كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
خواطر
|
أعتقد أن هناك نوعين من المعرفة (أو العلم) ـ هما العلم العام المتاح للعوام والعلم الخاص للخواص ـ واعتقد أن العلم العام هو كل انواع العلوم التقليدية الدنيوية المعروفة ويتحصل عليها بالتعلم العقلي والتجريبي وتزداد الحصيلة منه بعوامل كثيرة منها الحظوة الذهنية من الذكاء ـ كما تلعب الظروف والصدف والزمان والمكان عواملآ مكملة ـ
النوع الخاص من العلم أري أنه العلم المشروط بالصلاح ـ ويمكنني أن اصفه بالعلم النافع ـ وشرطه الاساسي التقوي والصلاح ـ هذا العلم المقترن فقط بنقاء الانسان ودرجة الخير فيه أري أنه لا تحده الحدود الجغرافية ولا الزمنية ـ بمعني أنه كان متاحآ للأنسان الاول مثلما هو متاح لإنسان القرن الخمسين بنفس الدرجة ! ـ فمقياس العدالة الإلهية الواحد لا يحرم الانسان الاول منه مادام شرطه التقوي ـ والتقوي بالطبع لا تحتاج لتعليم ودراسة وليست مقترنة بالزمان والمكان ـ وبناءآ عليه يمكنني القول أنه إن تمكن انسان القرن الخمسين من السقر والعيش في كوكب إكس فمن باب أولي أن هذه الإمكانية متاحة لإنسان ما قبل التاريخ الصالح !! ـ ماذا يعني ذلك ـ يعني ذلك أن تلك العلوم التي استطاع أن يتحصل عليها العامي, الذي ربما كان صالحآ أو طالحآ سواءآ كانت في الفلك آو الفيزياء آو غيرها, يجوز أن يهبها الله في لحظة لعبد صالح يسكن في صحراء في عام ألفين قبل الميلاد ـ لذلك أستطيع أن أقول أن أبينا آدم عليه السلام الذي علمه الله الأسماء كلها علي الإطلاق يدري كل اسم اخترعه ابناؤه من زمنه حتي قيام الساعة وبعدها !!! ـ وعلي ذلك قس أن العلم الذي وهبه الله لأنبيائه يفوق علوم البشر و بلا قيود زمنية ـ ويمكن القول كتبسيط للمسألة أن نسبية اينشتاين ربما لا تساوي خردلة في مثقال علم سيدنا الخضر عليه السلام ـ فإن وضعنا في الاعتبار أن كل علوم العوام هذه, والتي تبهرنا نتائجها يومآ بعد يوم, هي فقط علوم بسيطة يشترك فيها الصالح والطالح ويشترك فيها ذوو النوايا الطيبة مع ذوي النوايا الخبيثة فكيف إذن تكون طبيعة المعرفة الإلهية التي خص بها الله عباده الصالحين !!!! ـ
إذن نحمد الله أن العدالة الإلهية جعلت شرط هبة العلم النافع اللدني هو التقوي وليس الفهلوة ـ وذلك بنص : 'واتقوا الله ويعلمكم الله ' ــ
|
|
|
|
|
|
|
|
|