يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: في كل يوم يتساءل الناس…لماذا يخصص النظام الحاكم جُلَّ ثروات وموارد السودان للأجهزة الأمنية على حساب الصحة والتعليم والغذاء والماء، وفي كل يوم أيضاً يسمعون أو يشاهدون الإجابة(الدموية) فينطلق الرصاص على المواطنين العزل متى ما احتجوا على قرار حكومي أو طالبوا بحق مشروع أو خلافه…. وهكذا حصد الرصاص الغادر أبناء بورتسودان، عندما تظاهروا سلمياً، وأهالي كجبارعندما رفضوا مشروع السد، وسكان أمري والمناصير ومواطني الفاشر عند أحداث سوق المواسير وطلاب جامعة الدلنج وأبناء دارفور بجامعة الجزيرة. هذه بعض الأمثلة والقائمة تطول لتؤكد أن هذه الجرائم البشعة، ليست أحداثاً منعزلة أو فردية، إنماهي سياسة حزب الرأسمالية الطفيلية الذي يريد البقاء في السلطة وضمان مصالحه ولو على جثث الغالبية العظمى من الشعب. بالأمس القريب اعتصم أهالي أم دوم بشرق النيل سلمياً إحتجاجاً على نزع مشروعهم الزراعي لصالح طفيليين أجانب وسودانيين. فضربوا بوحشية إلى حد الموت، واعتقل العشرات منهم وسالت دماء زكية دافعت حتى النهاية عن حقها في العيش الكريم وعن أرضها التي يريد أن يستولى عليها هؤلاء القادمون من كل حدب وصوب – في ظل تغييب الأهالي – باسم الإستثمار والشراكة الذكية وغيرها من أساليب الاحتيال التي أتقنها المؤتمر الوطني. إن كان النظام الدموي يعول على القمع من أجل تمرير أجندته فإن هذا الأسلوب ــ برغم ثمنه الفادح ــ يوحد الجماهير أكثر تجاه شعار إسقاطه ، وإستعادة الديمقراطية والحرية، حينها يحاسب المجرمون حساباً عسيراً بمن فيهم هؤلاء المستثمرون الأجانب الذين يراهنون على بقاء الانقاذ وهو رهان خاسر لا على المدى البعيد؛ بل على المدى المنظور.. ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً … ويأتيك بالأخبار من لم تزود ‏