يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: شهدت عدة دول عربية،and#8238; and#8236;ولا تزال،and#8238; and#8236;موجة عارمة من المظاهرات والاعتصامات منذ بدايات and#8236;2011، ،and#8238; and#8236;كانت مفاجئة من حيث التوقيت،and#8238; and#8236;ومختلفة من حيث مدى الاستمرارية،and#8238; and#8236;وتحولت في بعض الحالات إلى ثوراتand#8238; “and#8236;كاملةand#8238;”and#8236;،and#8238; and#8236;أسقطت أنظمة سياسيةand#8238;. and#8236;وفي حالات أخرى،and#8238; and#8236;لا تزال في الطريق إلى ذلك،and#8238; and#8236;رغم كل القمع الذي يجري بحق المشاركين فيهاand#8238;. and#8236;وحتى الدول التي شهدت ثوراتand#8238; “and#8236;كاملةand#8238;”and#8236;،and#8238; and#8236;مثل تونس ومصر وليبيا،and#8238; and#8236;لم يخل المشهد فيها من حالة المظاهرات والاعتصامات المستمرة،and#8238; and#8236;وهي حالةand#8238; and#8236;غابت عن العالم العربي لعقود طويلة،and#8238; and#8236;حيث لم يكن معهودا أن تخرج الشعوب العربية في مسيرات عارمة،and#8238; and#8236;تطالب بمطالبand#8238; and#8236;سياسية واجتماعية واقتصاديةand#8238;. ورغم أن المظاهرات والاعتصامات تعد أحد أهم أشكال التعبير عن آراء الشارع ومطالبه،and#8238; and#8236;وربما تكون أكثرها مباشرة،and#8238; and#8236;فإنها من الظواهر الأقل دراسةand#8238;. and#8236;فهناك ندرة في الأدبيات العربية التي تتناول هذه الظاهرة بالتحليل،and#8238; and#8236;أو التي تناقش الأطر النظرية التي يمكن في ضوئها تحليل تأثير هذه الظاهرة في سياسات الدولand#8238;.and#8236;وتحاول هذه الورقة تحليل المظاهرات بأنواعها والاعتصامات،and#8238; and#8236;باعتبارها معبرا عن جزء من الشارع،and#8238; and#8236;خاصة في الدول التي تمر بمراحل انتقالية،and#8238; and#8236;مثل مصر وتونس وليبيا،and#8238; and#8236;وتحليل تأثيرها في السياسات الداخلية والخارجية للدولand#8238;. المظاهرات والاعتصاماتand#8238; .. and#8236;التعريف والتكتيكاتand#8238;:and#8236; على الرغم من أن بدايات ظهور الاحتجاجات الشعبية ترجع إلى عهد بعيد نسبياand#8238;(1and#8236;)، فإن أول ظهور لمفهوم الاعتصام أو التظاهر في معناه الحديث كان في منتصف القرن التاسع عشر،and#8238; and#8236;وكان أول من استعمل هذا المفهوم هو الكاتب الأمريكي ديفيد هنري ثورو،and#8238; and#8236;في مقال شهير له نشر فيand#8238; and#8236;1849، بعنوانand#8238; “and#8236;العصيان المدنيand#8238;”. and#8236;وقد بدأ الاهتمام بدراسة سلوك التظاهر والاعتصام في منتصف القرن العشرين،and#8238; and#8236;وذلك في إطار أدبيات الرأي العام التي تناقش ما اصطلح على تسميته بثقافة الاحتجاج الشعبيand#8238;(2). ويلاحظ أن التعريفات المطروحة لمفهومي التظاهر والاعتصام،and#8238; and#8236;بعضها يضيق من نطاق سلوك التظاهر والاعتصام،and#8238; and#8236;وبعضها الآخر يوسع فيهand#8238;. and#8236;فعلى سبيل المثال،and#8238; and#8236;هناك اتجاه يعرف التظاهر على أنهand#8238; “and#8236;خروج إلى المجال العام طلبا لإحقاق حق،and#8238; and#8236;أو دفع ظلم،and#8238; and#8236;فهو خروج من البيت إلى الشارع أو الميدان يعبر عن حالة من عدم الرضا في الحيز الخاص،and#8238; and#8236;وحملها إلى الحيز العامand#8238; (and#8236; 3). ما أن هناك اتجاها يعرف الاعتصام بأنه مظهر احتجاجي ضد سياسة ما عن طريق الوجود والتجمع السلمي،and#8238; and#8236;أمام مكان أو مقر يرمز إلى الجهة التي تمارس السياسة موضع الاحتجاجand#8238;. and#8236;ويرمز هذا التعريفand#8238; and#8236;غالبا إلى الاعتصامات الفئوية التي تختزل مطالبها في نقاط محددة،and#8238; and#8236;وغالبا ما تمس احتياجات فئة بعينها من فئات المجتمع،and#8238; and#8236;بمعني أنها تعبر عن مطالب ضيقة مرتبطة بجماعات معينةand#8238;. and#8236;يقدم فريق آخر تعريفا أوسع للاعتصام،and#8238; and#8236;حيث يعرفه على أنه مرحلة متقدمة من حركة الاحتجاجات الشعبية،and#8238; and#8236;تسبب إزعاجا وضغطا كبيرين على الأنظمة السياسية القائمة،and#8238; and#8236;نتيجة لشمولية أهدافها،and#8238; and#8236;واتساع نطاق المشاركة فيها(4). أما فيما يتعلق بالتكتيكات والأساليب المستخدمة في المظاهرات والاعتصامات،and#8238; and#8236;فإنه تقليديا كان يتمand#8238; and#8236;الاهتمام بشكل أساسي بالشعارات المستخدمة وتحليل مضمونها وما ترمز إليه،and#8238; and#8236;ولكن حركة الاحتجاجات التي شهدتها عدد من الدول العربية،and#8238; and#8236;منذ بداية and#8236;2011، كشفت عن أساليب وتكتيكات جديدة لم تكن معروفة من قبل،and#8238; and#8236;ومختلفة عما تعودت عليه المجتمعات العربية بل والغربية في هذا الشأن،and#8238; and#8236;حتى إن بعض المهتمين دعا إلى تطوير أدب المظاهرات والاعتصاماتand#8238;. وهناك ثلاثة التكتيكات(and#8236;5) أولها في الشعار،and#8238; and#8236;ويعد من أهم وأبرز التكتيكات التقليدية المستخدمة في المظاهرات والاعتصامات،and#8238; and#8236;ويلعب دورا رئيسيا وحاسما في التظاهرand#8238;. and#8236;ويمثل المضمون السياسي للشعار أحد أهم مكوناته،and#8238; and#8236;والذي يجب أن يلخص في كلمات قليلة حالة عامة شاملة،and#8238; and#8236;ومن ذلك الشعار الذي تناقلته القوي الثورية في الدول العربيةand#8238; “and#8236;الشعب يريد إسقاط النظامand#8238;”. ويتمثل التكتيك الثاني في المكان،and#8238; and#8236;وهو من أهم الأساليب المستحدثة في المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها بعض الدول العربية أخيرا،and#8238; and#8236;حيث مثل التجمع في الميادين العامة سمة مشتركة بينها،and#8238; and#8236;مثل ميدان التحرير في القاهرة،and#8238; and#8236;والساحة الخضراء في ليبيا،and#8238; and#8236;وميدان التحرير بالعاصمة صنعاء في اليمن،and#8238; and#8236;وميدان اللؤلؤة في البحرين،and#8238; and#8236;وساحة الإرادة في الكويتand#8238;. and#8236;وهذه الميادين عادة ما تكون لها رمزيتها التاريخية في مجتمعاتها،and#8238; and#8236;فضلا عن اتسامها باتساع رقعتها الجغرافية،and#8238; and#8236;بما يسمح باستيعاب العديد من المتظاهرين،and#8238; and#8236;فضلا عن سهولة وصول وسائل الإعلام إليهاand#8238;. ويتعلق التكتيك الثالث بالتنظيم والحشد والتعبئة،and#8238; and#8236;حيث لم تكن المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها الدول العربية أخيرا عفوية،and#8238; and#8236;وإنما اتسمت بالحشد والتعبئة والتنظيم،and#8238; and#8236;عبر الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي،and#8238; and#8236;التي تبادلت فيما بينها ما تمت تسميته بـand#8238; “and#8236;كتالوجand#8238;” and#8236;أوand#8238; “and#8236;إرشاداتand#8238;” and#8236;التظاهر،and#8238; and#8236;مع سرعة انتقاله من مكان إلى آخر دون إمكانية احتجازه في حدود الأنظمة،and#8238; and#8236;مهما بلغت درجة الرقابة فيهاand#8238;.and#8236; كيف يمكن تحليل تأثير المظاهرات والاعتصامات؟ يمكن التمييز بين ثلاثة اتجاهات رئيسية في تحليل تأثير المظاهرات والاعتصاماتand#8238;(6and#8236;) يتمثل الاتجاه الأول فيand#8238; and#8236;اتجاه محدودية التأثير،and#8238; and#8236;حيثand#8238; and#8236;يرى أن تأثير المظاهرات والاعتصامات في عملية صنع القرار،and#8238; and#8236;حتى في النظام الديمقراطي،and#8238; and#8236;هو محدود بطبيعتهand#8238;. and#8236;ويجادل أنصار هذا الاتجاه بأن الأولوية يجب أن تكون لاستقرار النظام،and#8238; and#8236;والحفاظ على الوضع القائم،and#8238; and#8236;وليس إشراك المواطنين في عملية صنع القرار(7). ويتبنى الاتجاه الثاني موقف المبالغة في التأثير،and#8238; and#8236;ويهتم هذا الاتجاه بالنظم الديمقراطية تحديدا،and#8238; and#8236;ويجادل بأن سلوك التظاهر والاعتصام هو بمثابة استفتاء مستمر على سياسات الحكومة،and#8238; and#8236;وهو إحدي الوسائل التي تتيح للجمهور التعبير عن آرائه،and#8238; and#8236;وطرح أولوياته،and#8238; and#8236;كما أنه يمثل مصدر ضغط مهما على صناع القرارand#8238;. and#8236;كما يجادل بأن تعقد المشكلات وتزايد الاحتياجات يدفعان صانع القرار إلى الاهتمام بالمزيد من المدخلات القادمة من أفراد المجتمع العاديين،and#8238; and#8236;وبالتالي تصبح المظاهرات والاعتصامات وسيلة للتعرف على ما يحدث من تغير في مطالب المواطنينand#8238;(8). ويرى الاتجاه الثالث أن تأثير المظاهرات والاعتصامات يعتمد على متغير وسيط رئيسي،and#8238; and#8236;هو طبيعة النظام السياسيand#8238;. and#8236;وفي هذا السياق،and#8238; and#8236;تبرز نظرية بنية الفرصة السياسية and#8238; and#8236;Political Opportunity Structure التي ترى أن المتغير الرئيسي الذي يحدد تأثير المظاهرات والاعتصامات هو مدى قدرة نظام الحكم على استيعاب حركات الاحتجاج المختلفة،and#8238; and#8236;سواء المنظمة أوand#8238; and#8236;غير المنظمةand#8238;.and#8236; ووفقا لهذه النظرية،and#8238; and#8236;كلما ازداد انغلاق النظام السياسي في وجه المتظاهرين،and#8238; and#8236;زادت احتمالات قمع تلك التظاهرات،and#8238; and#8236;وكلما ازداد انفتاح النظام السياسي،and#8238; and#8236;زادت احتمالات استيعاب مطالب المتظاهرينand#8238;. ووفقا لهذه النظرية أيضا،and#8238; and#8236;لا تتطور في الدولand#8238; and#8236;غير الديمقراطية مظاهر مستديمة للاحتجاج للتعبير عن مصالح جماعية،and#8238; and#8236;وإنما تنشأ بعض مظاهر الاحتجاج الفئوية،and#8238; and#8236;التي تنتهي إما بالقمع،and#8238; and#8236;أو بالاستجابة،and#8238; and#8236;إذا كانت لا تؤثر في مصالح النظامand#8238;(and#8236;9). والتساؤل المطروح هناand#8238;: and#8236;هل تصلح هذه المقولات النظرية في فهم المظاهرات والاعتصامات التي تشهدها بعض الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية؟and#8238;. إن هذه المقولات النظرية إما أنها تقوم على ثنائية الاستجابة وعدم الاستجابة،and#8238; and#8236;أو على متغير رئيسي وسيط،and#8238; and#8236;متمثل في طبيعة النظام السياسي،and#8238; and#8236;وهي بذلك تكون ذات فائدة محدودة في تفسير أكبر عدد ممكن من المظاهرات والاعتصامات،and#8238; and#8236;فضلا عن أنها لا تتجاوب مع التغير الذي يطرأ على تلك المظاهرات،and#8238; and#8236;كما حدث في الدول العربية منذ بداية العام 2011. ومن ثم،and#8238; and#8236;فإن المدخل الأكثر ملاءمة يكون من خلال النظر إلى تأثير المظاهرات والاعتصامات من منظور متعددand#8238;. and#8236;فهناك العديد من العوامل والمتغيرات الوسيطة التي تحدد نطاق تأثير المظاهرات والاعتصاماتand#8238;. and#8236;فبالإضافة إلى طبيعة النظام السياسي،and#8238; and#8236;تبرز عوامل أخرى مهمة،and#8238; and#8236;مثل طبيعة القضايا محل التظاهر،and#8238; and#8236;ومدى أهميتها،and#8238; and#8236;سواء بالنسبة للمتظاهرين والمعتصمين،and#8238; and#8236;أو بالنسبة لصانع القرار،and#8238; and#8236;وكذلك توقيت المظاهراتand#8238; and#8236;والاعتصامات وطبيعتها،and#8238; and#8236;ومستوى المشاركة فيها،and#8238; and#8236;ومدى إصرار المتظاهرين أو المعتصمين على الاستمرار في هذا السلوك،and#8238; and#8236;مهما تكن التكلفة المترتبة على ذلك،and#8238; and#8236;والمواقف الخارجية تجاه هذا السلوكand#8238;. and#8236;ومحصلة التفاعل بين تلك العوامل تنتج لنا أنماطا متعددة ومختلفة من الاستجابةand#8238;. بعبارة أخرى،and#8238; and#8236;فإن العلاقة بين المظاهرات والاعتصامات ومدى تأثيرها هي علاقة جدلية يمكن تتبعها من خلال خمسة مستويات تقع بين الاستجابة وعدم الاستجابةand#8238;. and#8236;يتمثل المستوى الأول في الاستجابة الكاملة،and#8238; and#8236;وهذه حالة مثالية يندر تحققها،and#8238; and#8236;حتى في أكثر النظم السياسية ديمقراطيةand#8238;. and#8236; ويتمثل المستوى الثاني في الاستجابة الانتقائية،and#8238; and#8236;حيث تتم الاستجابة لمطالب دون أخرى،and#8238; and#8236;إما لتبرير سياسة معينة سيتم اتخاذها،and#8238; and#8236;أو لاحتواء المظاهرات وعدم اتساع نطاقها،and#8238; and#8236;أو لإحداث انقسام داخل المتظاهرين أنفسهمand#8238;. and#8236;وفي جميع الأحوال،and#8238; and#8236;يؤدي هذا النوع من الاستجابة إلى إصلاح جزئيand#8238;(01). ويتعلق المستوى الثالث بالاستجابة الرمزيةand#8238; (and#8236;الاستجابة دون الاستجابةand#8238;)and#8236;،and#8238; and#8236;حيث قد لا يستجيب صانعو القرار بشكل حقيقي لما يريده المتظاهرون أو المعتصمون،and#8238; and#8236;وقد يكون ذلك بهدف إسباغand#8238; and#8236;الشرعية على النظام الحاكمand#8238;. and#8236;فعلى سبيل المثال،and#8238; and#8236;شهدت الكويت،and#8238; and#8236;خلال الفترة الماضية،and#8238; and#8236;عدة مظاهرات واعتصامات كانت تطالب بتغيير شخص رئيس مجلس الوزراء،and#8238; and#8236;الشيخ ناصر المحمد،and#8238; and#8236;الذي تم تكليفه منذ فبرايرand#8238; and#8236;2006. ولكن في كل مرة،and#8238; and#8236;كانت تتم استجابة رمزية لهذا المطلب من خلال قبول استقالة الحكومة،and#8238; and#8236;مع إعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد بتشكيل الحكومة الجديدة،and#8238; and#8236;حيث ترأس على مدى خمس سنواتand#8238; (and#8236; 2006 -2011 ) سبع حكوماتand#8238;.and#8236; وينصرف المستوى الرابع إلى الاستجابة عن طريق التلاعب أو التعبئة،and#8238; and#8236;فقد يتم التلاعب بمطالب المتظاهرين من قبل صانع القرار،and#8238; and#8236;حتى يصبح هناك توافق على ما يتخذه من قرارات في مجال ما،and#8238; and#8236;وذلك من خلال تعبئة الرأي العام،and#8238; and#8236;سواء عبر النخبة،and#8238; and#8236;أو عبر وسائل الإعلامand#8238;. والفكرة الرئيسية هنا أن صانعي القرار قد يمتلكون القدرة على تغيير الرأي العام كي يتوافق مع سياساتهم المفضلة،and#8238; and#8236;أكثر من تغيير سياستهم،and#8238; and#8236;كي تتوافق مع تفضيلات الرأي العام(11). وينصرف المستوى الخامس إلى عدم الاستجابةand#8238; (and#8236;التجاهلand#8238;)and#8236;،and#8238; and#8236;وهذا النمط هو أكثر الأنماط شيوعا في النظم السلطوية،and#8238; and#8236;حيث عادة ما يتم التعامل مع المظاهرات والاعتصامات عن طريق قمعها وتجاهل مطالبهاand#8238;. وقد كشفت التحولات الأخيرة التي شهدتها الدول العربية عن نوع جديد من التكلفة المترتبة على عدم الاستجابة،and#8238; and#8236;وهو قابلية تحول المظاهرات والاعتصامات إلى ثورات كاملة،and#8238; and#8236;حين تتحول مطالب المتظاهرين من المطالبة بالتغيير،and#8238; and#8236;في إطار النظام القائم،and#8238; and#8236;إلى المطالبة بتغيير النظام كاملا،and#8238; and#8236;بسبب رفض النظام التغيير الجزئي الذي يطالب به المتظاهرونand#8238;. and#8236;ويعد ذلك أحد الشروط الأساسية التي حددها لينين في مقالته الشهيرةand#8238; “and#8236;انهيار الأممية الثانيةand#8238;”and#8236;،and#8238; and#8236;لكي تتحول الاحتجاجات الشعبية المحدودة إلى حالة ثورية حقيقيةand#8238;. and#8236;حيث رأى أن من أهم تلك الشروط الرفض المطلق من قبل الأنظمة الحاكمة لإحداث أي تغيير حقيقي يلبي ولو جزءا من مطالب المحتجين،and#8238; and#8236;إضافة إلى شروط أخرى تتعلق بالوعي بالمعاناة أو الظلم،and#8238; and#8236;والشمولية في حركة المحتجينand#8238;(and#8236;21). ويضيف البعض شرطا آخر،and#8238; and#8236;هو أن يكون الرفض أو التجاهل من قبل النظام ليس وليد اللحظة،and#8238; and#8236;وإنما نتاج تراكمات عديدة سابقة(and#8236;31). “شروطand#8238;” and#8236;التأثير في السياسة الخارجية للدولand#8238;:and#8236; تعد المظاهرات والاعتصامات أحد المحددات التي تؤثر فيand#8238; and#8236;السياسة الخارجيةand#8238;. and#8236;وفي هذا المجال،and#8238; and#8236;يمكن التمييز بين اتجاهين رئيسيين،and#8238; and#8236;يعبر عن الاتجاه الأول الفكر الواقعي،and#8238; and#8236;الذي يجادل بعدم تأثير المظاهرات والاعتصامات في السياسة الخارجيةand#8238;. and#8236;ويستند في ذلك إلى عدم معرفة وعدم اهتمام الرأي العام عموما بقضايا السياسة الخارجية،and#8238; and#8236;حتى في أكثر الدول الديمقراطية،and#8238; and#8236;لأن هذه القضايا لا تؤثر مباشرة في توزيع الموارد داخل المجتمع and#8238;(41). ويعبر عن الاتجاه الثاني الفكر الليبرالي،and#8238; and#8236;الذي يرى أن المظاهرات والاعتصامات تؤثر في السياسة الخارجية من خلال ثلاثة مداخل رئيسيةand#8238;. and#8236;يتمثل المدخل الأول في ضبط الأجندة،and#8238; and#8236;فتكرار التظاهرات والاعتصامات حول قضية ما قد يدفع صانع السياسة الخارجية إلى الاهتمام بها دونand#8238; and#8236;غيرها،and#8238; and#8236;بما قد يسهم في إعادة ترتيب أولويات القضايا لديهand#8238;. ويتمثل المدخل الثاني في تعريف الأطر العامة للسياسة الخارجية،and#8238; and#8236;بمعني أن المظاهرات والاعتصامات قد تضع ضوابط معينة على قدرة صانع السياسة الخارجية على اختيار بدائل معينة،and#8238; and#8236;أو تحدد له الأطر الرئيسية للخيارات الممكنةand#8238;. and#8236;وإذا تخطي هذه الضوابط،and#8238; and#8236;فقد يواجه باشتداد وتيرة المظاهرات وحدتها ضدهand#8238;. ويتمثل المدخل الثالث فيand#8238; and#8236;تحديد السياسات،and#8238; and#8236;حيث تؤثر في نوعية الخيارات السياسية التي يتبناها صانع السياسة الخارجيةand#8238;. and#8236;وغالبا ما يسير هذا التأثير باتجاه منع القائد السياسي من تبني سياسة معينة أكثر من دفعه إلى تبني سياسة بديلة،and#8238; and#8236;وهذا النمط من التأثير نادر الحدوث في مجال السياسة الخارجيةand#8238;(51and#8236;).في واقع الأمر،and#8238; and#8236;تبدو مقولات النظرية الواقعية أقرب إلى التطبيق،and#8238; and#8236;حيث تؤكد العديد من التجارب،and#8238; and#8236;حتى في الدول الديمقراطية،and#8238; and#8236;أن الحكومات لا تخضع للضغوط الشعبية،and#8238; and#8236;خاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية والعلاقات الدولية،and#8238; and#8236;سيما أن إدارة معظم هذه القضايا يتم في إطار قنوات بالغة السرية،and#8238; and#8236;تفاديا لردود الأفعال الجماهيرية،and#8238; and#8236;التي قد يكون دافعها عدم درايتها بما يجري خلف الكواليس في مسار العلاقات بين الدول(16). والمثال الواضح على ذلك هو أحداث السفارة الإسرائيلية التي وقعت في مصرand#8238;. and#8236;فرغم أنها وقعت في أكثر الفترات التي يؤثر فيها الشارع المصري في السياسات،and#8238; and#8236;فإن ما شهدته مصر من مظاهرات،and#8238; and#8236;بهذا الخصوص،and#8238; and#8236;لم يسفر في النهاية عن تحول استراتيجيand#8238; and#8236;ملحوظ في العلاقات بين مصر وإسرائيل،and#8238; and#8236;ولم يتجاوز حدود لفت نظر الحكومةand#8238; and#8236;إلى ضرورة إعادة ترتيب أوراقها في العلاقة مع تل أبيب،and#8238; and#8236;سواء كان ذلك في مسار قضية تصدير الغاز المصري لها،and#8238; and#8236;أو الملف الفلسطيني،and#8238; and#8236;أو فيما يتعلق بالصراع العربيand#8238; – and#8236;الإسرائيلي بشكل عامand#8238;. ولكن مع ذلك،and#8238; and#8236;ورغم قوة حجج المدرسة الواقعية،and#8238; and#8236;فإنها لا يمكن أن تشكل حكما عاما على تأثير المظاهرات والاعتصامات في السياسة الخارجيةand#8238;. and#8236;فالتأثير ليس أحاديا بسيطا،and#8238; and#8236;وإنما له طبيعة مركبة،and#8238; and#8236;ويتوقف على عدةand#8238; and#8236;شروط تختلف من حالة إلى أخرى،and#8238; and#8236;ومنهاand#8238;:and#8236; • مدى اتفاق القيادات السياسية على التعامل مع قضايا السياسة الخارجيةand#8238;. and#8236;فكلما كانت متفقة على اتباع سياسة معينة في قضية ما،and#8238; and#8236;قلت درجة استجابتها لضغوط المتظاهرين أو المعتصمينand#8238;. and#8236;وبعبارة أخرى،and#8238; and#8236;فإن تأثير المظاهرات والاعتصامات في قضايا السياسة الخارجية يكون محدودا،and#8238; and#8236;إذا تعارضت مع منطلقات ثابتة في هذه السياسة،and#8238; and#8236;ومع معتقدات راسخة لدي صانعيهاand#8238;. • أهمية القضايا المثارة،and#8238; and#8236;حيث يزداد التأثير،and#8238; and#8236;إذا كانت القضية المثارة ذات أهمية مركزية بالنسبة للمتظاهرين أو المعتصمينand#8238;.and#8236; • مدى اتفاق المتظاهرين حول القضايا المثارةand#8238;. and#8236;فكلما كان هناك توحد في موقف المتظاهرين من القضية،and#8238; and#8236;زادت درجة التأثير،and#8238; and#8236;والعكس في حالة الانقسامand#8238;. • مصالح الدولة الخارجيةand#8238;. and#8236;فإذا كانت مطالب المتظاهرين أو المعتصمين تمس مصالح حيوية للدولة في الخارج،and#8238; and#8236;أو لجماعات مصالح قوية،and#8238; and#8236;فإن درجة التأثير تكون محدودة and#8238;(71). الخاتمةand#8238; : على الرغم من أن سلوك التظاهر والاعتصام يعد من الإنجازات الحقيقية للثورات العربية،and#8238; and#8236;حيث أتاحت للمواطن العادي البسيط فرصة للتعبير عن مطالبه وآرائه،and#8238; and#8236;فإن مستقبل المظاهرات والاعتصامات بالنسبة لمصر وللمنطقة العربية يحمل تخوفين رئيسيين،and#8238; and#8236;ينصرف التخوف الأول إلى التخوف من أن يصبح هذا السلوك ظاهرة متأصلة ومستمرة في الشارع المصري والعربي،and#8238; and#8236;على نحو قد يعطل مسيرةand#8238; “and#8236;التحول الديمقراطيand#8238;” and#8236;التي تشهدها بعض هذه الدول،and#8238; and#8236;وهو ما قد يؤثر بالسلب في هيبة الدولة وأجهزتها المختلفةand#8238;. and#8236;ويزيد من تلك المخاوف أن المظاهرات والاعتصامات في مرحلة ما بعد الثورات باتت تتسم بطابعين سلبيين،and#8238; and#8236;هما الطابع الفئوي،and#8238; and#8236;والانقسامand#8238; and#8236;بين ثنائية التأييد والرفضand#8238;. ويتعلق التخوف الثاني باحتمالات استغلال بعض التيارات الإسلامية،and#8238; and#8236;ذات الشعبية الكبيرة،and#8238; and#8236;هذه الظاهرة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها،and#8238; and#8236;لا سيما وأنand#8238; and#8236;الفترة القليلة الماضية عكست إلى حد ما قدرة هذه التيارات على توظيف التظاهر والاعتصام،and#8238; and#8236;على النحو الذي يخدم مصالحها الخاصة في المقام الأولand#8238;.and#8236; في ضوء سلسلة المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها البلدان العربية أخيرا،and#8238; and#8236;والتي تحدت العديد من المقولات النظرية التي انبنت عليها النظريات التي تتناول الحركات الاحتجاجية الشعبية،and#8238; and#8236;يثور سؤال حول إمكانية بناء نظرية خاصة بالمظاهرات والاعتصاماتand#8238;. ويمكن هنا التمييز بين فريقين،and#8238; and#8236;أحدهما مؤيد لبناء نظرية شاملة،and#8238; and#8236;يمكن في إطارها تحليل سلوك الاعتصام أو التظاهر،and#8238; and#8236;والتنبؤ بوقوع المظاهرات والاعتصامات،and#8238; and#8236;والتعرف على خصائصها بشكل مبكرand#8238;. and#8236;وفريق آخر يرى أن أية محاولات لتأسيس نظرية خاصة بالمظاهرات والاعتصامات ستكونand#8238; and#8236;غير مفيدة،and#8238; and#8236;وسيكون من الصعب إطلاق تسمية نظرية على مجمل التنظير الذي قد يتراكم في هذا الشأن،and#8238; and#8236;لأن الكتابات النظرية ستكون مشتقةand#8238; and#8236;غالبا من نماذج لمظاهرات واعتصامات بعينها،and#8238; and#8236;وسيكون من الصعب تعميم استخلاصاتها،and#8238; and#8236;خاصة أن العوامل التي تتحكم في حركة الناس وتظاهرهم ضد الظلم أو الفساد كثيرة ويصعب حصرها(18). ورأى هذا الفريق هو الأكثر اتفاقا مع الواقع الذي تعيشه الدول العربية.إلى جانب ذلك،and#8238; and#8236;فإنand#8238; and#8236;تأثير المظاهرات والاعتصامات في السياسة الخارجية،and#8238; and#8236;وفي عملية صنع القرار بصفة عامة،and#8238; and#8236;يتأثر بعدة عوامل كما سبقت الإشارة،and#8238; and#8236;ولكن هناك حاجة لتأكيد أن السياسة الخارجية في النهاية تتضمن عددا من العناصر،and#8238; and#8236;مثل السرية،and#8238; and#8236;والمفاجأة،and#8238; and#8236;وتعدد المعلومات،and#8238; and#8236;مما يجعل عملية اتخاذ قرار معين مرتبطة بالحسابات الخاصة بالقائد السياسي،and#8238; and#8236;أكثر من كونها استجابة للمظاهرات والاعتصاماتand#8238;.and#8236;وبالتالي،and#8238; and#8236;فإنه عند تحليل تأثير المظاهرات والاعتصامات في السياسة الخارجية،and#8238; and#8236;حتى في حالة الدول التي تصاعد فيها تأثير الشارع في الحياة السياسية،and#8238; and#8236;مثل حالة مصر،and#8238; and#8236;لا بد أن يتم التمييز بين الخطوط الأساسية للسياسة الخارجية،and#8238; and#8236;واتخاذ القرار في مجال معين لتلك السياسة.