|
Re: أسامة عبد الرحمن النور: عدد الرمال عدد الحصى (Re: Mustafa Mahmoud)
|
أما الظرف الثاني الذي أملى علي هذه الكلمة فهو متابعتي لنعي أسامة في منبر "السوانيزأونلاين" بالشبكة. بدا لي الناعين، وقد اذهلهم الفقد، طارت أنفسهم شعاعاً حتى احتجوا على الموت مع أن لكل أجل كتاب والحمد لله من قبل ومن بعد. ومما أمض هذه الجماعة حوم الردى ببلدنا واصطفائه من سمحت نفوسهم من أهل الرأي والفكر والفن. وبلغ الهول حداً عدَّد فيها أهل المنبر من رحلوا من هذه الطائفة فرداً فرداً ينسى الواحد منهم علماً فيتداعى الآخرون يذكرونه ويزيدون. وهذا إلى شق الجيوب أقرب. وسمى جدي أحمد ود حمد ود إزيرق هذا ب" حَقَر الموت". فقد كان يجلس في ظل خلوته يوماً بقرية البرصة فسمع الصائح ينعي للقرى "فلان ود جينابي" والجيناب من جيراننا في قرية القلعة. ثم ما انقضى يومان أو ثلاثة حتى سمع جدي عن الصائح بأن "علان ود جينابي" قد مات الحقو الدافنة. ولم يفوت جدي الزَقلات (كثير الهذر والمرح) هذا النسق الناشيء عن موت الجيناب فقال:" إنت عليك الله ما تشوف. أماني الموت ما حقر بالجيناب حقر".
الموت حق. ولكن ما أطاش لب جماعة (السودانيزأونلاين) هو فوت هؤلاء المنتظر وعدهم ومأثرتهم من أهل الفكر "الواحد تلو الآخر" في سنوات عجفاء وصفوها ب"عهد الغيهب". وأسقمهم أن البلاد لم تستفد من مواهبهم الطريدة أو المؤجلة ولن ترث الأجيال منهم سوى وعد لم يقم على ساق ولا قدم.
|
|
|
|
|
|