يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: كشف خبير زراعي عن كارثة بيئية وزراعية تسبب فيها سد مروي المثير للجدل والذي تعتبره حكومة الانقاذ واحدا من أكبر انجازاتها. وقال الخبير ان السد تسبب في تغيير مناخي كبير في الولاية الشمالية برفعه لنسبة الرطوبة بصورة غير مسبوقة في المنطقة التي تقع في المنطقة الصحراوية وشبه الصحرواية ويتفاوت مناخها الحار بين الصحراوي وشبه الصحراوي. وأكد الخبير الذي فضل حجب هويته لـ ( حريات ) ان الامر تسبب في هطول الامطار بغزارة لاول مرة في تاريخ الولاية الشمالية التي كانت تعرف فيضان النيل وليس الامطار. موضحا ان الامطار تسببت في اتلاف محصول القمح وفشل موسم زراعة القمح هذا العام. مبينا ان وقوع الولاية الشمالية بين بحيرتي سد مروي وبحيرة السد العالي في اقصي الشمال تسبب في ارتفاع كبيرة في درجة الرطوبة ما أدي في ظل درجات الحرارة الشديدة الي تمدد المنخفض الجوي الي الولاية الشمالية لأول مرة في تاريخها. واشار الخبير الي ان وجود البحيرتين سيؤدي الي استمرار هذه الامطار بل وستتزايد سنويا ، مما سيؤدي بشكل مؤكد في نهاية الامر الي استحالة زراعة القمح في الولاية الشمالية. وبين الخبير بان مرحلة اصفرار القمح الضرورية لنضوجه تتم خلال هذا الفصل وان الامطار تؤدي لموت القمح بصورة مؤكدة. واضاف ان المنطقة الاكثر ملاءمة لزراعة القمح في السودان هي الولاية الشمالية نسبة لدرجات الحرارة المناسبة فيها خلال فصل الشتاء. وانتقد الخبير ما وصفه بالمشاريع الهوجاء وغير المخطط لها التي يقوم بها الانقاذيون. مشيرا الي ان المطلوب بالنسبة لأصحاب الانقاذ هو احداث ضجة سياسية عند افتتاح المشاريع وليس الدراسات العميقة التي تبين الفوائد والاضرار البيئية والزراعية والمناخية والاجتماعية لمثل هذه المشاريع.