كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الثقافات السودانية قبل دخول العرب : ما هي إلا ثقافات تيه وضلال ...( حسن مكي ) (Re: أنور أدم)
|
مواصلة
الاسلاموعروبية:
رؤية د.اسامة عبدالرحمن النور ""اعتقادنا أنه يمكن تحديد نشوء تيارين فكريين رئيسين في السودان مع تفرعات لهما، تم تبلورهما منذ سنوات سابقة للاستقلال، التيار الأول ننعته هنا بصفة تعبر عن محتواه الفعلي .. التفكيكى، بلورته سلوكيات وكتابات نخبة من المثقفين في الشمال الجغرافي انطلاقاً من نزعة مركزة عروبية إسلامية، في حين تبلور في الجنوب الجغرافي في سلوكيات و كتابات النخبة المنطلقة من نزعة مركزة أفريقانية. ينطلق دعاة النزعة العروبية الإسلامية من حقيقة أن الغالبية من أهل الشمال الجغرافي هم من الكوشيين المستعربين والعرب والذين يمثل الدين الإسلامي القاسم المشترك الأعظم بينهم، ومن ثم يدعى دعاة هذه النزعة المنغلقة أن الهُويَّة الغالبة في السودان هي هُويَّة عربية إسلامية، في حين يؤلف السودانيون الآخرون الذين لم تتم عملية استعرابهم أقليات غير محددة الهُويَّة يستحقون المعاملة كأهل عهد، على حد تعبير الصادق المهدي في مقابلة له مع محطة شبكة الأخبار العربية في يوليو 2000 الماضي، في سودان عربي مسلم. وهكذا يفترض دعاة هذا التيار وجوب رضوخ تلك الأقليات للأمر الواقع المتمثل في هيمنة الأغلبية الحاملة للثقافة العربية الإسلامية مع التأكيد بالاحتفاظ لهم، بهذا القدر أو ذاك، بحقوق تقرها الأغلبية العربية والمستعربة المسلمَّة، وهى حقوق يختلف حول مداها دعاة هذا التيار، لكنه وفي كل الحالات فان الهدف النهائي لدعاة هذا التيار على اختلاف مدارسهم هو استكمال عملية التمثل الأحادية (تعريب) الأقليات وذوبانها نهائياً في الأغلبية العربية والمستعربة المسلمة بضربة واحدة، على حد تعبير مالينوفسكى، وفي أسرع وقت الشئ الذى يفرض اللجوء إلى إتباع كافة وسائل العنف والقسر، وهو ما يميز برنامج حزب الأقلية السياسية الحاكم في السودان حالياً والذى يحاول من خلال مشروعه المسمى التوجه الحضاري الإسلامي فرض عمليَّة التعريب والأسلَّمة فوراً عن طريق الجهاد المُدعى. أما الليبراليون من دعاة تيار النزعة العروبية الإسلامية فإنهم ينظرون إلى استكمال عملية التمثل بمفهوم مالينوفسكى للتثاقف.."ان كل تطور اجتماعي هو تطور بطئ ومن الأفضل تحقيقه بتغير بطئ متدرج نابع من الداخل". تتبدى النزعة العروبية الإسلامية ذات المسحة الليبرالية في كتابات الكثيرين من مفكريها والتي صدرت منذ سنوات سبقت الاستقلال، هكذا نجد محمد أحمد محجوب، أحد أميز قادة الفكر السياسي في حزب الأمة يكتب في عام 1941 "إن المثل الأعلى للحركة الفكرية في هذه البلاد هو أن تكون حركة تحترم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وأن تكون ذات مظهر عربي في تعبيرها اللغوي، وأن تستلهم التاريخ القديم والحديث لأهل هذه البلاد وتقاليد شعبها. هكذا يمكننا أن نخلق أدباً قومياً، وسوف تتحول هذه الحركة الأدبية فيما بعد إلى حركة سياسية تفضي إلى الاستقلال السياسي والاجتماعي والثقافي".
|
|
|
|
|
|
|
|
|