يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي تمديد ولاية الوساطة بين دولتي السودان وجنوب السودان لمدة ستة أشهر أخرى وعبر عن قلقه من التهديد الذي تتعرض له اتفاقيات التعاون بين البلدين، كما اصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بتمديد ولاية البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بدارفور لمدة (13) شهراً أخرى ينتهي أجلها نهاية اغسطس 2014. وهكذا ولغياب الإرادة السياسية لسلطة الانقاذ لتحقيق السلام في مناطق النزاعات في السودان تتوغل الإرادة الاقليمية والدولية في الشأن الداخلي، رغم أن مؤسسة الرئاسة تفرط في الكلام عن السلام، لكن تعوزها القدرة على التنفيذ، ومهما كانت قدرة المجتمع الدولي، لن يتحقق السلام دون إرادة سودانية ودون مشاركة(أهل الوجعة) في مناطق النزاعات ومشاركة شعب السودان بأحزابه وتنظيماته في الوصول لرؤية شاملة لوضع حد للحروب الأهلية في البلاد . قضية السلام ،واضحة مطالب أهل دارفور بينة ومعلنة العدالة والسلام القائم على أسس ديمقراطية ومحاكمة كل الجناة الذين ارتكبوا الجرائم وأهدروا دماء أهل دارفور وعمقوا الصراعات القبلية والإثنية والإعتراف بدارفور كإقليم، وكذا الاعتراف بالمظالم التاريخية، وتلك التي وقعت بيد الانقاذ في النيل الأزرق وجنوب كردفان وإدارة حوار شفاف حول مطالب المواطنين في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وهي قضايا لن تسقط ويلفها النسيان مهما طال زمن الحرب . المجتمع الدولي يخطئ اذا ظن أن السلام سيستتب في السودان دون الإرادة الجماعية لأهله ، لأن السلام يحميه الشعب. كما نقول لسلطة الانقاذ لن يستتب لك الأمر بالقبضة الأمنية . نقول ذلك لأن كل الجهود المبذولة الآن تركز على النواحي الأمنية في العلاقة بين دولتي السودان، بينما يتم اغفال حتى مجرد الإشارة لباقي بنود اتفاقيات التعاون الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين في الدولتين، ونقول السلام على الحدود لن يكتب له الدوام دون ضمانة لحقوق المزارعين والرعاة وحقوق الأسر والأفراد الذين تربطهم المصالح الاقتصادية ووشائج الدم في الدولتين. إننا نطالب الجهود الإقليمية والدولية بالنظر لقضية السلام في السودان كحزمة واحدة والإقرار بحقيقة أن السلام دون مشاركة الشعب بكل تكويناته السياسية والاجتماعية لن يكتب له الإستدامة مهما طال أمد البعثات الدولية والاقليمية.