أسامة عبد الرحمن النور ... نحن أيضاُ نحبك

أسامة عبد الرحمن النور ... نحن أيضاُ نحبك
أسامة عبد الرحمن النور ... نحن أيضاُ نحبك صعدت الروح الطيبة محلقة في الأعالي لتستقر في عالم الخلود ... فدق النفير على الأرض واحتشدت مشاعر الأسي والفقد وسالت الأقلام والدموع وجاء الناس يتسارعون من كل صوب وحدب ينزفون الحزن ولا يقوون على فراق صاحب القلب والعقل العامر، من أحبهم وبذل لهم جل حياته وراحة باله وجسده ... حدثتني رفيقة حياته قائلة: "لم أرى أحد يحب السودان كما فعل أسامة عبد الرحمن النور، فقد كان يطرب لمجرد سماع الكلمة، فتراه يسرح بعيداً متأملاُ ويخيل إليك أنه في تلك البرهة قد شق الحواجز والحدود ليوحد جسده البعيد جغرافياً بحكم المسافة مع روحه التي لم تفارق بل ظلت دائماُ مسكونة بما يكون هناك". ويبدو أن أرض الوطن وترابه قد أودعا أسرارها لدي أسامة، كيف لا، وهو من آمن بهما ونذر حياته مكتشفاً كنوزهما، ومحاولاُ استنطاق من مروا هناك في الأزمنة السحيقة. تقول الدكتورة آمال النور، "أحب أسامة الآثار حباُ مفرطاُ، فقد كان يتراءى له الهرم حتى وهو على فراش الموت". وتضيف في وفاء وإعزاز: "لم نكن ندري شئ عن بلدنا وعن تاريخنا، ولم ندرس بأن هناك تراث نوبي. مناهج التاريخ تخبرنا فقط عن "بعانخي"، وكأنه شخص "أهبل" لم يكن له صفة غير غرامه هذا بالخيول. تعلمنا الكثير من أسامة عن بلدنا وعن تاريخنا وعن تراثنا. وقد اتهمه الكثير من الناس بالجنون في تبنيه طرح ضرورة الاحتفاء بالحضارة النوبية وعدم إهمالها تتوغل عليها الحضارة الفرعونية المصرية". ترجع آمال بذاكرتها قليلاُ إلي الوراء وتسألني: "هل رأيتي البرنامج الذي أذيع بقناة العربية؟" ... أجيب خجلي "لا، لم أره" ... تسترسل آمال بحماس: "عرضت القناة عملاً عن الحضارة الأثرية السودانية، وطرحت به آراء تتفق لحد كبير مع أطروحات أسامة ... ليتك رأيت وجه أسامة حين كان يشاهد البرنامج - فقد انفرجت أساريره وأخذ ينطط مثل الطفل الصغير لا تسعه الفرحة. وكان يقول ببراءة وتواضع هي انعكاس لسماحة نفسه: شفتي يا آمال، هسة طلبتي يشوفوا البرنامج ده ويقولوا والله أسامة ده كان كلامو صاح". ثم تستدرك رفيقة الدرب قائلة: "لقد أحب أسامة بلده وشعبه وعلمه، ولم يبخل على أحد بالعلم وبالمعرفة، بل لقد أنكر على نفسه وأسرته أي عائد مادي ولو بسيط، حاول أن يزينه له البعض، لم يلتفت للربح من وراء مشاريعه بقدر ما كان شغله الشاغل أن تتعلم الناس وكان يقول: "يا خي الناس تعبانة خليها تقرى وتتعلم". قبل أن يفارق الجسد الحياة، كانت آخر كلمات أسامة "أنا ما داير حاجة غير أركاماني تستمر". فتحنا هذه النافذة استجابة لدعوة بعض أصدقاء ومحبي الدكتور الراحل المقيم أسامة عبد الرحمن النور، والذين طالبوا بتخصيص مكان تنشر فيه كلمات المحبة التي كتبت من أجل التخليد وتمجيد الحياة بدلاً عن الموت. بدأناها بكلام الحبيبـة رفيقة الدرب ونوالي ايراد المزيد. نحو الخلود وستحيي فينا أبداً، لأننا كما أحببتنا، فنحن " أيضاُ نحبك" أميرة عبد الرحمن أحمد مايو الحزين - 2007

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]