هذه أخطر قضية جنائية مثلت فيها الاتهام - فيها (تعقّب المحامي لقتله)

Quote: أيٌّها الطيّب جِداً العيد بِجيب النّاس العيد لمّة شفع خمشة هِين مليان بَلح وفُول وشوَشة جلابيّة جديدة رنّة ضحكه بعيده برندة مرشوشة وبخور تيمان قلية بن معتق تفتح مسام الروح وتغسل القلب وينك حملتني على سرج الحكاوي لزمان قريبٍ بعيدٍ – حضور و زوال- حين كان صوت أستاذي بشير حسين الخواض، يملأ القاعة بهاءاً وصفاءاً ، وهو يدرسنا مادة القانون التجاري ضمن منهج بكالريوس الدراسات التجارية وكانت البداية بشئ من الجنائي. و لما كان بشير محباً لصنعته فقد دلف يشوقنا تشويقا ، كان بالإمكان حينها دراسة القانون ولو للمتعه ، ولكننا لم نفعل شيئا رغم يفاعة سننا لحظتئذٍ ، كانت حكايات مثل ما حدث في Sudan Government V Asha Bango ( حكومة السودان ضد عائشه بنقو) تفعل بنا الأفاعيل ، لم تكن يومها الانترنت متوفره ولا عمك قوقل مولود ، في ذلك الوقت تصادف أن قضيت ليلة في ضيافة أحد الأصدقاء بمدينة القضارف ووجدت في بيته مجلة الأحكام القضائية وكان لي معها حديث طويل سهرت الليل وأنا أقرأ وأملأ جوفي وعقلي بالمتعة والدهشة. رحم الله بشير و حرمه بجاه الزاد الذي طعمناه في دارهم التي نسأل الله أن يبدلهما خيرا منها. حملتني حكاياتك مرة أخرى لعوالم بلدياتنا عبدالعزيز بركه (الجنقو مسامير الأرض ) والآن أدركت سر تعلقك بروايته. شوف زي المقتبس دا " كان يسحبنا من بين القطاطي و رواكيب القش ، في أزقه طويلة لا تنتهي ، تتلوي كالثعابين ، صاعدةً وهابطةً على أرضٍ وعرةٍ عليها أخاديد صنعتها الوابورات واللواري. تعم المكان رايحة البخور مختلطة بعبق المريسة وبعض الخمور البلدية على خلفية من ريح فاترة تهب جنوباً ، دافئة وطيبة" أقرأ يا الطيب كثيرا و أكتب ليس بهدف النشر في المواقع ، ولا تستهين ببضاعتك. أنا أتفق مع كثير من الأخوة الذين قالوا أنك تملك ثروه ولكنك تسكب ما تريد قوله بدون أن تفكر في القوالب ، أو في خلق العوالم. هؤلاء القوم عليك أن تسمع منهم وأن تقرأ وتعيد ما كتبت. قالوا لك لابد أن تعمل شوية من البهارات والتوابل والفنتازيا ،، عرفت الفنتازيا يابا ،، عليك بالزاكي عبدالحميد وما يسميه الواقعيه السحرية ، نعم أنا معاك ملاح الروب جميل بس عليه خطين سمن أحلى ، أنت تعرف نحن لا نستطيب الأكل الصحي ومالنا ومال أكل المستشفى !! فمثلا كان بإمكانك أن تكتب عدة صفحات في تصوير هروب يونس ، بإمكانك أن تنسج قصص كثيرة في ذلك ، منها فمثلا أنه كان يصير دخاناً يخرج من فتحات الزنازين، أو نملة تخرج حاملة بقايا من فتات سندوتش السجان ،، ( قصة الصافية التي كانت تنقلب مرفعين عندما تجيها الحالة ، مالك نسيت؟ ) ، وأنا واثق أنك تستطيع أن تأتي بالكثير من القصص من غير أن ترجح أي منها. كان بإمكانك أن تجعل أولاد البندر يفتحون أعينهم بإتساع الدهشه حينما تحدثهم عن الرصاص الذي كان يصرفه يونس عن وجهه بالعصا والسفروق وكلاشات الشرطه تطلق الرصاص عليه زخات ، زخات وهو يحته عن جسمه ، كما تحت الرمال عن عن جبهتك من أثر السجود. لا تقل أنك لا تؤمن بسحر الحجاب فالراوي لا يجب أن يتدخل ، لا حاجة للقارئ بما تؤمن ، أنت هنا سمعت من ضابط الشرطه ما رأى وآمنت ببعض حديثه وكفرت ببعضه. حين نقرأ هذه الحكاية كحكاية واقعية تحاصرنا الأسئلة التقييمية للمؤسسات العدلية ، وهل هي بخير ؟ وهل و هل ؟ أنا لا أرى من الحكاية إلا مظاليم في تباريح العدالة ، فمهما يكن فقد مات يونس مقتولاً بيد من كان واجبهم حمايته ، أجل واجبهم حمايته كمواطن متهم وتقديمه للمحكمه التي من واجبها أن توكل له محامي للدفاع عنه ، ومن إختصاصها (أي المحكمه) وحدها أن تصدر قرارها بإدانته أو براءته ، فهل واصلت المحكمة بعد ذلك جلساتها وأثبتت أن المدعو يونس هو حقا هو من قتل الشاب المغدور؟ و أقول المدعو ليس تقليلا من شأنه ولكن حتى هذه لم تثبت فالرجل في ظني مات تحت الضرب وهو غريب الوجه واليد واللسان ؟ غافلتوه يا الطيب و لم تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه ؟ ألا يمكن أن يكون قاتل الشاب وغيره لا زال طليقاً؟ هل تمت ملاحقة الشرطه كجهاز في مقتل يونس ؟ لو أتتنا القصه في شكل روايه أدبيه خليط من الخيال والواقع كانت ستخفف وقع كل الهنات والثغرات ، فيونس ربما يكون ضحيه كشبيهه الذي كان قاب قوسين من حبل المشنقه لولا أن تداركته رحمة ربي ، محكمه تصدر حكمها بالإعدام على متهم وشرطة ترخي له الحبل ليسرب ، وتقبض على شبيهه وتلهب وجهه بالكفوف وتطرحه داخل الزنازين منهكا ، مضروبا ، مهانا يستعطفهم جرعة ماء ، والأقسى من ذلك أنه لم يكن يتمتع بكامل وعيه ،، ألا تتفق معي في أن مثل هذا المواطن حتى وإن إرتكب جريمة قتلَ على رؤوس الاشهاد فإنه يجب أن لا يحكم عليه بالإعدام ، لأنه لا يملك الأهليه القانونيه؟؟ أنت كذلك و الحمدلله لديك كاريزما تجذب القراء ، ولذلك فأنت لست بحاجة لعناوين من شاكلة أفضل وأجمل واشهر. فمثلا بإمكانك إختيار عناوين تسكب فيها بعض الغموض لتضفي بعض السحر على ما تكتب ، ما رأيك مثلا في عناوين من شاكلة: * يونس و الخروج الأخير * ونبذناه في البوادي وهو جريح * كنت غاب قوسين من جوف الحوت * قد مات مقتولا يا ولدته تحياتي عبرك لجميع من مر من هنا وخسوسا شقيق الروح محمود مصطفى الذي خاطبته أنت بود الجزيره، ألا تعلم يا هذا أن محمود هذا فنان شفيف الروح. موفق يا حبيب أخوك/ الهادي بن أحمد بن علي اللحوي