روعة الجمري والغناء الشعبي المستصحب برقصة الرقبة ( عوم الوزين)

الشاعر الراحل ود الرضى

ود الرضي واحد من أولئك الذين حملوا النهضة الغنائية في البلاد ردحاً من الزمان ومن الذين تاثرت بهم المدارس الغنائية المعاصرة وسار على منوالهم الكثير من الشعراء....وقد كان أحد ثلاثة غمر انتاجهم مجالس الشعر والطرب قبل العشرينات...العبادي وأبوصلاح وودالرضي. ....
ولد الشاعر الوقور محمد ودالرضي في حوالي العام 1884م كان والده من قبيلة العسيلات مقيماً بقرية (ام ضواًبان) ووالدته محسية الأصل من عائلة الشيخ أدريس ود الأرباب وكانت تقيم بقرية العيلفون حيث شب ود الرضي وترعرع..وفي التاسعة من عمره ذهب الي ام ضواً بان الي الخلوة ليتلقى الدروس ويحفظ الكتاب في هذه القرية التي لا تخبو فيها نار القرآن وكان يستمع الي أدب المدائح ويحفظ منه الكثير ويتغنى به في طرب وانتشاء وعندما كبر وبلغ سن الشباب اخذت نظرته للحياة تتبدل وكان يتنسم اخبار شعراء العاصمة ويسمع عن اسماء يوسف حسب الله(سلطان العاشقين) عثمان ابو جقود واحمد صالح المطبعجي وكان يصغي الي الأغاني الوارده من السافل على لسان محمد ودالفكي...وما ان جاء العام 1915م إلا وكان اسم ودالرضي من ألمع الشعراء الشباب المجددين..وإلتقى وقتها بالشاعر احمد حسين العمرابي الذي يحتل مكاناً مرموقاً بين زملائه الشعراء والفنانين وإصطحبه العمرابي الي دكانه بالسوق العربي فالتقى هناك مع بطران وأبوصلاح وحدباي وخليل فرح كما سامر سرور وكرومه والأمين برهان واعجب خليل فرح برميات الدوبيت من الشاعر ودالرضي ومنها :
الطابق البوخه *قام نداه يهف *نام من الدوخه إيده عاقباه
الجدله مملوخه *لي معالق الجوف *موسه مجلوفه ...
.في العام 1918م هاجر من قريته الي منطقة (مكوار) للعمل بالخزان وكانت تجربه قاسيه بالنسبه اليه عان منها ما عان وكان يشتاق الي قريته واصحابه ورصفائه من الشعراء وكان يبكي ويتألم من ذلك وخلد ذلك بدره من درره الشعريه مازال يتغنى بها الزمان وأنشأ قصيدته العريقه : متى مزاري *أوفي نذاري *وأجفو هذا البلد المصيف ...مما عرف عن ود الرضي أنه كان شديد الوقار وقلب محب وروح شفافه وسابح وراء الخيال وعرف ايضاً بتعلقه بدينه والتمسك بآدابه والصلاة في مواعيدها وبتلاوة آيات القرآن وقد كان يقرأ سورة (يس) عند كل وضوء وقد كان العالم الورع الخليفه حسب الرسول يدعوه (تنبيه الغافلين). ...تزوج الشاعر ودالرضي وكان له عدد من الأبناء ولكن يشاء القدر ان لا يعيش أبناؤه جميعاً وان لا تعمر زوجته طويلاً فبقي حزيناً يبكي حظه العاثر وآماله الضائعات وكان يعتكف كثيراً في خلوته في قريته يجتر ماضي ذكرياته. ....والمعروف ان شاعرنا ودالرضي لم يزد على ثقافته الدينيه كثيرأً ولو أوتي مثل حظ الآخرين من الثقافة والإطلاع والنشأة في المدينه لكان ودالرضي شاعر الغناء الأول من دون منازع ومع ذلك فله من زاخر المعنى ومن روائع الوصف ومن صادق التعبير مالم يستطع بلوغه المثقفون من روائعه:
*متى مزاري
*ينوحن لي حماماتن
*ليالي الخير جادن من المحبوب
*نور جناني وقبلة حناني يا جواهر عقد القصيد
*السلام يا روح البدن
*الناحر فؤادي
*أحرموني ولا تحرموني
* سنة الإسلام السلام
*من الأسكلا وحلا


الراحل ود الرضى