يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: * لم أفاجأ بعد الإيقاف عن الكتابة بإسقاط (مرتبي) من قائمة العاملين بالصحيفة.. ولم أكن في الحقيقة مشغولاً بهذا؛ ولا ينبغي؛ لأن غاية أمن البشير أن (يشغلك بنفسك) لتتجاوز الجرائم التي حاول الفاشيون في جهاز الرقابة حجبها عن الصحف المحلية؛ فازدادت بريقاً بهذا الحجب..! ومعروف عن الفاشية معاداتها للحقيقة.. أما الجرائم التي أعنيها فهي القتل المباشر للمتظاهرين وغير المتظاهرين (الأغلبية) في شهري سبتمبر واكتوبر الماضيين..! * عدت للصحيفة؛ وما زلت؛ فحتى الآن لم استلم مكتوباً أمنياً يفيد بإيقافي؛ اللهم إلاّ شفاهة.. ثم.. هذه قضية يجب ألا تشغلنا عن كرائم الكتابة في ما يتعلق بحال الناس مع فرعوننا ورهطه... المهم أن عقد عملي المرفق هنا ليس (ممضي) مع جهاز الأمن والمخابرات.. بالتالي لن اتقدم باستقالتي قطعاً إلى أن يتم فصلي بواسطة الجهاز (دون حقوق) كما حدث مراراً من قبل؛ فقد قضيت العام الماضي كله موقوفاً؛ ولم أمُت.. بل انتشي بما أملكه لا غير..! * المفاجأة المذهلة أن العقودات الجديدة للعمل؛ تتضمن فقرة خاصة (في حالة منع الكاتب بواسطة جهاز الأمن فإن الصحيفة غير ملزمة تجاهه بأي حق)..! وأظنها سابقة لم تحدث قبلاً ولن تحدث في أي بقاع العالم..! * البروفيسور علي شمو رئيس مجلس الصحافة؛ طلب مني الحضور للمجلس لمقابلة المستشار القانوني حول هذا الأمر الخطير الذي وصفه بأنه تسلط غريب.. ولم أشأ أن اتحدث معه في ما يخصني.. اكتفيت بصوته المستنكر؛ وإن كنت أعلم أن سلطات الأمن (فوق الجميع وفوق أي قانون)..! * ليس من حقي نشر ما يتعلق ببعض الزملاء الذين تضمنت عقودهم هذه الفقرة المهينة للذات والمهنة في عدم وجود مؤسسة تدافع عن الصحافة؛ بما فيها (المنظمة السودانية للحريات الصحفية) التي يتبني رئيسها الأخ مكي المغربي خط السلطة؛ لكنني أطالب هؤلاء الزملاء بفضح ما وصل إليه الأمن من استعلاء نادر؛ وتخريب يومي للإعلام؛ وجرائم تخالف كل العهود والمواثيق الدولية التي يجهلها (الرقباء) كجهلهم حين سندوا ظهور القتلة: 1 ــ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. 2 ــ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 3 ــ الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. 4 ــ الميثاق العربي لحقوق الإنسان. * ولندع بقية المواثيق الأخرى وموادها المفصلة التي يسخرون منها الآن؛ فهي متاحة لمعرفة المنطقة التي يحتلها الأمن السوداني (في الحضيض)..! * مع ذلك يعتقدون ــ حسب الإلتباس ــ أنهم يمارسون عملاً وطنياً محضاً..!! والغريب حقاً أن يتحدث نظام البشير عن العقوبات الأمريكية المفروضة عليه بحسبها (انتهاك للقانون الدولي) بينما جهاز أمنه مُصمَّمٌ أصلاً لانتهاك القانون الدولي و(الرباني)..!!