يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: شهدت الايام الثلاثة الماضية ارتفاع وتيرة الإحتراب الأهلي و القبلي في مناطق غرب و جنوب دارفور بين قبيلتي المسيرية و السلامات، مما ادى الي سقوط قرابة ال 140قتيلا من ابناء القبيلتين و سقوط اعداد اكبر غير محصورة من الجرحى من المواطنين، في ظل غياب و عجز رسمي كامل من الدولة للسيطرة على الوضع. ان ارتفاع وتيرة القتال بين القبائل بهذا الشكل الدموي في السودان هو نتيجة حتمية لسياسات التسليح القبلي التي ظلت تنتهجها الحكومة و تهربها المستمر عن أداء دورها في حماية المواطن و توفير الأمن و الطمأنينة له، و لجوئها لتسليح المواطنين و انتهاج سياسات التجييش الأهلي و عسكرة المجتمع للتعويض عن غيابها بدلا عن ذلك بالإضافة لتجاهلها اداء دورها في الحفاظ على الأمن الاجتماعي و تقديم مرتكبي الانتهاكات ليد العدالة، مما أدى لإضعاف احترام و إنتهاك مبدأ سيادة و قدسية حكم القانون و التساوي أمامه و سيادة علاقات اقتصاد الحرب و النهب المسلح و انتزاع الحقوق بالقوة العسكرية، الذي انتج الغبن الاجتماعي بين المكونات السكانية و كسر قواعد التعايش الإجتماعي الطويلة. إن ما يحدث في غرب السودان هو التعبير الأكثر وضوحا لفشل الدولة و النظام و سياساتهم التي ظلوا ينتهجوها منذ مطلع التسعينات في القرن الماضي. إن المشاكل القبلية بين القبائل المتجاورة في دارفور و غيرها من المناطق في أرياف البلاد لها جذور و أسباب جذرية متعلقة بعلاقات و قوانين ملكية الأرض و تنظيمها، و هذا لن يحله بشكل متكامل و حقيقي سوى إعادة النظر في هذه القوانين و الوصول لحلول و ترتيبات قانونية تضمن حقوق الجميع و تضمن العدالة الحقيقية في توزيع الموارد و تقسيمها بين السكان. السودان يحتاج الي دولة تعبر عن و تعمل من أجل مصالح مواطنيها و حكومة تعي دورها و واجبها تجاه المجتمع و ليس مجرد عصابة لا هم لها سواء الاحتفاظ بسدة الحكم. إن المستفيد الوحيد من هذا الصراع و الاقتتال الدموي هو النظام الحاكم كونه ينتهز الفرصة للتهرب من أداء واجباته و من أجل التغظية على سيئات سياساته التي قادتنا الي هذا المحترب الأهلي بالمقام الأول أننا نؤكد أننا سنواصل عملنا من أجل رحيل هذا النظام فوراً و بأعجل ما يكون كونه غير قادر على توفير الأمن لأهلنا في الريف السوداني بل هو يزيد معاناتهم و موتهم بسياساته الحمقاء و نتوجه بالنداء لكافة أبناء الشعب السوداني بمواصلة النضال و تصعيده ضد النظام الحاكم كونه يضاعف موبقات فشله يوماً بعد يوم. أن الذي يحدث في أرياف السودان المختلفة ليس ببعيد على أي احد فسياسات هذا النظام ستقودنا في طريق تكرره في كل مكان في أرض وطننا الحبيب. الدم السوداني كله غالي ولابد من حمايته من الاراقة و الهدر المجاني بدون مبرر التغيير الان حق و واجب و ضرورة حركة التغيير الان