, 04:11 PM
        Re: الهي أعد وطني كما كان قرشى محمد عبدون07-07-09, 07:45 PM
          Re: الهي أعد وطني كما كان محمد الامين احمد07-07-09, 09:35 PM
            Re: الهي أعد وطني كما كان سيف اليزل برعي البدوي07-07-09, 10:33 PM
              Re: الهي أعد وطني كما كان DKEEN07-08-09, 01:11 AM
              Re: الهي أعد وطني كما كان DKEEN07-08-09, 01:11 AM
  Re: الهي أعد وطني كما كان نهال كرار07-08-09, 08:12 AM
    Re: الهي أعد وطني كما كان Abdulgadir Dongos07-08-09, 11:57 PM
  Re: الهي أعد وطني كما كان نهال كرار07-16-09, 09:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de