|
اين تراثنا..؟ اين اهراماتنا..؟ اين اثارنا..؟؟ اين ذاكرتنا.؟؟ هل سرقنا؟؟
|
انتهزت فرصة تواجدي بالعاصمة اليونانية اثينا. كي اتجول على المتاحف.. والاثار اليونانية القديمة.. كل شيء كان ينبيء بان الاثار التي هي بالضرورة الذاكرة الحية للامم التي تفهم معنى ان توثق حضاراتها... معنى ان تكرم على مدار الساعة عباقرتها الذين سطروا تاريخها عبر القرون.. هي امم في الحقيقة تبقى جديرة بالاحترام..
في ميدان سان-داغاما/ في ساحات بنكراتي. في الحدائق العامة باثنيا. وضواحيها/في المطاعم الفخمة/ والعادية/ والشعبية/ في الجامعات/ والكنائس/.. في... في... في.. كانت صور ونقوش اللغة الهيرغلوفية حاضرة مسكونة الحياة والنصوص الاثرية تنبض لتحيل التاريخ الى منمنات.. وقلائد.. وتعاويذ.. وكهنوتيات... وسحر... وغموض..
في محطات القطار برييا/باترلونا/ سيسيون/ منستراكي/ امونيا/ نيا ايونيا/ الى فكتوريا/ ثم كفيسيا/ كانت الرسوم والنقوش منحوتة بوضوح.. لتسجل الى السواح القادمين من فجاج الارض ان الحضارة اليونانية ولدت كي تبقى. لا كي تموت اضف الى ذلك عناصرالشرطة السياحية اليونانية هم ايضا نص سياحي.. في حد ذاته معظم الشوراع باثينا تحمل اسماء عباقرة اليونانين.. شارع اثنيويس/ شارع اثنياس/ شارع الام اثينا/ ليس الشوراع فحسب بل مدن واحياء باكملها ايضا تباهت بالاثار اليونانية القديمة التي مر عليها الالاف السنون.. مثل حي فكتوريا/ حي الاكربوليس/ حي ارينيني/ ماروسي/ امونيا/ اتيكيي /اكر نون/... الخ.
ملايين من السياح يسرحون ويمرحون ويضخون بالملايين على خزينة الدولة.
اما نحن بالسودان فالاهرامات!! وما ادراك ماالاهرامات السودانية!!! وبقايا حجارة تئن سامقة صدرها للريح... والمطر.. وعوامل التهرئة... حيث اكل عليها الدهر... وشرب.. واستنثر.. لا رقيب.. عليها يذكر ولاسياح.. ولا مسيوح... سرق منها ما سرق.. ونهب منها ما نهب.. ومنها من ينتظر.. في البجاروية... ومروي.. وسوبا.. وسواكن.. والمتبقي منها... جمع في المتحف السوداني بالخرطوم. كباقيا ذكرى... وتاريخ... وذاكرة منسية.. او متناسية.. لشعب كان وما زال يوما له القدح المعلى في رفد المشهد الانساني العالمي بحضارة ترهاقا وكوش..
ياترى ماذا تبقى لنا من ذاكرة؟؟؟ ياترى ماذا تبقى لنا من تاريخ؟؟؟ ما قبل وما بعد الميلاد؟؟؟ يا ترى هل نلتفت الى بقايا احجارنا؟؟؟ الى فتات طوبنا؟؟؟ وغبارنا؟؟؟ اين البحاثة السودانيين في مجال الاثار؟؟؟ في مجال التاريخ؟؟؟ في مجال الانثربولجيا؟؟؟ اما ان لهم ان يدبجوا الانترنت عن ثقافتنا المنسية؟؟؟ مثل مكابدات الدكتور اسامة عبد الرحمن النور.. وابنه الدكتور فاروق اسامة النور في موقع اركماني."كوش الجديدة لقضايا تاريخ السودان الحديث والمعاصر- معرض أركامانى للآثار السودانية".
في زمن البحث عن الرغيف... واقساط المدارس... والماء النظيف... وتامين لقمة العيش الابت ما تجيء... علينا ان لا ننسى تراثنا.... اهراماتنا.. اثارنا.. وذاكرة متعبة... تحاول الوقوف لترفع اصبع مضجر بالحسرة.. والالم... و.. و....
|
|
|
|
|
|