يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: الوزير المستثمر (مأمون حميدة) قام بنقل قسم المخ والأعصاب بمستشفى الشعب الى مستشفى ابراهيم مالك .. بحجة نقل الخدمات للأطراف وبيع المستشفى للاستثمار .. الاخصائيون رفضوا الذهاب الى مستشفى (إبراهيم مالك) وأصروا على اجراء العمليات بمستشفى الشعب .. فقام الوزير (مأمون حميدة) بنقل جميع أجهزة العمليات إلى مستشفى إبراهيم مالك وترك الاطباء بمستشفى الشعب بلا أجهزة ومعدات والمرضى ينتظرون دورهم في العمليات .. والمواطن مقسم بينهم .. أمس الاربعاء توفى طفلان نتيجة الاهمال بالعنبر 3 .. وما تبقى من أطباء بمستشفى الشعب قالوا لذوى المرضى (أمشو للوزير اذا كان عندكم مشكله) .. هذا بعد أشهر أنتظار ووعود وأعذار واهية لأسر تنتظر إنقاذ حياة أطفالها. هذا هو حال (عنبر 3) بمستشفى الشعب .. الذي يخلو من الأطباء والأختصاصيين سوى بضع من طلاب الخدمة الوطنية .. أمس الأربعاء توفي الطفلان (مودة) و (حسين محمد فضل الله) .. ولازال هناك 8 أطفال يحتاجون لعمليات عاجله ومصيرهم مجهول .. فلم يحولوا لمستشفى (أبراهيم مالك) حيث نقلت الأجهزة ولم تحدد لهم مواعيد للعمليات. أما الطفلة (فاطمة) ذات الـ 6 أشهر فلها مأساة تعجز كلماتي عن شرحها .. ثلاثة أشهر في أنتظار أجراء العملية قضتها بين الوعود الكاذبة والمماطلة والأعذار الواهية .. وأخيرا" تبخرت حتى الوعود الكاذبة وصمتت حتى الأعذار الواهية .. فغرفة العمليات أخليت من أجهزتها وما عاد بها سوى جدرانها.