يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: يحاول قادة النظام الآن الإلتفاف على أزمة الوطن الشاملة التي هي صنع يديه بإمتياز، وذلك بالقول أن هناك أيادٍ أجنبية تسعى لتمزيق السودان، لكن قادة النظام يدركون في قرارة أنفسهم أن سياستهم وفشلهم الذريع في قيادة البلاد ومحاولتهم الدائمة لإقصاء السودانيين عن المشاركة في إدارة أمر بلدهم، بل مصادرة حقهم في إبداء وجهة نظرهم في القضايا الوطنية هو السبب الأساسي في تفاقم أزمة الوطن. ولانريد الخوض في تفاصيل باتت معروفة لكل أهل السودان، لكن يكفي القول أن السودان شهد انفصال دولة جنوب السودان في هذا العهد، وتوجد بأرضه قوات دولية تجاوز عددها الـ(30) ألف جندي ووضع السودان تحت الرقابة الدولية، فيما يتصل بأوضاع حقوق الإنسان وطالت رموزه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية . النظام بقوله ذلك يكشف أنه لايعي الدرس وفي الواقع فإنه يعلم أن الآوان قد فات، فقد رفض كل محاولات الحوار الجاد لإيجاد مخرج ديمقراطي لأزمة السودان، وظّن أنه يستطيع كسب المعارك إعتماداً على عامل الزمن، لذلك نقول وبالصوت العالي إننا نرفض الحديث عن وجود مخططات دولية لتمزيق السودان ونعتبرها محاولة هروب للأمام، فالتدخلات الدولية في الأزمة السودانية جاءت بسبب رفض النظام لكل الحلول الوطنية وبسبب محاولاته إقصاء القوى السياسية. فالأزمة داخلية وشاملة ويتحمل النظام مسؤولياتها بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإنسانية، وظللنا على الدوام نقول ونجدد القول إن سياسة الترقيع لن تجدي، والحل الوحيد هو اقتلاع نظام الانقاذ من جذوره، وهنا نجدد دعوتنا بتكاتف الجهود لأجل إسقاط هذا النظام، هذا هو السبيل الوحيد لحماية السودان وأهله من الحروب والمآسي الإنسانية.