عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2007, 07:23 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    14/1/2002م

    عزيزي، محمد الربيع...

    ملاذي وأخي، الربيع، طبيبي، وحبيبي، سوف أتكئ عليك لأبكي، إيها الحائط الذي بكى عليه المهمشين!!

    بالأمس، الاثنين 13 يناير 2002م، أيضاً، وكالعادة ذهبت لمعرض الكتاب الرابع عشر بأرض المعارض، عسى أن أجد كتاب ينعشني، أو أجد أحد يبث الروح في الجسد، هناك بشر مجرد رويتهم تعني الكثير، بل تغني عن الكثير، فهم الكلمة الحية، الكلمة المؤثرة، "وخلق الله الكلمة، والكلمة صارت المسيح" إن كلمات الله التامات هي البشر، إن كتاب الله الأكبر هو الإنسان وما تجيش به من حيوات، " سكر الكون منها فتراه معربدا بالناس" هكذا يرى النابلسي البشر، مجلى للعربدة الإلهية، مجلى للنزق والشطح الملكوتي.!!

    ولكني وجدت مجموعة اموات يحومون حول الكتب، أشباح تحوم حول فتات أفكار واهنة، دب فيها عفن التملق والخوف وقصر النظر، لم أرى في والوجوه روحا او هما او التزاما، لم أرى قارئ صادق وحيد، " لم أظهر في شي كظهوري في الإنسان" هكذا تقول الآية الجيلانية، ولكني رأيت كتب تدخل سلال واكياس جميلة، ولم أرى قارئ واحد، هكذا يقول حدسي الساذج، بطفولتي تكلمت مع مترجم بإحدى الصحف السيارة، يبدو معتدا بذاته، أظنه يترجم بعض الكتب التي تنشر بالجرائد اليومية، وجدته كثيفا مثل بيت شعر مصنوع، وسألت احد عن موبايله، فرد على بصورة ميتة، وضحكة أعمق موتاً، ، ذهبت لحائط زجاجي لأرى شكلي، فقد يكون غريبا، ولكني وجدت هندامي مثل سائر المتجولين، إي غرابة في أسئلتي البسيطة، أما انه الخوف، خوف رابض في الأحشاء، يكاد يفسد كل شئ، بل يقيناً، أفسد كل شئ، " الخوف هو الأب الشرعي لكن معايب السلوك، بل لن يحقق الإنسان كمالاته وهو خائف" هكذا يقول الأستاذ، باي صورة أو لون من الخوف، حتى الخوف من الله، فهو يحب ويؤنس به، كنت أتوقع ان تستدرج حلوى الكتب النمل المبارك، النمل الجاد في خزن قوته، والباحث عن نفسه في خضم تشويهات الحياة، حتى فقدنا ذواتنا، وضللنا السبيل إليها، فبحثنا عنها في الأفاق، وفي التقنية، وفي الفضاء، وهي قابعة باحشائنا، كالعير في البيداء يقتله الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول، "سيرك منك وصولك إليك" حتى الكتب كانت صفراء، ميتة، مزخرفة مثل أعمدة القبور، كل كلام يقال، عليه صبغة قائله، هل القول هو ظل الفعل، ولكن هل هناك سائق اظعان، حقا الكون حائر، لم يبقى سوى الأدب، الملاذ الاخير في غياب الفكر، أحسست بأزمة ذلك الاغريقي، والذي حمل مصباحه في رابعة النهار، بحثاً عن إنسان تحكمه مشاعر الطفولة، طفل لم تفسده انماط السلوك، وتفاسير الكون الباهتة، وإكراهات الثراث، والذي صاغ بماضيه الفائت كل حركاتنا وسكناتنا اللاحقة، عن انسان يبكي ويحب ويعشق بعفوية، يقود زمامه قلب سليم وعقل صافي، ، عن انسان يقيس البشر بفطرته، وبأنه غاية في ذاته، الاهبل والمجنون والمفكر، غايات في ذاتها، تستلزم وتستوجب التقدير والتقديس والعطف والحنان، لا توجد فضيلة "أعظم من الرحمة"، عن سيرة وسريرة واحدة، وعن مجتمع لا يطالبك بحسن السيرة، وسؤ السريرة، وحين تفشئ سريرتك، مثل محمد شكري، والقديس اوغسطين، ورسو، يتكالبون عليك، لأن قلت الصدق، "الاستغفار أصدق الحديث". لقد خرجت حزينا من المعرض، واشتريت كتب لهيرمان هيسه ونائب للاريف للحكيم ومجلد لانطون تشيخوف، وحين وصلت البيت، لا قبل ذلك عند خروجي وجدت صديقي فخري، رجل جميل، يملك عبقرية كبيرة، وهي ضحكته، ضحكة لا تخرج سوى من طفل لم يتجاوز سبع سنين، ذو اهتمامات غريبة، يحب السيارات وعلم النفس و………، يسكنه لوحده، غرفته غير مرتبة ويعلوها الغبار، بل تكاد ان تحلف بأنها غير مسكونة اصلا، وكانه قبيل من الجن، له إشارات ذكية، تعليقاته مثله، تحمل الكثير، وكأنه " عصير مركز" أو "حبوب هلوسة" أو "لحظة ألق خاطف" وكأنه يشم الدهشة في التعابير اليومية، يسكن دار تفتح على خور، وحين تجلس بالداخل وعند بوابة الخروج ترى منظر وكأنك في قرية ساذجة على ضفاف النيل، فعلا مسكن غريب، هل اختاره، لا أظن، ولكن غرابته هي التي تسيره، بيده ملكوت كل شئ، المهم، رجعت من المعرض حزيناً، لأشياء عده، لا أدري ولكني احب الحياة، واحب البشر الذين لا يشعرون بانهم بشر، لقد نسيت، لقد قابلت فكري كرسون، التقيت به عند الدار المصرية، رجل لطيف ومهذب، خفف جزء من خوفي على نفسي، وعلى الحياة، وعلى الأموات الذين يقتنون الكتب بشراهة الحمير، وبالبرسيم المرصوص على الارفف، وحين عدت للمنزل، اشعلت نور خافض، وفتحت كتاب تشخوف، وكأني فتحت أبواب المدينة الفاضلة، بضعة أسطر منه، وكأني ادخن الحيشيش أو الافيون، سرح بي بعيداً، سرح بي قريبا، في ذاتي، وفي انفسكم افلا تبصرون، احيانا تروادني فكرة ان اعتزل الناس، أن احمل ابريقي واسوح في ارض الله، لا اريد وطن ونضال وهوية ومزاج وتقاليد بشرية بالية، اهوى ان اكون مثل البحر والنهر والهواء والملائكة، هويتي قلبي وعقلي بين اضلعي، هويتي هذه الروح التي تسكنني، هذه الروح القلقة، والتي تبحث عن شئ ما، عن هدف، عني، عنها، عن حبيبة ضاعت مني في زمن ما، قد تكون في حيواتي السابقة، أو اللاحقة، فأنا لا أومن بالحياة المباشرة، هذه الحياة التي تجري امامي، لأني اشعر بأني مأخوذ لحياة أخرى، حياة ثانية، قد تكون داخل هذه الحياة، أو فوقها، أو هي، ولكن ترسبت عليها صبغة كثيفة من التبلد، من الطفولة الشقية الكاذبة، " لا تتردد في ان تذهب بعيداً .. بعيداً إلى ما وراء الحياة" .. هكذا يوصي مارسيل بروست، أو الشجاعة وموهبة العمل، كما تقول نادين غوردمير، الجنوب فريقية البيضاء النوبلية.

    هل حدقت في عيون عماد البليك، أنه خائف، قد يكون على اسرته في بربر، فهو البكر، هو الرب، من عنت جسده وعقله تذهب الفلوس إلى كفتيرتهم وحلتهم، وكهربتهم، وعلاجهم، وبطانيتهم، أم خائف من الإطلاق، والسؤال القديم، " من أنا" السؤال الذي التهم كل الاجوبة، وظل كما هو ، جائعا لاجوبة جديدة، أكل السوسة والعافية مدسوسة، .
    يقال إذا اذنبت، فتطهر بالقراءة، أو بالكتابة، فالحروف الصامتة، الميتة تصرخ في ذاتك، بصوت يزن وعيك بك، ورحم الله ديكارت، فقد قال عنه بولدير، بأنه جعل العميان يبصرون، حين قال " أنسى ما شببت به من مفاهيم وأراء، ثم ألقي نظرة على الوجود، تلك هي نظرتك الشخصية" فلا تناص، ولا تقليد، وتلك هي الارض البكر، التي سار فيها الأفراد عبر تاريخ الإنسانية المجيد، وهم أقله، أكاد أحسبهم على أصابع يدي اليمنى فقط، يا ترى هل هم، سقراط، والمسيح، وموسى ومحمد ومحمود.

    وأحياناً، أشعر بعقم القراءة، فعلام نقرأ، والكتاب الأعظم بداخلنا، ألم يستفز، الحكيم سقراط حكماء اثيناء، حين استخرج بأسئلته التهكمية الذكية، من صبي زنجي صغير، معارف هندسية مقعدة، أدهشت مهندسي اليونان، موقناً بأن العلم المطلق كامن في القلوب، ولكن هل من مثير أو سؤال، أو جوى أو منهج يحرك أعماق الأعماق ليستخرج هذه الكنوز الدفينة، " أقرأ كتابك، كفى بك اليوم حسيبا"، ألم يقل علماء النفس بأن التداعي الحر للافكار لا ينقطع، حتى نلج رحم الأولى، بل نلج ما كان وما سيكون، "قل سيروا في الأرض، فأنظرو كيف بدأ الخلق،" أنها أمر كالصوم والصلاة، فسنة النبي، وسنة بوذا وسقراط هي الفكر، الفكر الحر، من كل قيد أو شرط، حتى قيود الطبع والشهوات والنفس السفلى والعليا، فالقانون الطبيعي، والذي يهمين على الحيوات والجماد، والذي سير الكون منذ دهير دهير، هو العقل الكلي، العقل الخالي من الرغبة والهوى، فالمطر ينزل على الغبي والذكي، والحياة تسير في النور والظلمات، نحو هدف معين، نحو المسك، وما العقل البشري، إلا ظل، أو قبس من هذا العقل الكلي الجميل الحكيم.
    [تمنيت على الزمان محالاً أن ترى مقلتاه طلعة حر]،

    لا تتوكأ على الحواس...
    فإنها أشد عماء من جوف حوت يونس
    ولا على العقل..
    فإنه أشد تهوراً من هاملت
    ولا على حواشي القلب
    فإنها كالأم، تغمرك بحنان عظيم، تفسده أشواك الواقع.
    ولكن في ذات القلب، في ذاتك، ما أنت طالب، بلسان حالك ومقالك.
    تاريخ الفطرة، أم تاريخ العقل، كارل بوبر أم الجيلاني.. أقرب إلى فطرتي ؟ أم كلاهما؟؟
    أخي محمد حبي، وشوقي، كما قلت، شايف الاخ عماد البليك حزين الأيام دي، عيونه تقول ذلك، بل أكثر....
    لك الحب.....

    اخوك
    عبدالغني كرم الله
    14/1/2002م

    ......
                  

العنوان الكاتب Date
عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير10-23-07, 07:20 AM
  Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير10-23-07, 07:23 AM
    Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. tayseer alnworani10-23-07, 09:16 AM
      Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير11-04-07, 06:54 AM
  Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. altahir_210-23-07, 08:07 AM
    Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. Abomihyar10-23-07, 08:33 AM
      Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. wadalzain10-23-07, 09:48 AM
        Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير10-24-07, 06:26 AM
        Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير11-04-07, 10:11 AM
      Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير11-04-07, 10:08 AM
    Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. عبدالغني كرم الله بشير11-04-07, 10:03 AM
  Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. bushra suleiman11-04-07, 10:44 AM
  Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. salah awad allah11-04-07, 01:04 PM
    Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. مطر قادم11-04-07, 01:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de